كتبت - د/ شريفة مسعود 

ردود الأفعال الأولى للأسرة نحو الطفل الكفيف

إن عملية التنشئة الاجتماعية للطفل تأخذ أشكالها الأولى بعد ميلاد الطفل تقريباً حيث تأخذ الأم طفلها بين ذراعيها لأول مرة .

 

ويكون لكل من الأب والأم إتجاه نحو طفلهما منذ ميلاده أو حتى قبل ذلك، وإن هذه الاتجاهات التى يكونها الوالدان لها علاقة بعدة عوامل:

  1.     الرغبة فى الطفل .
  2.      العلاقة الزوجية للآباء.
  3.      المستوى الاقتصادى والإجتماعى للعائلة .
  4.      النضج الوجدانى للآباء .
  5.     شعورهم بالأمان الشخصى.

لذلك تختلف الأطفال داخل العائلات الواحدة

 

ويتمنى الآباء أن يصبح أولادهم ذوى كفاءة بدنية وعقلية ، لذا فإن أى انحراف لدى الطفل السوى يؤدى إلى تغيير فى مشاعر الوالدين تجاهه ، و لا تكون الاستجابات الحقيقية للوالدين نحو الأبناء المكفوفين واضحة لبعض الوقت ، فإما أن يغدقوهم بمشاعر من الشفقة والرثاء أو ينكروا الحقيقة ويكونوا متفائلين بطريقة غير واقعية بقدرة الطب على أن يرجع بصر أطفالهم. ويبدأ الوالدان فى إظهار الإشفاق والتحسر على الذات ، والإحساس بالظلم، والقول لماذا نحن نتحمل مثل هذا الطفل المعوق ، ثم يشعران بالخجل من طفلهما مقارنة بجيرانهما وأصدقائهما الذين لديهم أطفال أسوياء .  فهم لا يستطيعان أن ينميا مشاعر الفخر بالطفل بسبب إنجازاته المحدودة – وقد ينشأ ويربى على المخاوف حيث يصبح الطفل ليس كفيفاً فقط ، إنما يؤثر على قدراته العقلية والمعرفية والاجتماعية .

 

وتؤكد الدراسات أن أم الطفل الكفيف تتأثر عند اكتشافها لأول مرة ضعف بصر طفلها ، عندما تكتشف بنفسها أولاً ثم يؤكد طبياً بعد ذلك فهى توصف مشاعرها بجرح ، والإصابة ويجرح كبريائها وبالذنب وبالاكتئاب الذى يجعلها تنسحب وجدانياً من طفلها وربما لا شعورياً تتمنى الموت له. فإن الرضيع فى هذه المرحلة الحرجة نجده من الممكن تعرضه للجرح والإصابة عند تفاعله مع الأم المنسحبة ، حيث تختفى الاستجابات الإيجابية فإن الأطفال الرضع المكفوفين يحتاجون إلى زيادة المثيرات ليعادلوا ما لديهم من نقص فى الإبصار عن الأطفال العاديين ، وإن هذا الاتصال سوف يؤثر على النمو فيما بعد ، وعلى حياتهم الوجدانية .

 

أما ما ينصح به علماء التربية فهو يتمثل فى نصيحة والدى الطفل الكفيف بقولهم: " عاملوه كطفل أولاً، ثم كطفل كفيف ثانياً ".

 

والطفل الكفيف مثل أى طفل آخر ، يحتاج إلى أمه أكثر من أى شخص آخر فى العالم لتهتم به أثناء السنوات الأولى من حياته ، فإن الاتصال البدنى بالأم له قيمة خاصة بالنسبة للوليد الكفيف ، حيث لا يرى وجهها لكن على وعى بمشاعرها نحوه من خلال نبرة صوتها وملمس يديها وجسمها. فهو يحتاج إلى بعض الأشياء الخاصة التى تكون أكثر من عادية ، ربما يحتاج إلى سيطرة العاطفة بواسطة التدليل والمعانقة والاحتضان ، بسبب أنه لا يستطيع أن يرى التعبيرات العاطفية على الوجه ، بالرغم من أن نبرة الصوت تكون إشارة ودلالة مهمة جداً على مشاعر الأم نحوه ، فهو يحتاج إلى التحدث أكثر ، وأن يستمع إلى محادثات و تفسيرات عن الأحداث والموضوعات في عالمه ، بسبب أن خبراته محدودة ومقيدة بسبب ضعف الرؤية ، فهو يحتاج إلى تشجيع أكثر ، ليصبح نشيطاً وفعالاً لكى يزحف ويقف ويمشى؛ لأن المثيرات البصرية غائبة لديه ، فإنه لا يستطيع أن يحكم الحكم الصحيح والدقيق على مكان العوائق ويكون خائفاً من التقدم واكتشاف نفسه كما يفعل الطفل المبصر.

 

أما إذا كان الطفل مبصراً إلى عمر سنتين أو ثلاث سنوات ، ثم أصبح كفيفاً بعد ذلك فإن هذا الطفل قد اتصل بالعالم المبصر ، وتكون علاقته بوالديه قد تسامت وتكونت وأقيمت بالفعل على أساس أن الطفل غير معوق.

إن الطفل المبصر من خلال اتصالاته البصرية تساعده على نمو العلاقات الأولية المبكرة مع الأم ، ثم مؤخراً  مع العائلة ، وفقدان هذا الإتصال البصرى يكون له تأثيره المباشر على نمو العلاقات المبكرة بين الأم وطفلها.

 

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.