الدكتور: السيد عبد المنعم حجازي

Lecturer of commercial science in ministry of higher education, HICSC. Elaresh. Egypt

إدارة الوقت وضغوط العمل لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية

 

تؤكد الدراسة الحالية على أنه لكى يستطيع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات إدارة وقتهم بكفاءة، وحتى يتمكنوا من الإسهام فى تحقيق أهداف مؤسساتهم الجامعية، يتعين الاستفادة من الوقت من خلال ما يأتى:

<!--استخدام الوقت كمورد وليس قيد، وتبنى مفهوم المرونة وسرعة الحركة، والتحول المستمر عبر الزمن، وفق المبادىء والأنماط والآليات التى قدمتها الدراسة الحالية خلال فصول الإطار النظرى، حتى يتمكن السادة أعضاء هيئة التدريس من الاختيار من بينها لما يتناسب مع وضعية كل منهم، عن طريق تبنى أحدها أو بعضاً منها، حتى يتمكنوا من النجاح فى إدارة الوقت واستثماره، وعن طريق تلك المبادىء والأنماط والآليات، يمكن أن يحققوا الأهداف الجامعية المراد إنجازها خلال مدى زمنى معين، وتحديد المسئوليات وتوزيع الأدوار لكل أعضاء هيئة التدريس، وتحقيق الاتصال الرأسى والأفقى، بين الجميع - حسب المستويات الوظيفية – وإيجاد نمط من العلاقات يمكن أن يقوم على تنمية الخبرة والكفاءة الإدارية، ولا شك أن هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تسهم فى حسن إدارة الوقت واستثماره، ومن ثم تعمل على تحقيق أهداف الجامعة.

<!--اعتبار إدارة الوقت ركنا أساساً عبر أداء السادة أعضاء هيئة التدريس، نظراً لأنها من العوامل المهمة التى تزيد من فعالية أداء أعضاء هيئة التدريس وذلك لأنها تعتمد على العديد من المحاور - التى سبق تقديمها خلال البحث - والتى منها:

<!--جدولة الأنشطة التى يقوم بها أعضاء هيئة التدريس، بما تتضمنه من تحديد الوقت المستغرق فى أداء كل نشاط، مع ترك قدر من الوقت غير المخطط له تحسباً للأزمات غير المتوقعة.

<!--التفويض باعتباره أحد الوسائل الهامة لإدارة وتنظيم وقت أعضاء هيئة التدريس ـ خاصة ـ فى المستويات الإدارية المنوطة ببعض أعضاء هيئة التدريس، ويكون التفويض فعالا عندما يكون هناك تكافؤ بين السلطة والمسئولية، وهكذا فى بقية العمليات الإدارية.

<!--التعرف على إدارة الوقت فى الجامعة التى تتخلل كافة العمليات الإدارية داخل الإدارة الجامعية بكل مستوياتها، بما يؤكد على ضرورة وضع خطة للسيطرة عليها.

<!--إدخال التكنولوجيا الحديثة بأبعادها المختلفة، والعمل المتسارع لتحقيق التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس، وعن طريق استخدامهما يستطيع أعضاء هيئة التدريس التوصل إلى قرارات رشيدة، كما أنها تقلل من الزمن المستغرق فى صنع واتخاذ القرار.

   ‌ه-  <!--[endif]-->الاهتمام بتغيير الهيكلة الأكاديمية السائدة فى الجامعات أى (الأقسام العلمية ذات التخصصات النوعية المنفصلة)، إلى تخصصات بينية ومتعدية التخصص، وقد يكون ذلك من خلال نظام الدوائر العلمية، نظراًً لتغير أهداف التعليم الجامعى، ولأهمية تحقيق هدف "التعليم للجميع، والتعليم مدى الحياة"، والتوافق مع طبيعة متطلبات السوق وما يتطلبه من تخصصات جديدة ومستحدثة.

يتعين ضرورة خضوع أعضاء هيئة التدريس فى مراحل الإعداد لدورات واجتياز مقررات تأكيد على أهمية إدارة الوقت، والتعرف على أسباب هدره والطرق المتبعة للسيطرة عليه، وكذلك تعميم نشرات إدارية، تحث علي أهمية الوقت كما يجب أن يتضمن القانون ذلك.

