التغذية الطبيعية لأسماك من الجزء الجنوبي لنهر ديالى الملوث
l الدكتور عامر الشماع أ . ف . الجنابي
مهند رمزي نشأت باسمة خالد عبد
الملخص
جمعت 105 عينات من أسماك البنـي(Gunther,1874) Barbus sharpeyi و95 سمكـة خشنـي Liza abu (Heckel,1843) و74 سمكة كارب عادي Cyprinus carpio L. ، في أثناء عام 2000.صيدت الأسماك من مياه الجزء الجنوبي من نهر ديالى الملوثة بمخلفات مياه المجاري. أظهرت النتائج بأن غذاء سمكة البني لا يختلف كثيراً عنه في الأنهارغير الملوثة بسبب طبيعة تغذيتها النباتية (84.2%)، إذ احتلت النباتات وبذورها المرتبة الأولى بنسبة 31.4% و39.7% والفتات العضوي المرتبة الثانية (30.4% و32.0%) والطحالب الخضر والخضر المزرقة المرتبة الثالثة بإستعمال الطريقة الحجمية (V%) ودليل مستوى الأهمية (%R) على التتالي. وكانت النباتات المائية الأكثر تكراراً (O%) بنسبة 28.1% يأتي بعدها الفتات العضوي. وكانت السمكة نباتية التغذية بنسبة 84.2%. أما في سمكة الخشني فقد إحتل الفتات العضوي المرتبة الأولى من غذائها المتناول ( 17.7% و25.0% )، وجاءت النباتات المائية في المرتبة الثانية (17.9% و19.7%)، في حين شكلت الهائمات الحيوانية المرتبة الثالثة، حسب الطريقة الحجمية ودليل مستوى الأهمية على التتالي. وجاء الفتات العضوي بأعلى تكرار في معد الأسماك المدروسة وبنسبة 22.1%. وكانت السمكة قارتة ميالة للغذاء النباتي ، إذ إحتل الغذاء النباتي الأصل 51.3% من حجم المعدة، فيما احتلت الرمال نسبة 24.6 و30.7% من المعدة ولكنها ليست جزءاً من الغذاء. وأما غذاء سمكة الكارب العادي، فقد جاءت فيه النباتات وبذورها في المرتبة الأولى بنسبة 22.1% و35.2% والفتات العضوي المرتبة الثانية بنسبة 17.5 و20.8% وجاءت الطحالب بأنواعها بالمرتبة الثالثة، حسب الطريقة الحجمية ودليل مستوى الأهمية على التتالي. وكانت النباتات هي الأكثر تكراراً في معد الأسماك (26.5%). لم تشكل النواعم والحشرات بأنواعها ويرقاتها أية أهمية في غذاء سمكة الكارب العادي مؤكدة تأثير زيادة وجود المكونات الغذائيه ذات الأصل النباتي على غذائها المتناول. فقد كانت السمكة مختلطة التغذية ميالة للغذاء النباتي الأصل بنسبة 57.1% من حجم الغذاء المتناول. وكانت علاقة الطول والوزن الكليان لأسماك البني والخشني والكارب العادي المدروسة متمثلة بالمعادلات الآتية على التتالي:
log W= -2.12 + 2.04 log L ( r = 0.886, n = 105, P<0.001)
log W= -3.11 + 2.66 log L ( r = 0.873, n = 95, P<0.001 )
(log W= -1.30 + 2.74 log L ( r = 0.762, n = 74, P<0.001 )
المقدمة
تتطلب تنمية أي مسطح مائي دراسة حياتية الأسماك الموجودة فيه، والعوامل الداخلية والخارجية المؤثرة فيها ومنها دراسة التغذية الطبيعية للأسماك وعلاقة الأسماك مع بعضها. الغذاء المتوافر الذي تتناوله الأسماك يؤدي دوراً مهما في نموها وتكاثرها. وبالتالي فإن التعرف على ما تتناوله هذه الأسماك من غذاء في بيئتها يساعد كثيراً في وضع الخطط اللازمة لتنمية المسطح المائي. أن معرفة ما هو متوافر من عناصر غذائية في هذه المياه مهم ،لكن قد لا تساهم في غذاء الأسماك المتناول (5،7).
وزارة العلوم والتكنولوجيا – بغداد، العراق.
يتضمن البحث الحالي جزءاً من دراسة أجريت على أسماك نهر ديالى من قبل أكثر من فريق عمل؛ لمعرفة صفات الأسماك المظهرية والحياتية وتغذيتها الطبيعية والغذاء الذي تتناوله، بالمقارنة مع تغذية الأسماك في مسطحات أخرى. ومناقشة ذلك في ضوء تأثير التلوث الحاصل والمتزايد في هذا النهر فيها.
