الأدوية المستعملة في علاج فقر الدم

يعتبر نقل الأكسجين إلى الأنسجة من أهم وظائف الدم. ويتم هذا بواسطة اتحاد الأكسجين مع الهيموجلوبين (صبغة الدم) والذي هو عبارة عن بروتين في كريات الدم الحمراء. يعتبر أي مرض تقل فيه كمية أو وظيفة الكريات الحمراء فقراً في الدم (أنيميا).

الحديد من المكونات الحيوية للهيموجلوبين. وهو بذلك يعتبر ضرورياً لنقل الأكسجين. يتحكم الامتصاص من الأمعاء الدقيقة في تخزين الحديد في الجسم وفي حالات عوز الحديد فإن معدل الامتصاص يزداد. تفقد كميات حديد ضئيلة من جسم الحيوانات الصحيحة ويمتص من هذه الحيوانات كمية قليلة من الحديد في الغذاء. يوجد نحو ثلثي مخزون الجسم من الحديد في خلايا الدم الحمراء. ويدور الجزء الباقي متحداً مع ترانس فييرن (أحد قلوبيولينات البلازما) أو يخزن ( متحداً مع بروتين) كمادة تسمى فيريتين في خلايا الكبد والخلايا الأخرى.

يتثبط امتصاص الحديد عموماً عندما تتشبع مواقع التخزين رغم أن آلية التحكم قد تفشل عند تناول كميات مفرطة من الحديد.

تتطلب عملية الاستفادة من الحديد وجود عدد من العوامل المساعدة (أشهرها النحاس). وفي غياب هذه العوامل فإن تكوين الهيموجلوبين قد يتأثر حتى عندما تكون مستويات الحديد كافية.

يتطلب تصنيع الحامض النووي الريبي منقوص الأكسجين وجود فيتامين ب12 (سيانوكوبالامين) وهو فيتامين يحتوي على مادة كوبالت. وهو بهذا حيوي لتكوين الخلايا. وبما أن كريات الدم الحمراء مستمرة من التكوين فإن عوز فيتامين ب12 يتسبب في إحداث تشويه في الخلايا الحمراء. ولا يشكل ذلك عادة مشكلة في المجترات لأن النبيت البكتيري في الكرش يصنع هذا الفيتامين. ، والكثير من غير المجترات تصنع أيضاً عن طريق البكتريا المعوية فيتامين ب12 ولهذا لا يشكل العوز الغذائي للفيتامين مشكلة سريريه (عيادية).
ويسبب العوز الغذائي لمادة الكابولت (خاصة في البقر والغنم والمعز عوزاً في فيتامين ب12.



أنواع فقر الدم (الإنيميا) :

(1) فقدان الدم الحاد :-

في هذه الحالات يظل نخاع العظام قادراً على إنتاج خلايا الدم الحمراء وتكون المشكلة الحقيقة هي نقص حجم الدم. لا تظهر عواقب فقر الدم مباشرة. وحتى إذا غير أو أستبدل حجم الدم (حتى ببلازما) فإن خلايا الدم الحمراء تستطيع أن تتعامل مع الوضع إلى أن تتم صناعة خلايا جديدة. يحتاج الحيوان الصحيح إلى 7-10 أيام لتعويض الدم المفقود. قد يحتاج الحيوان إلى عملية نقل دم أو خلايا حمراء إذا كان فقدان الدم كبيراً أو حدث في وقت قصير نسبياً ( مثل إثناء الجراحة).



2- فقدان الدم المزمن:]

يجب معرفة سبب فقدان الدم والبدء في العلاج. إذا فقد الدم بصورة مزمنة فإنه من الممكن أن تكون كمية الدم التي فقدت يومياً أكبر مما يمكن تعويضه عن طريق الامتصاص. وبذا يحدث فقر الدم المزمن (من نوع عوز الحديد). تكون الأبقار المصابة بقمل ماص أو الخيول المصابة بديدان ماصة للدم ( من نوع سترونقلويد Strongyloid) عرضة للإصابة بفقر الدم. لذا يلزم علاج السبب ومن ثم علاج عوز الحديد. قد يلزم أيضاً نقل خلايا حمراء متراكمة للحيوان.



3-فقر الدم الانحلالي :

ترتبط هذه الحالة بالعديد من العوامل مثل الخمج والتسمم والخلل الجيني. يجب معرفة السبب في الحالة وعلاجه. تعطى بنجاح الأدوية التي تنبه تكون الدم. تساعد أدوية فيتامين ب12 والكابولت والحديد في التعجيل بالشفاء. وقد يكون من الضروري نقل دم كامل للحيوان.



(4) فقر الدم ناقص التنسج :-

يرتبط هذا النوع من فقر الدم بالأدوية والأخماج والسرطانات الخ. وفي هذه الحالات فإن إنتاج نخاع العظام لواحد أو أكثر من أنواع خلايا الدم يقل. يماثل علاج هذه الحالة نفس علاج فقر الدم النزفي.