يقوم بدراسة الوقت وإدارته هيئة فنية استشارية تكون تابعة لرئيس الجامعة، وإذا كانت هناك عمليات أخرى متصلة بدراسة الوقت مثل دراسة الوسائل وإدخال التحسينات على المهام فعليها تقديمها لهم، ويقترح التصور :

<!--ضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس على الطرق الحديثة لأداء مهام الوظيفة، والرفع من كفاءتهم، لتقليل الجهد المبذول في أداء أعمالهم .

<!--استحداث إدارة تتبع رئيس الجامعة تقوم بدراسة الوقت وإدارته، ببحث شامل لطريقة أداء العمل، ونظم التخطيط الداخلي، وترتيب العمليات، وبحث الظروف التي يعمل تحتها أعضاء هيئة التدريس.

<!--  إلزام هذه الإدارة بتصنيف وتوصيف وتوظيف المهام وتقييم أعضاء هيئة التدريس.

<!--عقد اجتماعات لرفع الأداء العام وزيادة العطاء، وتجنب المعوقات، والتقاء أعضاء هيئة التدريس مع بعضهم في الوقت المناسب لتبادل الاستفسارات فيما يتصل بإدارة الوقت، وتجنب الاجتماعات غير الفعالة.

<!--ضرورة التقيد باللوائح والنظم الإدارية، وإثابة المجيدين، لان التهاون يؤدى إلى هدار الوقت، وتفهم أعضاء هيئة التدريس لأهمية عنصر الوقت في إنجاز العمل في الوقت المحدد.

<!--زيادة اتصال أعضاء هيئة التدريس في الاتجاهين للمتابعة والتوجيه، وجودة العملية التعليمية في وقت أقل.

<!--قصر ساعات العمل على العطاء والإنجاز، والحد من الزيارات التي لا علاقة لها بالعمل وذلك لتلافي ضياع الوقت، وتفويض بعض الأعمال لمعاونى أعضاء هيئة التدريس لإكسابهم الخبرة والمعرفة.

<!--ضرورة تفعيل الهيكل التنظيمي لهيئة التدريس، فالخرائط التنظيمية تساعد على تفهم مهام اختصاصات كل قسم أو كلية أو جامعة وعلاقتها بمثيلاتها، تجنباً لسلب الاختصاصات والازدواجية في تنفيذ بعض الأعمال.

<!--وضع نظام معلومات فعال للاتصالات الداخلية وربط الأقسام والكليات والجامعات بشبكة محلية، ودولية وذلك لإيجاد نظام ثابت وموحد لجمع البيانات وتحليلها ، ولتوفير المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات.

<!-- العمل على استجلاب التقنيات المستخدمة في مجال الحاسب الآلي والشبكات المحلية والدولية، لمواكبة التطور والتقدم، عن طريق استخدام أنسب البدائل من المنظومات الإلكترونية المتقدمة في العالم المناسبة لإمكانيات وقرارات القسم والكلية والجامعة .

<!--إيجاد وتحديث قاعدة موحدة للبيانات والمعلومات تكون في شكل إدارة مستقلة، لإيجاد نظام إداري متكامل هدفه توفير المعلومات الضرورية اللازمة لاتخاذ القرارات.

<!--إخضاع أعضاء هيئة التدريس لدورات متتابعة ( كل عام على الأكثر) متخصصة في إدارة الوقت وبرمجة وتحليل وتصميم أنظمة العمل باستخدام التقنيات المتوفرة لهم لزيادة سرعة إنجاز الأهداف في العمل الجامعى.

<!--مراعاة مبادىء إدارة الوقت عند تنفيذ المهام الموكلة لأعضاء هيئة التدريس.

<!--استحداث نظام التفرغ لمدة عام لأعضاء هيئة التدريس مع الحصول على رواتبهم ومستحقاتهم المالية، بقصد التفرغ للبحث العلمى، مشروطاً ببحث يخدم المجتمع، ويفعل درجة تقدمه، وسرعة الإنجاز.

<!--  وفيما يتعلق باعتبار إجادة التدريس شرطاً للترقية تؤكد الدراسة الحالية على أنه يمكن الحكم على هذه الإجادة من خلال نتائج الطلاب كما يمكن الحكم عليها بمقياس الرضا المهنى من المعلم، وآراء الطلاب فى عضو هيئة التدريس، وبموضوعية أعضاء هيئة التدريس ممن هم فى مناصب إدارية.

