الإجابة :-
نعم ، ثمة علاقة وطيدة بين البيئة والتكنولوجيا، باعتبارهما مكوّنين من مكوِّنات الحضارة الإنسانية ، وفي تصوري أن العلاقة بينهما قائمة على التأثير والتّأثر ، فقد أثّرت منجزات التكنولوجيا بشكل كبير على البيئة وكل ما هو محيط بها ، و تراوحت قيم هذا التأثير مابين تأثيرات إيجابية تسهم في التقدم والرّقي ، وما بين تأثيرات أخرى سلبية أساءت للنظام البيئي الأيكولوجي .
وقد أشارت عدد من المؤتمرات إلى أهمية هذه العلاقة وضرورتها ، ومن ذلك ما أوردته قمة الأرض المعنية بالبيئة والتنمية والمنعقدة بإشراف الأمم المتحدة في ريودي جانيرو من أهمية العلاقة بين البيئة والتكنولوجيا وضرورة استخدام تكنولوجيات صديقة للبيئة تتسم بالكفاءة وقلة التلويث.(محمد و آخرون :1427هـ:39)
كما أشار (مؤتمر جرائم البيئة في الدول العربية 2009م) إلى أن العلاقة بين التكنولوجيا والبيئة قد تضاعفت مع تطور الإنسان فكرياً و حضارياً ،وزيادة اعتماده على التكنولوجيا و الصناعات الثقيلة والمعدنية .
ويرى عدد من المهتمين أن الاستخدام المتزايد للطاقة يؤدي إلى احتراق المواد المصاحبة لها مما يؤدي إلى تكوين مركّبات وغازات لها تأثير ضار على البيئة ، و بهذا فإن فرص التلوث البيئي تتزايد في البلدان المتقدمة تكنولوجياً أكثر من غيرها.
و نظراً لهذه العلاقة التي يشوبها فتور وجفاء بين (البيئة والتكنولوجيا) فقد توجهت عدد من الجهود لدعم الصداقة البيئية، وقد أفرز هذا التّوجّه عن مصطلح (التكنولوجيا الخضراء) Green technology ، والذي يقصد به ذلك النوع من التكنولوجيا الخالية من جميع الملوثات والمواد والغازات السامة المؤثرة في البيئة والتي تسهم في نموّ الصناعات الصديقة للبيئة ، وخلال العام الميلادي 2009م ضخت الحكومة الكورية ما يزيد عن 160 مليون دولار في الأبحاث الخاصة بالنمو الأخضر في مجالات الطّاقة المتجددة و الشبكات الذكية والسيارات التي تعمل بواسطة الطاقة الكهربائية ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية أعلن أوباما عن خطته لاستثمار 150 مليون دولار خلال السنوات العشر القادمة لتوفير خمسة ملايين وظيفة في صناعات صديقة للبيئة.(الأمير،2009م ، الحريري،2003م)
و انطلاقاً من العبء الذي يقوم به مضمار التربية والتعليم في دعم (الوعي البيئي) فإن الفرصة كبيرة أمام تكنولوجيا التعليم في القيام بدور أساسيٍ في التعريف بالقضايا البيئية ، والإسهام في حل كثير من إشكالياتها .