تتواجد كل مزارع أسماك المياه العذبة الدنماركية فى "جوتلاند" فى الجزء الغربى من الدولة، حيث تتوفر فيها الأعداد الأكبر من المجارى المائية.
وتقع المزارع البحرية الأرضية فى منطقة "فيورد رينجك جوبينج" (Ringkjøbing Fjord) فى جوتلاند. وتقع كل المزارع الساحلية الدنماركية فى المياه البحرية الداخلية. وتغطى المزارع الساحلية مساحة 1-2 كيلومتر مربع، تعادل 0.02% من المياه الإقليمية للدنمارك.
ويتم إنتاج 90% مما تنتجه الدنمارك من ثعابين السمك فى منطقة جوتلاند.
وتقع مزارع المحاريات بصورة شبه كلية فى "ليم فيورد" (Limfjord)، المضيق الذى يقسم الجزء الشمالى الأقصى من جوتلاند.

مزارع المياه العذبة 

الدنمارك من أوائل البلدان الأوروبية التى طبقت الاستزراع السمكى النظامى فى الأحواض الأرضية بتربية تراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss) منذ بدايات القرن العشرين. وبحلول العام 1914 كان لدى الدنمارك 140 مزرعة للتراوت، تنتج بالدرجة الأولى لأغراض التصدير. وقد إنخفض الإنتاج بشدة أثناء وبين الحربين العالميتين، ولكنه شهد إنتعاش فى السنوات التالية. وبحلول عام 2003 كان هناك 337 مزرعة مياه عذبة فى الأحواض الأرضية يملكها حوالى 200 مزارع.


واليوم، فإن الجزء الأكبر من التراوت من إنتاج مزارع المياه العذبة الدنماركية يسوق بغرض التجهيز (قطع) وزنها 250-350 جرام. كما يتم إنتاج يوافع الأسماك فى مفرخات متخصصة وبيعها للتربية فى أحواض مزارع المياه العذبة والبحرية، أو لإطلاقها فى المسطحات الطبيعية. كما يتم بيع جزء صغير ولكن متزايد للهواة الصيد بنظام "ضع وخذ". وقد تم فى السنوات الأخيرة تطوير تقنيات التغذية إلى درجة أن معدل التحول الغذائى للأعلاف فى الأحواض الأرضية إنخفض إلى حوالى 0.95(كيلو واحد من العلف لإنتاج كيلو سمك). وقد إعتمد هذا التطور على استخدام مسحوق وزيوت الأسماك عالية الجودة، التى تنتج من مصايد ثعبان الرمل الدنماركية ببحر الشمال.
وتخضع مزارع الأحواض الأرضية الدنماركية لمجوعة مختلفة من القوانين التى تهدف إلى تأمين وضمان جودة مياه الأنهار والبحيرات والحد من ذيادة خصوبة البحر المفتوح. وقد صدر أمر إدارى خاص ينص على عدد من الإشتراطات لتأسيس وتشغيل مزارع المياه العذبة. وتحدد المقاطعات حدود خاصة لكل مزرعة تعين فيها كميات الأعلاف التى يمكن استخدامها سنويا والمخلفات المسموح بتصريفها مع مياه الصرف بالإضافة إلى الإشتراطات الخاصة المتعلقة بمعدلات التحول الغذائى، معالجة المياه، جمع العينات، وحفظ سجلات للتشغيل، وقنوات وأحواض الترشيح، والتخلص من النفايا والمخلفات إلخ.


وهناك إحتياج متزايد للإستثمار فى الإجراءات اللازمة لتغطية إشتراطات متطلبات البيئة المتشددة والتى نتج عنها ضغوط إقتصادية على مزارعى الأسماك. ويعتبر عدم وجود وسيلة كفء ويوثق بها ومقبولة التكلفة لتحليل كميات النيتروجين والفوسفور والمخلفات العضوية فى مياه صرف المزارع إلى الأنهار، واحد من هذه المشاكل التى تواجه المربين. إلا أن، فكرة "المزرعة النموذجية" التى قدمتها اللجنة الاستشارية فى توصياتها حول الاستزراع فى المياه العذبة قد أحدثت درجة من التفاؤل فى هذا النشاط.