ويتأكد أن الوقت واستخدامه أصبح أقوى العوامل -على أهميته- ولكن تظهر أهمية استخدامه من خلال هذا التسابق والتسارع العالمى، والعلمى، فإذا كان الأمر فيما يتصل بعضو هيئة التدريس فإن الأمر يقتضى أن ننظر إلى تكوين عضو هيئة التدريس على أنه قيمة عالية لا تترك لظروف خاصة أو انتظاراً لحدوث طفرة تفرزها الطبيعة، ولكنها قدرة مميزة مطلوب اكتشافها وتكوينها وتنميتها، وصقلها فى الجامعة ثم الاحتكاك، لتكون رصيداً للوطن، ومنبعاً للريادة، وإحداثاً للتطوير والتقدم، مع المحافظة عليها لفاعليتها، وقدرتها، حتى تقوم بمسئولياتها القومية.

5- آلية إدارة وقت أعضاء هيئة التدريس.

وبالإضافة لما سبق يقترح التصور الحالى فيما يتصل بدور إدارة الوقت فى تحقيق الأهداف الجامعية رؤية عملية، من وجهة نظره على الأقل، تسير وفقاً لعملية كلية يسميها "الهياكل والأطر الزمنية"، تتكون من إطارين يعمل داخلهما أعضاء هيئة التدريس، ويطلق عليهما هذه التسمية:

<!--هيـــــاكل زمــنيـــة.

<!--نمـــــاذج فـرديــــــة.

أولاً : الهياكل الزمنية.

وبمقتضاها تتم إدارة الوقت لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، وفقاً لنوعين من الهياكل هما:

( أ ) هياكل كبرى : تتمثل فى، العام الدراسى، والأسبوع الدراسى، وإطار العمل لليوم الدراسى، ويلاحظ هنا أنه قد تتدخل قوى خارجية فى تحديد هذه الهياكل، ولا تؤثر على القسم او الكلية فحسب، ولكنها قد تؤثر على كل الأقسام وكل الكليات وربما – فى كثير من الأحيان- كل الجامعات، بل يجب ملاحظة أنها ربما امتدت للتأثير على كل قطاعات المجتمع.

(ب) هياكل صغرى : تتمثل فى ساعات العمل لكل عضو هيئة تدريس ( نصابه القانونى المنظم )، والمحاضرات، والمقررات، والأنشطة، وفترات القياس ( التقويم والامتحانات )، وامتداد المحاضرات، ( بمعنى الأنشطة التى يتم تنفيذها بعد نهاية المحاضرات، والتى تتصل بها )، ويلاحظ أن هذه الهياكل الصغرى يتم تحديدها من داخل القسم والكلية، وتكون مرتبطة ارتباطاً كبيراً بهدف التدريس.

ثانياً : النماذج الزمنية للفرد.

وهنا نلاحظ أن كل عضو هيئة تدريس يملك نموذج فردى ( وربما نماذج ) خاص به، فى استخدام الوقت، وتتحكم فيه الحاجة، والعادة، كما لا يمكن أن نغض الطرف عن تحكم الهياكل الزمنية فيه، ويقترح التصور الحالى أن تتم هذه النماذج ويتم العمل على تنميتها والبناء عليها، أو الإضافة إليها، وتكون مرتبطة بتحقيق –على الأقل- الأهداف الجامعية الثلاث، بالإضافة لتحقيق أهداف أخرى، ومن هنا فإن التصور الحالى يقدم ثلاثة نماذج متكاملة لهذه النماذج الفردية بالتطبيق على أهداف الجامعات كما يلى:

( أ ) نموذج إدارة الوقت لتوجيه الآخرين : بحيث يدير عضو هيئة التدريس وقته – كل حسب موقعه – فى محاضراته، فى رئاسة مجلس القسم، فى وكالة الكلية، فى عمادتها، فى نيابة رئيس الجامعة، فى رئاسة الجامعة، كل يدير وقته لتوجيه من يعمل معه، والتركيز هنا على الطلاب، بحيث يستطيع عضو هيئة التدريس أن يحقق هدف التدريس.

(ب) نموذج إدارة الوقت لتنفيذ الأنشطة الموجهة نحو الذات : بحيث يدير عضو هيئة التدريس وقته – كل حسب موقعه- لتحقيق الأهداف الموجهة نحو الذات، فى الجامعة أو البيت، والتى تخص تحقيق هدف البحث العلمى.

