ِ
ِاستخدمت كسبة بذور نبات السلجم ( Brassica napus) المزروع محلياً ( في العراق) لتغذية أسماك الكارب العادي Cyprinus carpio L ومعرفة تأثيرهُ في نموها
عامر علي الشماع أزهر ماجد إبراهيم
سليمان داوود محمد علي حسين سلمان
الملخص
أجريت تجربة لمدة 12أسبوعاً في منظومة ماء دوار مغلقة لدراسة تأثير كسبة السلجم (اللفت الزيتي) المحلية ذات بروتين خام يعادل 28.6% في نمو الكارب العادي Cyprinus carpio L.. اختبرت أربـع علائق في تغذية أسماك الكارب العادي (24.1±1.89غم/سمكة). احتوت على كسبة بذور السلجم بنسب مختلفة (0% للمقارنة و20%بذور معاملة حرارياً و20%بذور غير معاملة و25% مغسولة بالهكسان) بديلا جزئياً عن كسبة فول الصويا. وأظهر التحليل الإحصائي لنتائج التجربة عدم وجود فروق معنوية (p>0.05) بالنسبة للوزن النهائي وزيادة الوزن ومعامل التحويل الغذائي ومعامل النمو النوعي بين الأسماك المغذاة على عليقة المقارنة (م1) وم2. وتفوقت هاتان العليقتان معنوياً (p>0.05) على العليقتين م3 و م4، اللتين لم تختلفا معنوياٌ فيما بينهما في هذه المعايير. وأشارت نتائج نسبة كفاءة البروتين إلى عدم وجود فروق معنوية بين المعاملات الأولى والثانية والثالثة وتفوقت المعاملتين م1 (1.06) وم1 (1.05) معنوياً على المعاملة الرابعة (0.95). وأوضحت نتائج معدل النمو النسبي تفوق المعاملة م1 (81.9) معنوياً على المعاملات كافة. بينما تفوقت المعاملة م2 معنوياً (p>0.05) على المعاملات الأخرى في نسبة البروتين المترسب (4.65) وقيمة البروتين المنتج (26.0). تدفعنا هذه النتائج الى النصح بإعتماد العليقة الثانية الحاوية على 20% من كسبة السلجم المغلية الى درجة 100 درجة سيليزية لمدة 10 دقائق. والتوصية بإجراء المزيد من التجارب والعمل على تحسين المنتج المحلي من هذه الكسبة.
المقدمة
إن التغذية من النشاطات المهمة في تربية حيوانات المزرعة. وللغذاءِ دورُ كبير ومؤثر في زيادةِ أرباح مشاريع الإنتاج الحيواني بوجه عام ومزارع الأسماك بوجه خاص، إذا ما تمت السيطرة على تكلفة العليقة المستخدمة. قد تصل كلفة تغذية الأسماك الى حوالي 50% من كلفة المشروع (2). ولغرضِ الحصول على علائقِ رخيصة الثمن لا بدَ من إستبدال المكونات التي كثيراً ما تستورد من الخارج مثل كسبة فول الصويا ومسحوق السمك والبروتين الحيواني بأخرى محلية. لذا أجري العديد من التجارب لإيجاد بدائل محلية تحل محل مصادر البروتين والطاقة المستوردة منها (1-3). أدخلت زراعة نبات السلجم = اللفت الزيتي ( Rapsseds = Conola) الى العراق نهاية التسعينيات من القرن السابق, للإستفادة من بذوره في صناعة الزيوت النباتية، إذ جرت المحاولات لزراعته وغيره من البذور من قبل عدد من المراكز البحثية الزراعية, ومنها مركز الربيع في الجادرية الذي جهزنا مشكوراً بالبذور نهاية عام 2001.
نشأ نبات السلجم Brassica napus نتيجة لتهجين نبات الملفوف /اللهانة Brassica compestricمع اللفت / الشلغم Brassica oleraces.
