موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

غفر الله ورحم د/السيد محمد الدقن وزوجته وأدخلهما فسيح جناته

   كسوة الكعبة المعظمة في العصر الأموي
أ.د.السيد محد الدقن
  فى عصر بنى أمية اهتم خلفاؤهم بكسوة الكعبة المشرفة اهتماما بالغا، فكسا معاوية بن أبى سفيان الكعبة كسوتين في العام كسوة عمر القباطي وكسوة أخرى من الديباج؛ فكانت الديباج يوم عاشوراء، وتكسى القباطي في آخر شهر رمضان ابتهاجا واستعدادا لعيد الفطر، كما أجرى معاوية الطيب للكعبة عند كل صلاة، فكان يبعث بالطيب والمجمر والخلوق إلى الكعبة في وقتين من السنة، في موسم الحج وفى رجب، وخصص للكعبة عبيدا يخدمونها؛ كما أجرى الزيت لقناديل المسجد من بيت المال؛ فكان معاوية بذلك أول من خصص للكعبة كسوتين في عاشوراء وفى رمضان،‏ وأول من أخدمها العبيد وأنار المسجد بالزيت من بيت المال ‏ ثم سار الخلقاء والولاة على نهجه في ذلك!
 

   ثم كسا بعد معاوية ابنه يزيد الديباج الخسرواني، فلما بسط عبد الله بن الزبير سيطرته على مكة المكرمة أثناء خروجه على بنى أمية؛ قام ابن الزبير ببناء الكعبة المشرفة، وعندما فرغ من بنائها سنة 64هـ، خلقها بالعنبر والمسك من داخلها وخارجها ومن أعلاها إلى أسفلها؛ ثم كساها القباطي وقيل: الديباج الخسرواني فكان يبعث إلى أخيه مصعب بن الزبير ليرسل إليه الكسوة كل سنة؛ وبذلك يكون ابن الزبير أول من خلق جوف الكعبة.

 

   كما كساها أيضا الديباج الخسرواني الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد راقني تعليق البعض على ذلك بقوله: «ولعله فعل ذلك تكفيرا عما أتاه من رميها بالمنجنيق في قتاله ابن الزبير.


  وكان عبد الملك بن مروان يبعث كل سنة بالديباج فيمر به على المدينة المنورة فينشر يومًا في مسجد رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام) على الأساطين هنا وهناك، ثم يطوى ويبعث به إلى مكة المكرمة؛ كما كان عبد الملك يبعث أيضا بالطيب والمجمر ( العود ) إلى الكعبة وإلى المسجد النبوي الشريف؛ وقد سبق أن أشرنا إلى الروايات المختلفة حول أول من كسا الكعبة الديباج.


   وفى سنة 91هـ، قدم الخليفة الوليد بن عبد الملك إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وأحضر معه كسوة الكعبة فنشرت وعلقت على حبال المسجد؛ وكانت تلك الكسوة من أفخر أنواع الديباج الذي لم ير مثله قط في حينه، فنشرها يوما ثم طويت ورفعت.

 

  وفى عهد هشام بن عبد الملك كسيت الكعبة ديباجا غليظًا؛ وكان تحت هذا الديباج بعض الكساوى الأخرى من صنع اليمن، يقول الماوردي: « وكساها بنو أمية في بعض أيامهم الحلل التي كانت على أهل نجران في جزيتهم والديباج من فوقها.
 

  وقد استمرت الكسوة ترسل إلى الكعبة المشرفة في السنة مرتين حتى نهاية العصر الأموي، ومما يجدر ذكره أن كسوة القباطي صارت تصنع في مصر بصفة رسمية منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-؛ كما هو واضح من الروايات المتقدمة.

المصدر: أ.د.السيد محمد الدقن(المؤلف)، أ.د. نظير محمد عياد(تصدير) - كتاب كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ (الجزء الأول)، مجلة الأزهر عدد ذو القعدة 1443- يونيو2022
DRDEQENSAYED

ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

153,144

ابحث

موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

DRDEQENSAYED
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »