الكبد أكبر أعضاء الجسم البشري وتزن 1.3 كيلو جرام تقريباً وتقع في الجزء الأيمن العلوي من تجويف البطن تحت الحجاب الحاجز خلف الأضلع . تتكون الكبد من فصين رئيسين هما الفص الأيمن والفص الأيسر وآخرين صغيرين هما الكوديت ويقع في الجزء الخلفي من الكبد والكوادريت ويقع في الجزء السفلي من الكبد . في أسفل الفص الأيمن تقع المرارة والتي تتصل بالكبد عن طريق القناة المرارية ، والتي تقوم بتخزين العصارة الصفراوية المفرزة من الكبد .
وتحتوي الكبد على ما يقارب من 250 بليون ( 250.000.000.000 ) خليه عاملة ، هذه الخلايا لديها القدرة على القيام بأكثر العمليات الاستقلابية والكيميائية تعقيداً في جسم الإنسان .
أقسام الكبد وأوعيتها الدموية :
الكبد مقسمة إلى ثمانية أجزاء ، وذلك بناءً على تقسيم الوريد البابي والأوردة الخارجة من الكبد كل جزء من هذه الأجزاء يصله فرع منفصل من فروع الوريد البابي ويعد كتلة عملية منفصلة بحد ذاتها . تحت المجهر تتكون الكبد من وحدات عمل مستقلة كثيرة كل وحدة محاطة بأربع أو خمس مجموعات من الفروع الصغيرة جداً من الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية ( هذه الفروع تكون مجتمعة في مكان واحد وتتكون من شريان ووريد صغيرين وقناة صفراوية صغيرة ) في وسط هذه الوحدات توجد فروع للأوردة الخارجة من الكبد والتي تتحد مع بعضها لتكون الأوردة الرئيسة . كما أنها تحوي مصدرين من مصادر تغذية الدم هما الوريد البابي ، والذي يغذي الكبد بـ 60 % من مجموع كمية الدم الواصلة إليها أي ما يقارب ( 1500 مليلتر / دقيقة ) والمصدر الآخر هو الشريان الكبدي المتفرع من إحدى فروع الشريان الأبهر ، وهذا الشريان يقوم بتغذية الكبد بالـ 40 % المتبقية . تدخل إلى خلايا الكبد فروع الوريد البابي والشريان الكبدي لتغذيتها بالأكسجين والمود الأخرى وتخرج من الكبد فروع صغيرة تتحد لتكون الأوردة الكبدية الخارجة منها والمتصلة بالقلب عن طريق الوريد الأجوف السفلي ، كما تحوي الكبد على شبكة من القنوات الليمفاوية تقوم بتوصيل السوائل الزائدة من الكبد في نهاية المطاف إلى الدم .
القنوات الصفراوية :
القنوات الصفراوية الصغيرة تتحد بعد خروجها من الوحدات الكبدية ( Acinus ) لتكون قنوات الكبد الفرعية ، والتي بدورها تتحد لتتكون قنوات كبيرة صفراوية داخل الكبد ثم القناة الكبدية اليمنى واليسرى خارج الكبد وتحدان لتكوين القناة الصفاروية الرئيسة ، والتي تتصل بخزان العصارة الصفراوية ( المرارة ) عن طريق قناة صغيرة ومن ثم تستمر وتنتهي في الإثنى عشر لتصب عصارة الكبد في الأمعاء الدقيقة .
الخلايا الكبدية :
الخلايا الكبدية ( Hepatocytes ) تكون الجزء الأكبر من الكبد وتوجد على هيئة صفوف متقاربة تفصلها عن بعضها مساحة صغيرة جداً تسمى الجيوب الدموية
( Sinusoids ) تمر من خلالها خلايا الدم المخلتفة وسوائل الدم المحملة بالأغذية والمواد الأخرى كالسموم ، لتقوم الكبد بتصفية الدم والتعامل معه بتكوين عناصر بناء جديدة مثل البروتينات والسكريات والدهون وغيرها من المركبات الكيميائية المختلفة .
أنواع خلايا الكبد الأخرى :
داخل الكبد توجد أنواع أخرى من الخلايا مثل الخلايا المبطنة للأوعية الدموية الداخلة للكبد ( Endothelial ) وخلايا كوبفر ( Kupffer ) وخلايا حافظة للدهون تسمى إتو " ITO " وخلايا بت "PIT " وغيرها . الخلايا المبطنة للأوعية الدموية داخل الكبد تختلف عنها في الأوعية الدموية في سائر الجسم ، لوجود فتحات صغيرة جداً داخلها تمكن المواد المحمولة بالدم من الوصول إلى الخلايا الكبدية للتعامل معها .