يزرع نبات السلجم حاليا في عدد من البلدان الأوروبية والأمريكتين وأستراليا والهند والصين وغيرها لإستخلاص زيوت الطهي منها ولتكون كسبته علفاً للحيوان. واستخدم حديثا أيضا في إنتاج الوقود الحيوي (Biodiesel). وجاء في عام 2000 ثالثا باستعماله في إنتاج زيوت الطهي عالميا بعد زيت الصويا وزيت النخيل، ووصل مجموع إنتاج السلجم عالميا بين عامي2004-2005 إلى 46 مليون طن. وخاصة بعد الحصول على سلالات منه خالية أو تحتوي على نسب منخفضة من المركبات السامة أو المثبطة للنمو مثل Arocic acid glucosinolate , المؤثـرة سلباً. و السلجم فوائده كثيرة، خاصة بوجود الأحماض الدهنية من فئة Omega- 3 و Omega-6 . وبعد هذا التحسين الوراثي للنبات أدخلت كسبة بذوره في علائق عجول اللحم وأبقار الحليب وكذلك جرت الدراسات لإدخالها في علائق الخنازير والروبيان وأنواع مختلفة من الأسماك (6، 14، 15، 18). فكسبة بذور السلجم تختلف في نسبة بروتينها الخام حسب نوعية البذور ومصادرها والعوامل البيئية المؤثرة في زراعتها، والتعامل معها في معامل إنتاج الزيوت النباتية وإستخدام المذيبات. تتراوح نسبة البروتين فيها بين 36- 40% عالمياً، وقد
تصل أحيانا الى 44%، بينما نجد كسبة فول الصويا تصل أحيانا الى 49%. ولاتزال مثل هذه التجارب مستمرة لدراسة تأثيرات كسبة السلجم في فعاليات أجهزة الأسماك المختلفة (6، 7، 17، 22). وبسبب زيادة أسعار مسحوق السمك عالميا، قام مربو أسماك التراوت السالمون بالاعتماد على خلطة علفية تحتوي على كسبة الصويا إضافة الى كسبة بذور السلجم مواد علفية نباتية أخرى لتغطي الحاجة للأحماض الأمينية الأعلاف، والتقليل أيضاً من كمية الفسفور الناتج من التفاعلات الأيضية لحماية البيئة (10).
أجريت التجربة الحالية لتكملة سلسلة التجارب السابقة حول إدخال مواد علفية محلية في علائق الأسماك (1-3)، ودراسة إمكانية إستخدام كسبة بذور السلجم (اللفت الزيتي Rapeseed meal) Brassica napus في تغذية أسماك الكارب العادي Cyprinus carpio L. أستخدمت كسبة بذور السلجم المزروعة محليا والتي احتوت على 28.61% من البروتين الخام، 15.5% مستخلص الايثر، 16.6% ألياف و مصدراً بديلاً عن جزء من كسبة فول الصويا المستوردة في علائق هذه الأسماك ولغرض التقليل من كلف العلائق المستخدمة في وقت إجراء البحث.
المواد وطرائق البحث
نفذت التجربة في منظومة ماء دوار مغلقة مزودة بمرشح ميكانيكي وآخر حيوي باستخدام 12 حوضا بلاستيكيا سعة 80 لتراً لكل منها. كانت درجة حرارة الماء بمعدل 26 ±1.5 ْم، وتركيز الأوكسجين الذائب بين 6-8 ملغم/لتر وقيمة الأس الهيدروجيني بين 6.8-7.4 وبسرعة تدفق للماء بين 3-4 لتر/دقيقة, (شكل 1). أستخدمت في هذه الدراسة 72 سمكة كارب عادي Cyprinus carpio L. جلبت من مزرعة مركزالبحوث في الزعفرانية. كان معدل وزن الأسماك 24.1± 1.89غم/سمكة، ووزعت عشوائياً على أربع معاملات وبواقع ثلاثة مكررات لكل معاملة (عليقة تجريبية).