المواد وطرائق البحث
نهر ديالى أحد الروافد التي تصب في نهر دجلة جنوبي مدينه بغداد، ويبلغ طوله حوالي 386 كم. وكان معدل تصريفه 176م3 / ثا ويساهم بحوالي 12.6% من مياه نهر دجلة. ولكن في الوقت الحالي (عند إجراء هذا البحث) يمر النهر بحالة خاصة تتمثل بنقص في مستوى مياهه وزيادة في تلوثها (2 و 13). وتصبح المياه أشد تلوثاً في الجزء الأسفل من نهر ديالى عند مدخل مدينة بغداد الجنوبي، بسبب تدفق مياه المجاري إليها من مجمع الرستمية لمعالجة المياه الثقيلة. بالإضافة الى مياه قناة الجيش الملوثة ومياه الصرف الصحي من مناطق صناعية وسكنية تقع شرقي قناة الجيش ( 2 و10-12).
جرت عمليات صيد الأسماك من محطتين ( شكل 1) في جنوبي نهر ديالى من شهر شباط (فبراير) ولنهاية تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2000. كانت منطقة الصيد الأولى جنوبي محطة الرستمية لمعالجة المياه الثقيلة ولمسافـة 5كم بإتجاه نهر دجلة. والثانية أعلى المحطة الأولى ولمسافة 25كم مقابل منطقة الكمالية في بغداد. استعملت لهذا الغرض شباك غلصمية مختلفة من النوع السَياسي بطول كلي يقدر بحوالي 95 م وعمق 1.5م ويتراوح طول ضلع فتحاتها (عقدة الى عقدة) بين 20 ملم الى 40 ملم.
قتلت الأسماك بعد صيدها مباشرة ووضعت في صندوق للثلج ونقلت إلى مختبرات مركز بحوث الاسماك. قيس الطول الكلي للأسماك لأقرب 0.1 سم والوزن الكلي لأقرب 0.1 غم. شرحت الأسماك في المختبر، وفحصت محتويات الجزء الأول ( وتمثل المعدة) من القناة الهضمية لسمكتي البني والكارب العادي لأن بقية الأمعاء لا تحوي سوى الغذاء المهضوم الذى يصعب تصنيفه نتيجة لفعل الإنزيمات الهاضمة (4،8) والمعدة بجزأيها، الحوصلة والجزء الجلدي منها، بالنسبة لسمكة الخشني لسهولة دراسته وتصنيفه فيهما من بقية القناة الهضمية كما يعتمد علمياً (6 و15).
حللت نتائج فحص المحتوى الغذائي للأسماك المدروسة. واستخدمت طرائق الحجم التقريبي لمكونات الغذاء (V%) والتكرار (O%) (20). واعتمدت للمقارنة بشكل رئيس نتائج دليل مستوى الأهمية (R%) الذي يساوي حاصل ضرب النسبة المئوية لحجم المكون الغذائي مع النسبة المئوية لتكراره في المعد المحتوية على الغذاء (7 و18). وحدد امتلاء الجزء المفحوص من القناة الهضمية والنقاط الممنوحة له (4 و5) المبسطة عن (20). أستخدم دليل التشابه (C λ ) لدراسة التداخل في غذاء الأسماك المدروسة (19). أن قيم (C λ ) التي تساوي أو تزيد على 0.6 تؤيد وجود تشابه في الغذاء المتناول (21). وحسبت شدة التغذية، وهي عبارة عن معدل درجات دليل الامتلاء للأسماك المتغذية (مجموع الدرجات المستحصلة من دليل الامتلاء \ عدد الأسماك المتغذية ) (17).
لدراسة الاختلافات الفصلية في الغذاء المتناول من قبل الأسماك. فقد عدّت الأسماك المصيدة في شهر شباط جزءاً من فصل الربيع والأسماك المصيدة في شهر تشرين الثاني جزءاً من فصل الخريف لقلة الأسماك المصيدة في كل من هذين الشهرين، ولا يمكن جمعهما في مجموعة واحدة ممثلة للشتاء لأنهما لا يعودان الى الشتاء نفسه.
النتائج والمناقشة
صيدت 274 سمكة من أسماك الجزء الجنوبي لنهر ديالى في المدة بين شهري شباط فبراير وكانون الاول ديسمبر 2000. درست منها 105 أسماك البني ( Barbus sharpeyi (Gunther,1874 كانت العلاقة بين أطوالها وأوزانها الكليتين.