(5)

5-فقر الدم الغذائي :-

لا تعاني أغلب الحيوانات من مشاكل تتعلق بعدم كفاية تناول أو امتصاص مواد غذائية ضرورية لتكوين خلايا الدم. ومن غير المحتمل أن يضيف الحديد إلى " المقويات " البيطرية أي فائدة تذكر لتحسين الحالة الصحية للحيوانات التي تتناول هذه " المقويات ". أكثر الحيوانات تعرضاً إلى فقر الدم الذي يسببه عوز الحديد هي صغار الخنازير (الرضع). وأحياناً تتعرض العجول (المربية للحم) لهذه الحالة والتي نادراً ما تصيب صغار الأغنام والمعز. تولد الخنازير باحتياطي قليل جداً من الحديد ثم يبدأ الاحتياطي في الازدياد في الأسابيع الأولى. تحتاج هذه الحيوانات لامتصاص نحو 300 مجم من الحديد في الأسابيع الأولى من الحياة بينما تتناول نحو 1 مجم/اليوم من لبن الأم. عند تربية هذه الحيوانات " على التربة " فإن الحديد في التربة يشكل مصدراً إضافياً للحديد المطلوب. ولكن في المزارع التي تربى فيها الخنازير تحت ظروف أكثر نظافة (غالباً في داخل غرف) فإنه لابد من إعطاء هذه الحيوانات كميات إضافية من الحديد.



علاج حالات فقر الدم بنقص الحديد :

تعطى المستحضرات التي تعالج هذه الحالة بالفم أو بالحقن. يؤمن الملح البسيط كبريتات الحديد مصدراً كافياً للحديد عن طريق الفم. ولا توفر المركبات الأكثر تعقيداً والتي يدعى صناعها إنها ذات سمية أقل أي مزايا حقيقة. ولا يجب مزجها مع محلول أدوية أخرى خوفاً من عدم التوافق الكيميائي.

أكثر مستحضر يستعمل بالحقن هو ديكستران الحديد ، ولابد من أن يعطى الدواء بالحقن العضلي العميق. بعد أن يمتص الدواء عن طريق الأوعية الليمفاوية يتكسر المركب ويتحرر الحديد ويدخل مجرى الدم. يزيد امتصاص الحديد في حالات عوز الحديد وكلما قل مستوى العوز رجع الامتصاص إلى حالته الطبيعية (أي < 10%). قد يستغرق علاج عوز الحديد أسابيع أو شهور من العلاج بالحديد وإذا لم يعالج السبب الرئيسي في فقر الدم فإن رجوع الحالة محتمل. يحدث الحديد تخريشاً أو قيء ولكن يمكن تقليل هذه الآثار إذا حقن الحديد. وكذلك يجب الحقن في الحيوانات المصابة بسوء الامتصاص أو عندما يُرغب في إعطاء كمية كبيرة من الحديد.
الجرعة : الخيول : 0.5-1 جرام حديد (كدكستران الحديد) كل أسبوع يحقن في موضعين.
الخيول والأبقار : 2-4 جرام/اليوم بالفم وذلك إلى حد أسبوعين.



علاج فقر الدم بنقص  الحديد في صغار الخنازير :
يو

فر حقن دكستران الحديد مصدر بطئ الإفراز للحديد ويمتص أغلب الحديد خلال أسبوع واحد بعد الحقن. تعطى الحقن في أعمار 3-5 شهور وإذا حقن الحديد قبل ذلك فإن هنالك احتمال للإضرار بالعصب الوركي (إسكي) أو النخاع الشوكي.
الجرعة :- صغار الخنازير 100-200 مجم حديد (كديكستران الحديد) بالعضل.



التسمم بالحديد :-

للحديد هامش سلامة كبير ، ولكي تظهر أعراض التسمم فإنه يتوجب إعطاء كميات كبيرة من الحديد بالفم. وعدا صغار الخنازير (والتي عادة ما تعالج بالحديد) فإن تسمم الحيوانات بالحديد نادر الحدوث. تشمل آثار التسمم الوسن وضيق النفس ويعقب ذلك سريعاً النفوق. ويكون ذلك أكثر احتمالاً في إناث الخنازير المغذية بطعام غني بالأحماض غير المشبعة وفقير في فيتامين هـ ، والذي يجعل مواليد الخنازير تتحسس من الحديد.

لعلاج تسمم الحديد المأخوذ بالفم يتلخص العلاج في إحداث القيء ثم غسيل المعدة بواسطة بيكربونات الصوديم (1-5%). يعطى ديفروكسمين ليتحد مخلبياً مع الحديد.



علاج نقص الفيتامينات والأملاح :

عوز الفيتامينات في الحيوانات الأليفة نادر الحدوث. وتعزى أغلب هذه الحالات لعدم كفاية تناول إما الكابولت أو النحاس. يعتبر الكابولت متطلب أساس لصناعة فيتامين ب12 والذي يعتبر ضرورياً لتكوين كريات الدم الحمراء. إن أحد أهم وظائف النحاس هو علاقته بامتصاص الحديد من القناة الهضمية. وفي حالة عدم تناول كميات كافية من النحاس فإن قلة امتصاص الحديد قد تؤدي إلى فقر الدم بعوز الحديد.



تأليف

ر. أينشتاين ر.س. جونز

أ. نفتون ج.ا. ستارمر

ترجمة

الدكتور بدر الدين حامد على الهاشمي

إستاذ علم الأدوية بقسم الطب البيطري بجامعة القـصيم

 

AkrumHamdy

Akrum Hamdy [email protected] 01006376836

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 2009 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2008 بواسطة AkrumHamdy

أ.د/ أكـــرم زيـن العــابديــن محـــمود محمـــد حمــدى - جامعــة المنــيا

AkrumHamdy
[email protected] [01006376836] Minia University, Egypt »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,742,533