جلبت بذور نبات السلجم من مركز الربيع/الجادرية. وكبست لإستخلاص الزيت منها والحصول على الكسبة. عومل جزء من الكسبة حرارياً بعد أن تم غليه لمدة 10 دقائق، وغسل جزء آخر منها بالهكسان لإستخلاص ما تبقى من زيت فيها، لم تنخل الكسبة واستعملت مع اليافها لصعوبة عزلها بالشكل السليم. صنعت العلائق المستعملة مختبرياً كما جاء في جدول (1). جرشت المواد وخلطت مكونات كل عليقة على حدة حتى تجانست، وإضيف اليها الماء لتصبح على شكل عجينة ثم أدخلت ماكنة فرم اللحم الكهربائية (محورة الصنع) لتكون على هيئة خيوط بقطر 2-3ملم ثم جففت تحت أشعة الشمس. وقطعت الخيوط بطول 4 ملم. وضعت العلائق بعد ذلك في أكياس وحفظت في المجمدة غذيت الأسماك بنسبة 3% من وزنها على ضوء نتائج أوزان الأسماك المتغيرة وعلى وجبتين يومياً. أما العلائق فكانت كالتالي: الأولى (للمقارنة) كانت خالية من كسبة بذور السلجم (م1) أما الثانية فاحتوت 20% كسبة سبق وأن وضعت في ماء مغلي (100 ْس) والمعاملة حرارياً بديلاً من 60% كسبة فول الصويا (بدلا عن 15% من النسبة الكلية لفول الصويا البالغة 25%) (م2)، واحتوت الثالثة 20% كسبة بذور السلجم غير معاملة بديلاً من 60% كسبة فول الصويا (م3) واحتوت العليقة الرابعة 25% من كسبة السلجم المغسولة بالهكسان بدلاً من 80% من كسبة فول الصويا (م4). ضوعفت نسبة وجود كسبة زهرة الشمس من 5 الى 10% في العلائق الثلاث الأخيرة لتحسين نسبة البروتين فيها (جدول 1).
1- ساقية نقل الماء الى المرشح الميكانيكي (C). 2- أنبوب نقل الماء الى المرشح البايولوجي (B). 3- أنبوب نقل الماء المرشح الى المضخات. 4- أنبوب نقل الماء من المضخات الى أحواض التربية (A). 5- أنبوب نقل الماء الى السخان (D) والخروج منه (a5). 6- أنبوب توزيع الماء الى الاحواض (A). 7- أنبوب توزيع الهواء الى الماء في الاحواض (A). 8- فتحة خروج الماء من أحواض التربية. 9- القنات الرتبة للهواء المضغوط وتفرعاتها (7). G- حوض لجمع المياه الفائضة عن المرشحات البايولوجية.
اتجاه جريان الماء والهواء.
شكل 1: نظام ماء دوار مغلق لتربية الاسماك
جدول 1: النسب المئوية لمكونات العلائق التجريبية
* من إنتاج شركة Provimi الأردنية ( طاقة أيضية 2400 ميغا جول/ كلغم، بروتين خام 50%، مستخلص الأيثر 6%، ألياف خام 2.5%، كالسيوم 7%، فسفور 3%، لايسين 3%، مثايونين + سستين 2.5%).
** من إنتاج شركة Supravit. الأردنية.
*** Agar agar من إنتاج Fluka الألمانية.
****الطاقة (ميغا جول /كغم)= البروتين الخام% × 18.8 + مستخلص الإيثر% × 33.5 + NFE% × 13.8 (19).
المعايير المدروسة
-
زيادة الوزن (Weight Gain)= الوزن النهائي(غم/سمكة) - الوزن الإبتدائي (غم/سمكة).
-
معدل النمو النسبي للأسماك = 100× (الوزن النهائي - الوزن الإبتدائي/ الوزن النهائي) (23).
-
معدل النمو النوعي ((SGR = اللوغارتم الطبيعي للوزن النهائي- اللوغارتم الطبيعي للوزن الأبتدائي (غم/سمكة) /المدة الزمنية بين الوزنيين (يوم) (13).
-
نسبة كفاءة البروتين = (PER) الزيادة الوزنية الرطبة للأسماك (غم/سمكة) /البروتين المتناول (غم/سمكة) (12).
-
نسبة التحويل الغذائي (FCR) = وزن الغذاء الجاف المتناول (غم/سمكة)/ الزيادة الوزنية الرطبة للأسماك (غم/ سمكة) (23).
-
القيمة المنتجة للبروتين (PPV) = 100× (بروتين جسم السمكة في نهاية التجربة (غم) – بروتين الجسم في بداية التجربة (غم)/البروتين المتناول (غم) طيلة مدة التجربة) (8).
أجري تحليل النتائج إحصائياً على أساس البرنامج الإحصائي الجاهز (SPSS) (Statistical Package of Social Sciences) (4). قورنت الفروق بين متوسط المعايير المدروسة معنويا باستخدام اختبار دنكن متعدد الحدود عند مستوى احتمالية (p<0.05) (9). حسبت التغيرات في المعايير المدروسة باتباع الخطوات والمعادلات الرياضية التي وردت في الشماع وجماعته (1). كما أجري التحليل الكيميائي لكسبة بذور السلجم وللعلائقِ كافة المكونات جسم الأسماك قبل التجربة وبعدها (جدول 2) لمعرفة التغيرات التي حدثت على قيمتها الغذائية وخاصة نسبة البروتين الخام (5). وحسبت كمية الطاقة في العلائق المختلفة كما جاء في Smith (19).
