مفاهيم خاطئة 
الخجل أمر طبيعي، لا يمكن علاجه، وهذا هو عين الخطأ. فما تم اكتشافه حديثًا أن التغيرات الفسيولوجية والكيميائية التي تحدث للإنسان من الخجل الاجتماعي تكون نتيجة استعداد ذاتي يولد به الإنسان، والبيئة إما أن تغير هذا الاستعداد أو تنميه مجرد  توقعك ان الآخرين  سيضحكون عليك!! هذه العبارات من شأنها أن تزيد من إحساس الطفل بالخجل.
وقد استطاع الطب أن يصنع بعض العقاقير التي تقلل من ظهور الأعراض الظاهرية، مثل ضربات القلب العالية والعرق، كما استطاعت بعض العقاقير أن تقلل الخوف الداخلي وتعطى للإنسان راحة واسترخاء وشجاعة.


ولدينا العلاج المعرفي ، أي محاولة تغيير النظم المعرفية في المخ. بإقناع المريض بأن أسعد شيء في الدنيا هو الاقتراب من الآخرين، ومحاولة التغلب على مشاعر الانعزال. وأنه رحمة كبيرة من الله - سبحانه وتعالى - أن منحنا نعمة التعبير عن عواطفنا وأحلامنا وآلامنا في كلمات، وأن نقل المشاعر عن طريق الكلمة هو وسيلة حضارية.
هناك طريقة أخرى للخلاص من الخوف تختلف إلى- حدما -عن طريقة التحصين التدريجي وتسمى هذه الطريقة بقاعدة الاشتراط وتطبق هذه القاعدة تطبيقا عكسيا : كالآتي : طفلة في السابعة تخاف من الأرانب ـ وكل شيء له شعر أو فراء ، وعند تطبيق هذه الطريقة يحضر أرنب ( مثير طبيعي ) وطعام لذيذ مثل (السر يل) وتعطى الطفلة الأكل لتمتع به ، ويحرص المعالج على أن يبقى المثير الطبيعي بعيدا عن الطفلة ، ويركز اهتمامه على المثير الشرطي ( الطعام اللذيذ) فهناك مثيران طبيعي مؤلم وهو الأرنب وصناعي (شرطي وهو الطعام اللذيذ وقد لجأ لهذا الأسلوب العالم السلوكي Jonesإذ كان يحتاط دائما على أن يكون المثير الطبيعي بعيدا عن الطفلة ، حتى بدأ مع مرور الأيام بالتدرج في تقريب الأرنب شيئا فشيئا أثناء ما الطفلة تتناول الطعام اللذيذ ، وأخيرا صارت الطفلة تلعب مع الأرنب وزال الخوف بتاتا عنها، ولم يكن ذلك قاصرا على الأرنب فحسب بل تعداه إلى الفأر والجرذ وبقية الحيوانات ذات الفراء 0 
تطبيق الإرشاد العقلاني :لاسيما على المراهقين وأعني بالإرشاد العقلاني مهاجمة الأفكار غير العقلانية ، فكون الشخص يخاف من أشياء لاتثير الخوف عند بقية الناس ، معنى ذلك أنه يخضع لفكرة لامنطقية ولا عقلانية فمهمة المعالج النفسي مهاجمة هذه الفكرة وتصحيحها والربط بينها وبين ما يعايشه الفرد من شقاء وتعاسه وأن أفكاره الخاطئة هي السبب فيما هو فيه من هم وحزن وألم وشقاء، إذ أن أصحاب هذه النظرية ومنهم ألبرت إلس يرون أن أصل مشاكل الإنسان تنبع من هذه الأفكار الخاطئة التي يعتنقها فتولد لديه الخوف والتوتر والقلق وأن على المعالج إزالة هذه المخاوف ليعود الإنسان إلى وضعه الطبيعي 0، وتعود له الثقة بنفسه وبقدرته في التغلب على ما يواجهه من مخاوف لامبرر لها ، هذا والله أعلم 0
المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 8 مايو 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

595,601