المزارع البحرية

تم إنشاء أول وحدة للاستزراع البحرى فى الدنمارك فى الخمسينيات بإقامة أقفاص قريبة من الأرض، ومع تطور التقنيات خلال السبعينيات، تم إدخال تقنية الأقفاص البحرية فى المناطق البعيدة عن الشاطئ. وبحلول 2003 أصبح لدى الدنمارك 24 مزرعة بحرية بعيدة عن الشاطئ وعشرة مزارع بحرية على البر تضخ مياه البحر إلى أحواض تقام على الشاطئ.


وتعتبر أسماك تراوت قوس قزح الكبيرة (2-5 كجم للواحدة) المنتج الرئيسى من كل من الأقفاص والمزارع الأرضية البحرية. وتعتبر البطارخ منتج ثانوى ضرورى، حيث يتم تمليحه وتسويقه فى صورة "كافيار"، ويصدر هذا المنتج بالدرجة الأولى إلى اليابان ويساهم بدرجة أساسية فى إقتصاديات الاستزراع البحرى الدنماركى. إلا أن المنافسة تتزايد فى هذا السوق مما أدى إلى إنخفاض الأسعار.


وعادة ما تتبع المزارع البحرية الأرضية نفس توجهات الإنتاج فى مزارع البحر المفتوح. ولدى المزارع الأرضية بعض المزايا البيئية، حيث من الممكن ترشيح مياه صرفها، ولو جزئيا، قبل إطلاقها مرة أخرى إلى البحر. ومن ناحية أخرى، فإن تكلفة إقامة وتشغيل المزارع الأرضية البحرية أعلى من مثيلتها التى تستخدم الماء العذب أو مزارع البحر المفتوح، مما يجعلها أقل جاذبية فى السوق حيث هناك تنافس شديد حول أسعار المنتجات.


ويتم إنتاج أعداد محدودة من زريعة سمك الترس (turbot) فى الأحواض المكثفة بنظام تدوير المياه (معالجة وإعادة استخدام المياه) للتصدير إلى أوروبا الجنوبية بغرض التربية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك بعض إنتاج للسمكة المفلطحة (plaice) لأغراض الإطلاق فى المسطحات الطبيعية.


وماعدا الكميات المحدودة التى تنتج بغرض إطلاقها فى المسطحات الطبيعية، فإنه لا يوجد بالدنمارك نشاط لاستزراع السالمون، وقد إزداد الإنتاج العالمى من السالمون المستزرع بدرجة كبيرة، فى السنوات الأخيرة، ونتج عن ذلك إنخفاض فى أسعاره. وقد عانى المزارعين الدنماركيين نتيجة لذلك، خاصة وأن هناك تنافس مباشر فى السعر بين السالمون والتراوت ذى الأحجام الكبيرة فى السوق.

استزراع ثعابين السمك (الحنكليس)

يعتبر استزراع ثعابين السمك (Anguilla anguilla) نشاط جديد نسبيا لم يكن معروفا قبل الخمسة وعشرون سنة الأخيرة، ولكن تقنيات تدوير المياه أصبحت متطورة وراسخة مما جعلها مناسبة لتربية عدد آخر من الأنواع. ويوجد فى الدنمارك حاليا 11 مزرعة لثعابين السمك.
ومازال هناك مجال لتطوير علف أكثر ملائمة للإحتياجات الخاصة للثعابين المستزرعة. إلا أن العديد من التفاصيل المتعلقة بتكاثر هذا النوع مازالت فى حاجة إلى فهم أكثر، وعلى الرغم من السنوات العديدة من الأبحاث إلا أنه ليس من الممكن بعد إنتاج زريعة ثعابين السمك فى الأسر، إلا أنه هناك تفاؤل بحدوث تقدم فى هذا المجال.


وحيث أن تقنيات تدوير المياه تستلزم ترشيح وتنظيف المياه، فإن استزراع ثعابين السمك لا تواجه مشكلات فى الالتزام بالقوانين البيئية. والتقنية الدنماركية لاستزراع ثعابين السمك ذات معايير عالية للجودة وهناك درجات عالية من تصدير هذه التقنية والمعرفة الفنية الخاصة بها.

استزراع المحاريات

يتم من وقت إلى آخر استزراع بلح البحر الأزرق (Mytilus edulis) والمحار الأوروبى المفلطح (Ostrea edulis) بكميات صغيرة فى خلجان الثلاجات 
(fjords) الدنماركية، وقد بلغت جملة الإنتاج فى 2003 حوالى 11 طن. وينمو بلح البحر المستزرع بمعدلات أسرع من مثيله البرى كما أن له نسبة تصافى أعلى، وكنتيجة لذلك، فإنها تخصص للاستهلاك المباشر وتباع بأسعار أعلى من تلك التى يتم صيدها.


