الى هؤلاء الذين كان وجودهم سببا في احداث التغيير الكبير
ذلك الصوت ، تلك الرائحة ( خيانة )
احلام مشوشة ، و عشق جلي ،
بعض المشاهد الدرامية تدوس على جروحنا العميقة لتطفو ،
الخيانة كالإخلاص ، عالم خفي ، لكن الإخلاص مهما كان عميقا لا دليل له في عالم المادة ، إشارات ومضات ، و مشاعر ، لكن الخيانة إشارات قد تصاحبها ادلة ، احيانا نرفض الإشارات نتجاهلها ، ننكرها ، نشك في انفسنا او لا نلتفت ، حتى تظهر الأدلة ، نتوه في دوامات البحث و التأكد ، يراودنا الاخرون في التخفي ، و ازالة آثار الخيانة ، لكن يظل يخون هو فعل خفي ، مهما زالت الادلة او زادت ، تظل الخيانة كالاخلاص ، خفية ، واضحة ، بغض النظر عن الأدلة ، الخيانة غير الإخلاص كونها حدث فارق ، بعد الخيانة لا تعود الامور لسابق عهدها مهما كان الغفران ،
هنا كان ينبغي ان تمسك ( روح ) الريموت لتنتقل الى قناة اخرى ،
لا اهداف محددة في الحياة غير تعليم يحقق مستقبلا افضل ،
روح ، كانت تدرس الكيمياء ، في كلية العلوم ، تعمل في بازار للعطور منذ المرحلة الثانوية ، تهوى التركيبات و تحاول ان تفهم ،
لا تدري ان كانت تحب الكيمياء ام لا ، لكنها في تلك الفترة اعتقدت انها الانسب لها فالتحقت متحمسة بطريق أحلام ربما تتضح ،
المرشدون السياحيون اكثر قدرة على جمع المال ، الم يكن من الافضل دراسة السياحة مع العمل في البازار ؟ ،
لا تحب السياحة ، و الترحال ، لا تحب اصطحاب الغرباء في رحلات قصيرة سطحية ،
عشقها العطور و متعتها الاطلاع ، و آفتها هذا التشويش الذي يضيف الى مستقبلها غموضا فمتى ينتهي ؟
،،
وزعت أوقاتها المتشابهة ، بين الجامعة ، البازار ، و اختناقها في بيت متهالك مع اسرتها الطيبة ،
هل يبدو ذلك ممتعا ؟ العمليات الحيوية في جسم الإنسان وعلم الوراثة و التفاعلات الكيميائية و الكائنات الحية وجسم الإنسان ، الكيمياء التطبيقية و الصناعات و التفاعلات ،
محاضرات ، معامل ، تجارب ، اجهاد ، عمل ،
كانت تجد كل ذلك ممتعا مع مشقة محتملة ،
روح ، جميلة كما يقولون ، جذابة في حدود طبقتها المتواضعة ، حين تتحرك خارج الطبقة تفقد اكثر من نصف جمالها في توتر الفروق الطبقية المحبطة ، و لا يمكن تغييرها بسهولة ،
تلتقط تفاصيل الحياة بدقة باحث ، تقرأ التفاعلات بفطرة عجيبة ،
المعمل عالم التجارب الانسانية فيه اعجب من تفاعلات مواد الكيمياء ، ، مجموعات الطلاب و الاساتذة ،
تستطيع روح ان تلتقط بدايات قصص الحب الصغيرة ، و تتبع خيوط العلاقات عن بعد ، لكنها ابدا لا تقترب ، تبدو مستشارة امينة لقضايا العاشقين الذين تكشفهم لقطاتها الدقيقة ، و هم يدركون ذلك بخبرات متكررة ،
حين تجرأ أحد الزملاء و هي في الفرقة الثانية في الكلية على مصارحتها بمشاعره تجاهها صدمته بضحكة عالية جدا كأنه مجنون في مشهد ساخر ثم اعتذرت بلطف ، و ألفت كذبة ان المفاجأة كانت أقوى من السيطرة على ضحكتها الجنونية ، مستنكرة بشدة كيف يحبها هذا الشاب الصغير ؟!
رائحة المعمل المتغيرة بتغير التجارب . جدران المعمل تستهويها ، لكنها في اوقات لا تدري لها مقدمات واضحة تسقط في إغماء متكرر وسط قلق زملائها و المشرفين ،
كان الامر مزعجا جدا في البداية حتى اعتاد الجميع ذلك ، خاصة بعد فحوصات طبية اجرتها ، و لا شيء غير الرائحة ،
الصوت و الرائحة ، مكونات الحياة الاساسية بالنسبة لها ، و هي تعلم ذلك ، لكن لم يكن واضحا لها انها تمتلك قدرات فريدة على التقاطهما بذبذبات تفوق جميع من حولها ،
الخيمياء ، كما كان يحلو لها ان تسميها ، ساهمت في مزيد من الوعي بهذا الامر الذي اصبح مزعجا جدا ،
و كما كان الخيميائيون يسعون لمعرفة ماهيّة الأشياء وكيف تتفاعل مع الأشياء الأُخرى، وحالوا البحث عن إجابات ، كانت تبحث حتى الإجهاد ، بل انها وجدت نفسها تغوص في صور الخيميائيين الذهنية ، تعمق ذلك بدراسة
.خواص المواد الطبيعية، لإنتاج الأدوية والأدوات المهمة في كافة المجالات ، سعوا لتحويل الرصاص الى ذهب هذا المعدن النفيس الذي تكمن قيمته فيما هو ابعد من مجرد الثمن بل انه يمثل التّطور في الطّبيعة و يجسّد التّجديد و الحياة ، حتى انهم قسموا النفس الانسانية الى نفس ذهبية تتمتع بجمال الروح و تنتصر على كل الشر ، و الرصاص معدن يمثل الانسان الآثم صاحب النفس المظلمة ، كان الخيميائيون يسعون لتغيير في نسب العناصر الاساسية للحياة
، وكان الذّهب يشكّل التّناسب الأكمل بين تلك العناصر . و لهذا كانت تحب الذهب جدا لأغراض غير الزينة ،
،،
الخيمائيون يسعون لكل تغيير للافضل و بينما انقسم الخيميائيون إلى فريقين ، الأول، يسعى لاكتشاف مواد جديدة وتفاعلات ، و تجارب معملية مادية ، ما أدى لظهور الكيمياء الحديثة، و الثاني اتجه إلى البحث في الروح ، الخلود ، الجمال و الكمال ، كانت تحلم بحجر الفلاسفة ، لتحقيق كل الاشياء في عالم المادة و الروح
في البداية ظنت انها في ذاتها مشروع لعالمة نابغة ، مبتكرة ، مخترعة ، لكنها سرعان ما انضمت للفريق الثاني ، و استسلمت لنصيبها من اسمها العجيب
روح ، اختار جدها هذا الاسم بعدما كادت أمها ان تفقد الحياة بل ظنوا انها فارقتها حتى ارتدت فيها الروح ، سبحانه ،
،،،
سانتياجو راعي الغانم الإسباني بطل رواية الخيميائي الرواية الأشهر و الاكثر مبيعا ، منذ عام ١٩٨٨ ، الذي وصل إلى منطقة الأهرامات في مصر، بعد رحلة شاقة و مثيرة بحثا عن الكنز الذي رأه في منامه وبدأ يحفر الحفرة مكان ما رأى في الحلم، حتى هاجمه اللصوص ووجدوا معه قطعة من الذهب ، أجبروه على استكمال الحفر حتى يصل للكنز، و ضربوه حين لم يجد شيئا ، و قبل أنْ يتركوه أخبره أحدهم أنَّه ايضا رأى حلما يشير الى وجود كنز، داخل أحد الكنائس القديمة في إسبانيا، وأنه لو كان أحمق، لسافر إلى إسبانيا للبحث عنه، وهو ذات المكان ونفس الكنيسة التي كان يرعى سنتياجو أغنامه عندها ، فرجع و هناك بالفعل وجد كنزه المنتظر
كان الكنز اقرب اليه من كل هذه المشقة ، لكن المشقة كانت الطريق الأعظم للتغيير الكبير ،
الا يمكن ان يحدث التغيير الكبير الا بالمشقة ، ؟! يبدو ذلك
قلبك يخاف ان يتألم ، ان الخوف من الالم اكثر سوءا من الالم ،،
،،
لا تحب روح قيود الحب و شروطه ، لا تقوى على مشقة الاحتمال ، و كونها مستشارة الحب في معمل الكلية خبرت الكثير من تفاصيل الحب و الامه ،
،،،
، العطور ، اوراق البردي ، قطع المحاكاة الفنية للمصري القديم ، لغات العالم ، ثقافات ، كل يوم في دراستها ترى البازار بطريقة مختلفة
لا تفهم كل اللغات لكن الأصوات تجذبها ، صوت الكلام ألة ترجمتها الفورية فتفهم ما يقولون دون عناء ، المدهش انها تختبر فهمها من المرشدين السياحيين فيؤكدون دائما صحة ترجمتها ،
في البازار يمر عليها الكثيرون ، العابرون ، و الدائمون ، يمر عليها الناس بسطحية شديدة
نظرات العيون و الابتسامات فوق اللغات ،
في البازار تغرق في عالم الأصوات و الروائح ،
و تجد في ذلك متعة كبيرة و عائد مادي لا يستهان به ،
،،،
تقفز سنوات للمستقبل ، فترى نفسها في مكان اخر وسط اخرين ، و تعود كثيرا للوراء ، و بإصرار ترى ما رأته في قفزة المستقبل ممكنا ، تمضي وقتا بينهما ،
احيانا لا تستثمر اللحظة فتضيع ،
،،