جدول 2: نتائج التحليل الكيميائي لجسم الأسماك قبل وبعد انتهاء التجربة
النتائج والمناقشة
بدأت الأسماك تتغذى بشكل جيد على علائق التجربة بعد مدة الأقلمة التي بلغت إسبوعين، ولم تسجل أية هلاكات خلال مدة التجربة. وكانت نسبة البروتين الرطب بجسم السمكة قبل التجربة 14.1% وأصبحت بعد التجربة 16.65، 18.75، 16.72 و16.77% للمعاملات الأربع على التتالي. وأوضحت نتائج التحليل الإحصائي المبينة في جدول (3) للمعايير المدروسة عدم وجود اختلافات معنوية في زيادة الوزن ونسبة كفاءة البروتين ومعـدل التحويل الغذائي ومعدل النمو النوعي بين معاملة عليقة المقارنة (م1) والمعاملة (م2) عند مستوى معنوية (0.05 p>). وبالتالي من الممكن إستبدال 60% من كسبة فول الصويا بكسبة السلجم مع وجود كسبة زهرة الشمس بنسبة 10% في العليقة. ولوجود الفروق المعنوية (p<0.05) بين م1 والمعاملتين م3 (20%غير معامل) وم4 (25% المعاملة بالهكسان) يدفعنا إلى إعتماد م2 التي أحتوت على 20% كسبة بذور السلجم التي غليت إلى درجة 100 ْس لمدة عشر دقائق والنصح بها. وهذه النتائج كانت أفضل من النتائج التي توصل اليها Stickney وجماعته (20) عند تغذية سمكة التروت Oncorhynchus mykiss على عليقة أحتوت 25% كسبة السلجم و75% زهرة الشمس بدلاً من كسبة فول الصويا. إذ دلت نتائجه إلى إنخفاض زيادة الوزن عن عليقة المقارنة التي إستخدمها. واستخدم Lim وجماعته (16) كسبة بذور السلجم مصدراً بروتينياً في علائق أسماك جري القنالIctalurus punctatus، ووجدوا أن زيادة الوزن تنخفض معنوياً عند زيادة نسبة الكسبة إلى 46.2%. و وعزوا السبب في ذلك الى قلة استساغة الأسماك للعليقة وزيادة مثبطات النمو وبالأخص وجود مادة (glucosinolate) التي تعيق عملية الأيض وتثبط نمو السمكة. مما يؤثر في نسبة كفاءة التحويل الغذائي وكمية العلف المتناول. كما أظهرت نتائج Forster وجماعته (11) عدم وجود فروق معنوية في قيمة البروتين المنتج بغض النظر عن نسبة الإستبدال لكسبة بذور السلجم عند تغذيتهم لسمكة التراوت القزحي. ولكن نتائج البحث الحالي أظهرت تفوقاً للمعاملة م2 (20% معامل حرارياً) على باقي المعاملات. وبالتالي إمكانية إستخدام كسبة السلجم المزروع محلياً مع قشورها في تغذية أسماك الكارب العادي، وقد يعود السبب في ذلك إلى نوع السمكة المدروسة وهي سمكة الكارب العادي. ومثل هذه النتائج توصل اليها Thiessen وجماعته (21)، إذ تبين لهم عدم وجود فروق معنوية (p> 0.05) في الغذاء المتناول والوزن النهائي ومعدل النمو النوعي لصغار أسماك التروت القزحي المغذاة على علائق تحوي 20% من كسبة السلجم بديلاً عن كسبة الصويا. ولكن عند تغذية الروبيان Penaeus vanuamei ، أكد Lim وجماعته (15) بانه ليس هنالك فرق ملموس بين إستخدام كسبة السلجم العالية الألياف والقليلة الألياف وأوصى بضرورة إستخدام الكسبة العالية الألياف بنسبة لا تزيد على 15%. وأكدوا أن إزالة الألياف أو غسل الكسبة بالمحاليل المذيبة قد يزيد من كلفتها وتصبح غير مجدية في منافسة أسعار مسحوق السمك المراد استبداله.
جدول 3: نتائج التحليل الإحصائي للمعايير المدروسة
ساحة النقاش