أهمية دراسة التاريخ
أ.د/السيد محمد الدقن
 

   الهدف من دراسة التاريخ في شتى ميادينه الوصول إلى الحقيقة التاريخية، وهو أمر مهم للباحثين في المجال اتاريخي، سواء كانوا من المتخصصين أو من الهواة أو من السياسيين.
 

  فبالنسبة للمتخصصين فلا شك أن هذا الميدان هو ميدانهم الخالص، فلا بد من الوصول إلى الحقيقة التاريخية الذين هم في بادئ الأمر الباحثين عنها، فإذا ما وصلوا إلى نتيجة كانوا هم القضاة الذين يعلنون الحكم فيها، ويتحملون تبعات توصيل هذه الأمانة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
   

  وفضلا عن ذلك فإن التاريخ بالنسبة للمتخصصين هو القادر على إعطاء الباحث فيه القدرة على التحليل ودراسة المقدمات من خلال المصادر المتاحة، والوصول إلى النتائج والحصول على تفسيرات منطقية مدروسة تعطي توضيحات مقنعة للتاريخ.
 

   ويصل الباحث التاريخي والمتخصص فيه بعد هذه القراءات إلى الخبرة الكافية التي تؤهله إلى الوصول لما يحتاجه من الهدف الأصلي لدراسة التاريخ ألا وهو القدرة على تدوين التاريخ وكتابته سواء كان ذلك في صورة بحث أو رسالة أو تقرير أو غير ذلك.

  كذلك فإن المثقف العادي يحتاج أـيضا لدراسة التاريخ، فإنه لا يتحدث في موضوع ما حتى يضيف إلى نفسه ثقافة واعية من التاريخ ترتبط بالموضوع المطروح أمامه، ومن هذا النوع ثقافة الصحفي والمحامي والأدباء وغيرهم.
 

  ولا نغفل هنا استنتاج العبر من دراسة التاريخ وأثر ذلك في حياة الأفراد إذا استلهموا العبر من أحداث كثيرة، منها سيرة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وما كان فعل هو وأصحابه وخلفاؤه ومواقف المصلحين العظام من القضايا السلوكية والأخلاقية؛ مما يعطي أثرا فعالا في تربية الأفراد.

  أما أهمية  هذا العلم لرجال السياسة فإنه أكثر أهمية، فالقضيا السياسية تحتاج لدراسات تاريخية وخاصة في النزاعات على أراضي وفي كسب القضايا القانونية إذا دعت الحاجة.

 كذلك يتمكن السياسي البارز بثقافته التاريخية الواعية من كسب المفاوضات حول قضية تكون المعلومات التاريخية هي الفيصل الأساسي في القضية، وهذا الأمر هو المعمول به بين السياسيين في كافة أنحاء العالم.