( ج ) نموذج إدارة الوقت للتعاون مع المجتمع : بحيث يدير عضو هيئة التدريس وقته – كل حسب موقعه – للتعاون مع الآخرين داخل القسم أو ...... إلخ، أو الطلاب، أو توجيه نشاط تعليمى داخل المجتمع.

وإذا كانت أدبيات ودراسات إدارة الوقت فى توجهاتها الحالية ما تزال تعتمد على مدخلين رئيسن هما:

المدخل الأول : ويمكن أن يطلق عليه " المدخل الحيلى " ويتم خلاله عرض المئات من النصائح لتوفير الوقت، حتى يستطيع أعضاء هيئة التدريس أن يختاروا من بينها ما يناسبهم.

المدخل الثانى : وهو أكثر تنظيماً، حيث إنه يعتمد على تنمية عادات عمل فعالة بدلاً من توفير بضع دقائق عمل هنا وهناك، فهو يقترح أن يتعلم أعضاء هيئة التدريس كيف يقولون " لا " للآخرين، فضلاً عن عادات أخرى تؤدى لإدارة أفضل للوقت.

فإن التصور المقترح فى رؤيته الحاليه يبنى على ضرورة تبنى وإيجاد هياكل ونماذج ومداخل أخرى غير ما سبق، وإن كان يتبنى المدخل الثانى ويبنى عليه، حيث قدم مجموعة من المتطلبات المطلوب من خلالها التحول فى قدرات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، لأن الحاجة ملحة لمثل هذه الأمور فى ظل التوجهات العالمية.

ويؤكد التصور الحالى – منطلقاً من الثقافة المصرية الأصيلة التى هى جزء من الثقافة العربية، على أنه ليست هذه الهياكل المقدمة أو النماذج الفردية جامدة تماماً، بل يوجد داخل النماذج الفردية أولويات لإدارة الوقت، سواء كانت هذه الأولويات صريحة أم ضمنية، بحيث إذا كان هناك نوع من الهياكل الزمانية يدعم نشاطاً معيناً تكون له الأولوية، فتقيد النموذج وتقرر طريقته، وبالمثل فأساس الحجرة يشير لنوع استخدامها، وعنوان الكتاب يشير عادة إلى نوع المعلومات التى يتضمنها، ومن هنا فإن الهياكل الزمنية لا تؤثر على محتوى نشاط عضو هيئة التدريس فحسب، بل قد تؤثر على مقداره وجودته.

كذلك لا ينكر التصور الحالى أن نمط الإدارة السائد فى الجامعات، وحتى المبانى والتجهيزات، والتمويل خاصة، بل إن هيكل لغتنا التى نتكلمها كلها عناصر ذات تأثير بالغ على أفكارنا، والهياكل الزمانية داخل الجامعات تقيد بل إنها – إلى حد بعيد – تقرر مناهجها، وتحدد رسالتها، وروحها، وعلاقتها بالمجتمع المحلى، بالإضافة إلى أنشطة وحياة العاملين بها، وربما الطلاب.

وبالتالى يبقى الباب مفتوحاً أمام تبنى وتنفيذ نماذج فردية خاصة بكل عضو من أعضاء هيئة التدريس فى مواقعهم المختلفة، وربما استطاع الباحثون مستقبلاً الكشف عن هياكل زمنية يعمل داخلها أعضاء هيئة التدريس، بهدف إدارة الوقت على نحو أمثل، يستطيعون عندما يكونون داخلها، تحقيق الأهداف الجامعية.

وترتيباً على ما سبق يقدم التصور المقترح النماذج التى يمكن من خلالها توضيح تلك الآلية المقترحة لإدارة وقت أعضاء هيئة التدريس وذلك بالتطبيق على النماذج والجداول التالية، مصحوبة بالرسوم التوضيحية لكل عمل، سواء داخل الهياكل الزمنية، أو داخل النماذج الشخصية.

وتجدر ملاحظة أن هذه المصادر المالية والمادية -على سواء- تؤثر بشكل فاعل على تحقيق الأهداف الجامعية، كما أنها تؤثر بطبيعة الحالى على من يقومون بتنفيذ وتحويل هذه المصادر المادية والمالية وهم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية إلى وحدات زمنية تسهم فى تحقيق الأهداف، الأمر الذى ينعكس إيجاباً على جودة العملية التعليمية بكل أبعادها.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 417 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2016 بواسطة Drelsayedhegazy

د. السيد عبد المنعم علي متولي حجازي

Drelsayedhegazy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

41,096