أما خلايا كوبفر ، فهي خلايا مهمة في الجهاز المناعي لجسم الإنسان لأنها تقوم بإبتلاع وقتل الجراثيم الداخلة مع الدم إلى الكبد ، وإفراز مواد محفزة للجهاز عند الحاجة إلى التعامل مع جراثيم أو فيروسات قامت بغزو الكبد أو أي عضو من أعضاء الجسم .
أما خلايا " إتو " فهي تقوم بتخزين فيتامين " أ " وتستطيع أن تتحول إلى خلايا ليفية في حالة وجود إصابة كبدية ، ولها دور فعال في تكوين التليف الكبدي . /ا فيما يتعلق بخلايا " بت " فهي تعد جزءاً من الجهاز المناعي وتقوم بقتل الجراثيم الداخلة إلى الكبد وعملها قريب من عمل خلايا كوبفر .
وظائف الكبد
الكبد تقوم بإدوار فاعلة وكثيرة جداً لا يمكن حصرها في عجالة . فهي قادرة على أن تقوم بجميع وظائفها بشكل شبه طبيعي بـ 25 % من طاقتها لذا فلديها مخزون هائل وقدرة على أداء وظائفها حتى بعد استئصال أو فقدان 75 % من قدرتها الوظيفية .
باختصار شديد سوف نوجز وظائف الكبد وعملها في النقاط التالية :ـ
تقوم بدور رئيس في التعامل مع السكريات والبروتينات والدهون في جسم الإنسان. فلديها القدرة على ضبط مستوى السكر ( Glucose ) في الدم بنسبة ثابتة بحيث لا يرفع ولا ينخفض . في حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم تقوم الكبد بتخزين السكر الزائد عن حاجة الجسم على هيئة " نشاء " أو سكريات كبيرة ( Glycogen ) وفي حالة انخفاضه تقوم بتحويل هذه الوحدات إلى جلوكوز لمد الجسم بحاجته من السمر في عملية تكسير النشاء تسمى ( Glycogenolysis ) . كما تحول المواد غير السكرية إلى جلوكوز مثل الأحماض الأمينية ( Amino Acids ) في عملية تسمى ( Gluconeogensis ) وذلك عند الحاجة إلى الجلوكوز بعد استخدم ونفاذ ما خزن من الـ ( Glycogen ) ، إذاً فالكبد مسؤولة عن إعطاء الشخص النشاط والقدرة على العمل .
تصنع مئات الأنواع من البروتينات التي يحتاج إليها الجسم في بناء خلاياه المتعددة في الأعضاء المختلفة ، على سبيل المثال البروتينات المسئولة عن تخثر الدم والتي إذا لم تكن موجودة وتعمل بشكل طبيعي ، فسوف ينزف الشخص إذ جرح دون توقف حتى الموت ، ومن وظائفها تصنيع بروتين الألبيومين ( Albumin ) الذي يقوم بمهام كثيرة جداً ، منها حمل الأدوية والكيميائيات المختلفة في الدم نقلها بين الأعضاء ، والمحافظة على كمية السوائل داخل الأوعية الدموية وغير ذلك من الوظائف
تفرز العصارة الصفراوية الكبدية التي تقوم بدور رئيس في هضم الطعام والمساعدة على امتصاصه وخاصة الدهنيات ، وذلك بتذويبها ومن ثم امتصاصها عن طريق الأمعاء وتكوينها مرة أخرى داخل الكبد على هيئة دهنيات ثلاثية وكوليسترول ، ومن ثم تخزينها في الجسم عند الحاجة إليها ، هذه العصارة الصفراوية مهمة في امتصاص عدد من الفيتامينات مثل فيتامين " أ " وفيتامين " د " ، وفيتامين " هـ " ، وفيتامين " ك " والتي لها أدوار فاعلة ومهمة في صحة الإنسان ، وتقوم الكبد أيضاً بتكوين الكوليسترول الضار والنافع والدهون الثلاثية في الجسم واستعمل هذه الدهنيات في عملية النباء في الجسم .