تتمثل بالمعادلة:
log W= -2.12 + 2.04 log L (r = 0.886, n = 105, P<0.001)
و 95 سمكة خشني ,1843) Liza abu (Heckel تمثلت أطوالها وأوزانها الكليتين بالمعادلة:
log W= -3.11+ 2.66 log L (r = 0.873, n = 95, P<0.001)
و 74 سمكة كارب عادي (L.)Cyprinus carpio تمثل أطوالها وأوزانها الكليتين المعادلة:
log W= -1.30 + 2.74 log L (r = 0.762, n = 74, P<0.001)
أهملت الأسماك المصيدة الأخرى بسبب قلة أعدادها. وهي أسماك الحمري Barbus luteus (Heckel) (20 والجري الاسيوي (Heckel) Silurus triostegus (26سمكة) والشلق Aspius vorax Heckel)) والشبوط (Barbus grypus (Heckel (15سمكة) وأبو الحكم Heteropneustes fossilis (Bloch) (32 والسلال Chale Alburnus sellal (Heckel) (15 والبلعوط الملوكي Chondrostoma regium (Heckel) (24 والسمنان العـريض ((Heckel ِAcanthobrama marmid (1 صيدت الأسماك من محطة الصيد الثانية الواقعة أعلى محطة الرستمية لمعالجة مياه المجاري. ولم تقع أية سمكة في الشباك من منطقة الصيد الأولى سوى السلاحف بنوعيها، الجلدية (الرفش) وذات الترس إضافة للضفادع. ويعود ذلك إلى شدة تلوث منطقة الدراسة الأولى، التي وجدت فيها (13) إن قيم قياس متطلب الاوكسجين الحياتيBOD تراوحت بين 18-78 وهي قيم عالية جداً. وأظهرت الأسماك المصطادة في المحطة الثانية ان نمط تغذيتها كان كما يأتي:
أولا: سمكة البني Mesopotamichathys (Barbus) sharpeyi
يظهر جدول (1) نتائج اختبار مكونات الغذاء المتناول طيلة مدة الدراسة من قبل سمكة البني إذ شكلت النباتات المائية أعلى نسبة في غذاء سمكة، إذ سجلت نسبة 31.4 % و39.7% منه بطريقتي الحجم التقريبي ودليل مستوى الأهمية وجاءت بتكرار 28.1%. أما الفتات العضوي فحصل على المرتبة الثانية مشكلا 30.4% و32.0% محسوبا بالطريقة الحجمية ودليل مستوى الأهمية وتكرار 23.4%. وجاءت الطحالب المختلفة بالمرتبة الثالثة. جاءت النتائج متفقة مع دراسات سابقة لغذاء سمكة البني في مواقع مختلفة من هور الحمار (3 و 4). وقد يعود ذلك لكثرة تساقط أوراق النباتات في النهر، إضافة إلى وفرة المواد الأولية فيه من مركبات النتروجين(0.12- 10.1 مايكرو غم / لتر NO3- و0.08- 1.8 مايكروغرام / لتر NO2-) والفسفور 2- PO4(0.85- 5.6 / لتر)، وقد تراوح تركيز الأوكسجين المذاب في مياه النهر بين 0.9- 6.2 ملغم / لتر. أدى ذلك الى ازدهار الطحالب في النهر ونمو النباتات المائية فيه وخاصة في المناطق الضحلة منه (2،13).
ووجد أبو الهني وجماعته (1) في تجربة لهم لتربية سمكة البني في الأحواض الترابية أنها تتناول النباتات المائية (40%) والفتاة العضوي (21%) والطحالب الخضر والخضر المزرقة (19%) بشكل رئيس. ولم يشكل الغذاء المصنع سوى 10%من محتويات القناة الهضمية. ووجد Epler (16) في دراستهم لخزانات الثرثار والحبانية والرزازة أن أسماك البني تتغذى على النباتات المختلفة. وكانت أسماك البني المصيدة من نهر الفرات جنوبي سد القادسية تعتمد في غذائها على المصادر النباتية من نباتات مائية بشكل رئيس وعلى الطحالب المختلفة والفتات العضوي (8،9).
اختلفت تغذية اسماك البني خلال فصول الدراسة، فقد انخفض وجود النباتات المائية في قناتها الهضمية خلال الربيع (27.4 و18.3%)، وارتفعت نسبتها صيفاً (31.9 و35.4%). ولكن عثر على كميات قليلة من الطحالب (16.2 و10.5%) وتكرار 11.8% خلال الخريف. أما الفتات العضوي فقد جاء بأعلى نسبة له (34.3%) حسب دليل مستوى الأهمية خلال الخريف. كانت الأسماك أكثر فعالية خلال الخريف، إذ كانت شدة التغذية التي حسبت لقناتها الهضمية هي 20 نقطة، كما جاء في Gordon (17). ويلاحظ ان السمكة كانت نباتية التغذية، إذ سجلت المكونات النباتية الأصل فيها 84.2% من حجم الغذاء المتناول طيلة مدة الدراسة. وبالتالي لم تختلف سمكة البني كثيراً في تغذيتها النباتية واعتمادها على
جدول 1: النسب المئوية لمكونات الغذاء المتناول من قبل سمكة البني من نهر ديالى ف في عام 2000، محسوبة بطرائق قياس الحجم (V) والتكرار (O) ودليل مستوى الأهمية ( R) :
النباتات المائية والفتات العضوي والطحالب المختلفة كما هو عليه الحال في المسطحات المائية وأحواض التربية والأنهار الأخرى، فقد حافظت على تغذيتها النباتية التي زادت بوجود المواد العضوية في النهر من نمو غ�
ساحة النقاش