ومن المتوقع أن يشهد المستقبل زيادة مستمرة فى استزراع بلح البحر فى الدنمارك، حيث تم طبقا لتوصيات اللجنة الخاصة (2004)، منح 44 ترخيص لمزارع تقع أغلبها فى "ليم فيورد" فى شمال جوتلاند، وتم إقامة تجهيزاتها الجديدة.


وتشكل المناطق البحرية الساحلية للدنمارك وبحر"وادن" ظروف جيدة للغاية لإنتاج المحارياتفى المياه الضحلة الهادئة نسبيا. وتقوم المحاريات، من خلال ترشيحها للعوالق الموجودة فى المياه والتغذى عليها، بتخليص المياه من الأملاح المغذية وتساهم بالتالى فى مقاومة الخصوبة الغير مرغوبة للمياه. ويسرع إستزراع المحاريات فى عمود المياه من نموها بدرجة كبيرة بالمقارنة بالاستزراع على القاع، كما يساعد الحصاد المنتظم/الخف من سرعة النمو للمحاريات الباقية.
ويحدث من وقت إلى آخر إزدهار طحلبى نتيجة لزيادة خصوبة المياه مما يهدد بتراكم السموم فى المحاريات، إلا أنه يتم إتخاذ الإحتياط البيطرية الصارمة طبقا للقوانين وتشريعات الإتحاد الأوروبى. ويتم تحديد مناطق استزراع المحار وتخضع للإشتراطات المتعلقة بجودة المياه، والمراقبة المنتظمة للمنتج، إلخ، ولا تتسبب مشاكل الازدهار الطحلبى عادة فى مشاكل خطيرة للصناعة.

الأنواع المستزرعة

جدول 2. إنتاج الاستزراع المائى للدنمارك سنة 2003، كما وقيمة

النوع الإنتاج
بالطن مليون دولار أمريكى
تراوت قوس قزح 33 440 89.763
ثعابين السمك (الحنكليس) 2 011 17.233
تراوت الجداول 226 1.020
تراوت غير مصنف 79 0.840
سالمون 16 0.800
تراوت بنى 97 0.562
سمك الكراكى (pike) - 0.141
بلح البحر الأزرق 11 -
سمكة الترس (turbot) 5 -
الزنجور (pikeperch) 6 -
المجموع 35 891 110.360

ملحوظة: لا يشمل قيمة البيض والبطارخ حيث لم تصنف
المصدر:إدارة المصايد الدنماركية، سجل الاستزراع المائى 2003.

ممارسات أنظمة الاستزراع

جدول 3. الاستزراع المائى الدنماركى: عدد المزارع والتجهيزات المختلفة فى 2003

- عدد الوحدات
مزارع أحواض أرضية قنوات خزانات أقفاص أسلاك بلح البحر غيرها
مياه عذبة 337 7 504 497 3 719 40 0 31
بحرية ساحلية 24 0 0 0 186 0 0
بحرية أرضية 10 50 54 7 0 0 1
تدوير المياه 30 133 6 752 0 0 318
غيرها 13 6 0 0 4 52 149
المجموع 414 7 693 557 4 478 230 52 499
مصدر المعلومات: إدارة المصايد الدنماركية، سجل الاستزراع المائى 2003.

مزارع المياه العذبة

الغالبية العظمى من مزارع المياه العذبة هى مزارع فى أحواض أرضية يتم حفرها، وتنقل المياه إلى هذه الأحواض خلال قنوات تتصل بمجارى مائية، عادة ما تقام فيها سدود لرفع مناسيب المياه بالدرجة المطلوبة. ويتم توزيع المياه إلى الأحواض من خلال منظومة من القنوات كل واحدة منها ذات أبعاد 25-35 × 5-7 متر وبعمق 0.7 متر. وتخرج مياه صرف الأحواض من مخارج فتحات الصرف لتوجه مرة أخرى إلى نفس القنوات والتى يتم فيها أيضا تربية أسماك، قبل مرورها من خلال أحواض للترسيب عمقها حوالى متر، إلى المجرى المائى.