تحول الأحماض الأمنية إلى يوريا ( Urea ) ، أثناء هذه العملية يتم إنتاج الأمونيا ( Ammonia ) السامة ،والتي تقوم الكبد بالتعامل معها وتحويلها إلى مواد أخرى غير سامة وطردها من الجسم . ومريض الفشل الكبدي ليس لديه القدرة على التعامل مع المواد البروتينية ، لذا يكون معرضاً للغيبوبة الكبدية بسبب المواد النيتروجينية الموجودة في البروتينات وما ينتج عن عمليات الاستقلاب داخ الجسم من سموم ، فالكبد عندما يتقدم بها المرض تكون غير قادرة على إتمام عملها كمصفاة ومعمل كيميائي للتعامل مع السموم .
الكبد جزء مهم من أجزاء الجهاز المناعي في الجسم ،فهي تقوم بتصفية الدم القادم من الأمعاء قبل وصوله إلى القلب ومن ثم إلى سائر أعضاء الجسم ، وتقوم بتصفيته من الجراثيم والميكروبات ، بالإضافة إلى ذلك فهي مسئولة عن تصنيع بروتينات مهمة في الجهاز المناعي مثل بروتينات " المتممة" ( Complement ) التي يحتاج إليها الجسم للقضاء على الجراثيم كما تحوي كثيراً من الخلايا المناعية مثل خلايا كوبفر التي تقوم بواجبها لقتل الميكروبات التي تدور في الدم وغير ذلك من الواجبات المناعية .
بواسطة الإنزيمات المتنوعة والكثيرة جداً الكبد لديها القدرة العجيبة على التعامل مع آلاف المركبات الكيميائية والعقاقير المختلفة وتحويل أغلبها من مواد سامة إلى مواد غير سامة وفي كثير من الأحيان نافعة . كثير من هذه المواد يتم طردها من الجسم إما عن طريق الكليتين أو عن طريق العصارة الصفراوية أو التنفس .
الكبد لها مهام أخرى كثيرة جداً أذكر بعضاً منها بإختصار :ـ
- تكوين خلايا الدم الحمراء في الجنين داخل الرحم .
- تخزين الحديد وبعض المعادن الأخرى بالإضافة إلىكثر من الفيتامينات المهمة في الجسم .
- حفظ التوازن الهرموني في جسم الإنسان .
- تنظيم مستوى كثير من المود الكيميائية المهمة في الدم وفي داخل الجسم وغيرها ذلك من الوظائف .
قد يخطئ بعض الأطباء والمرضى على حد سواء ، فيطلقون مسمى وظائف الكبد على فحوصات الدم ( Liver Function Tests ) ومختصرها ( LFT'S ) والتي تشمل ما يلي :
أ ـ مستوى الصفراء في الدم ( Bilirubin ) .
ب ـ مستوى البروتينات والألبيومين(Albumin ) ( Total Protein )
ج ـ مستوى أنزيمات الكبد مثل ( AST , ALT , ALP, GGT )
إن ارتفاع مستوى الإنزيمات فقط يدل على وجود خلل ما في الكبد أو في القنوات الصفراوية ،ولكنها لاتدل على قدرة الكبد الوظيفية ، وعندما تكون هذه الإنزيمات طبيعية فليس بالضرورة أن تكونالكبد سليمة تماماً ، من هذا المنطلق تأتي أهمية التقييم الطبي الشامل من قبل الطبيب المختص لإكتشاف حالة الكبد إن كانت مصابة أم لا . وليس الإعتماد فقط على ما يسمى بوظائف الكبد ( LFT'S ) . لذا نستطيع أن نقول إن أنزيمات الكبد لوحدها لاتعطي أية دلالة على قدرة الكبد الوظيفية . وأن الـ ( LFT'S ) لا تعطي صورة كاملة عن وظيفة الكبد .
إن معرفة قدرة الكبد الوظيفية تكون بأخذ التفاصيل الدقيقة من المريض واستنباط الأعراض التي تدل على وجود أو تقدم المرض وذلك بالفحص السريري ، وكذكل تحديد مستوى الصفراء في الدم ومستوى البروتينات والألبيومين ، وكذلك قدرة الدم على التخثر ، بالإضافة إلى عمل بعض التحاليل الأخرى المخبرية المتخصصة في بعض الأوقات التي تقيس قدرة الكبد على التخلص من بعض الأدوية مثل دواء Xylocain عند عمل تحليل ( MEG.X ) وغيرها من الفحوصات الأخرى .