وعادة ما يتم رفع تركيز الأكسوجين بالمياه عن طريق مضخة مركزية أو بأجهزة طافية توضع فى الأحواض. ويستخدم عدد متزايد من المزارع تقنية تدوير المياه والتى يتم فيها تمرير مياه الصرف خلال مرشح دقيق الفتحات ثم مرشح حيوى وعودتها مرة أخرى إلى وحدات التربية، مما يؤدى إلى خفض استهلاك المياه وإخراج المخلفات من المزارع.
ويتم حصاد أسماك التراوت عند وصولها إلى "حجم القطعة" الذى يبلغ 250-350 جرام بعد إزالة الأحشاء ليتم تجميدها أو تدخينها لتسوق. إلا أن هناك قدر كبير يتم تصديره حيا إلى السوق الألمانى.

الاستزراع البحرى

فى وحدات الاستزراع البحرى الدنماركية التقليدية، تنقل أسماك التراوت التى تبلغ 1 كجم بحلول الربيع (مارس – إبريل) من مزارع المياه العذبة إلى الأقفاص الشبكية البحرية. وتتم التغذية بالأجهزة التى توزع العلف إلى الأقفاص من قارب، أو من منصة عائمة وخلال خراطيم يوجه واحد منها إلى كل قفص.


وفى نهاية الخريف وحلول الشتاء (أكتوبر- ديسمبر) تحصد الأسماك فى حجم حوالى 2–5 كجم، وتنزع أحشائها وتجمد أو تعد فى صورة شرائح وتدخن.
ولمخاطر الثلج أثناء الشتاء، ، فإن البحر حول الدنمارك غير ملائم للاستزراع البحرى على مدار العام، لذا تسحب الأقفاص إلى الشاطئ فى نهاية الموسم، حيث تجرى لها عمليات الصيانة والإصلاح وتخزن حتى الربيع التالى.


وتماثل طرق الاستزراع البحرى فى المزارع الأرضية التى تستخدم ماء البحر تلك المطبقة فى مزارع المياه العذبة، إلا أنه فى حالة المزارع البحرية، يتم ضخ المياه فى ملئ وتفريغ المزرعة. والتراوت المنتج من هذا النوع من المزارع مماثل فى الحجم لما ينتج فى الأقفاص.

استزراع ثعبان السمك (الحنكليس)

يتم جمع الزريعة (الطور الزجاجى) من المياه الطبيعية والتى تعتبر المادة الخام الرئيسية لاستزراع ثعابين السمك، وتربى الثعابين فى خزانات داخل مبانى تسخدم فيها مياه الصنبور بدرجة حرارة 20 – 25°مئوية. ويتم تدوير المياه باستمرار خلال مرشحات ميكانيكية ومرشحات حيوية (biological filters)، ويضخ فيها الأكسوجين وتطهر بالمعالجة بالأشعة فوق البنفسجية. وتتم التغذية يدويا أو آليا باستخدام الغذايات الميكانيكية. ويسوق جزء من الإنتاج فى حجم الأصبعيات ليستخدم لأغراض التربية، إلا أن الجزء الأكبر يتم تربيته وتصديره لأغراض الاستهلاك الآدمى عند وصول الأسماك إلى وزن 100-200 جرام للواحدة. كما تتم تربية عدد محدود حتى أحجام 300-800 جرام.

استزراع المحاريات

عادة ما يستزرع بلح البحر على حبال رأسية أو فى أكياس شبكية إسطوانية تعلق فى خطوط من الحبال الطافية (نظام الخطوط الطويلة) المربوطة فى عوامات والمثبتة بمراسى إلى القاع. وتثبت يرقات بلح البحر طبيعيا فى فترة الربيع على الحبال المعلقة. وتحمل كل مياه الدنمارك تقريبا كميات وفيرة من بذور بلح البحر. وعادة ما ينقل بلح البحر النامى فى الخريف من الحبال إلى الأكياس الأسطوانية ويتم حصاده فى الصيف التالى فى أحجام حوالى 45-55 مم.
وتنتج بذور المحار وتستزرع بنجاح كبير فى خزانات، وعند بلوغها حجم 30-40 مم، تنقل صغار المحار إلى البحر حيث تربى فى سلال أو صوانى معلقة من حبال أو توضع على القاع. وتستغرق فترة التربية 1.5-2 سنة قبل الوصول إلى حجم الحصاد عند بلوغها وزن 70-100 جرام.

أمانى إسماعيل

Atlanticocean

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

Atlanticocean
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

415,924