الاقتصاد للجميع للدكتور محمد إبراهيم الشهاوي

يختص الموقع بالاهتمام بمجالات الاقتصاد المختلفة سواء تسويق وإدارة وتخطيط وتنمية وتجارة خارجية واحصاء

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

إنخفاض الجدارة الإنتاجية للأراضي الزراعية

د. محمد إبراهيم محمد الشهاوي

أستاذ الاقتصاد الزراعي المساعد – كلية الزراعة سابا باشا – جامعة الاسكندرية

تتدهور التربة الزراعية في مصر عامًا بعد عام ، وقد وجد أن حوالي 23% من الأراضي الزراعية المصرية تعتبر أراضي متوسطة أو محدودة الإنتاجية . ويقصد بتدهور الأراضي كل تغير كمي أو نوعي  في التربة من شانه أن يؤدي إلي إفسادها كبيئة صالحة لنمو وانتشار جذور النبات وذلك بصورة مؤقتة أو مستديمة ، فالتدهور حالة نسبية إذ تقدر في إطار زمني ، والتدهور النوعي يمكن تحسنه إذا ما عولجت أثاره وأزيلت أسبابه أما التدهور الدائم فهو الذي يصعب علاجه وقد يستعصى إزالة أسبابه وإعادة الأراضي إلي حالتها السابقة .

ومن مظاهر التدهور في الأراضي الزراعية المصرية ارتفاع مستوي الماء الأرضي ، انخفاض نفاذة التربة لمياه الري ، كشف الطبقة المندمجة ، انخفاض الأعداد الطبيعية لكائنات التربة وتدهور بنائها وبطء الاستجابة للمدخلات الزراعية .

وبالرغم من ارتفاع الإنتاجية الفدانية لمعظم المحاصيل الزراعية في السنوات الأخيرة فإن ذلك لا يرجع إلي زيادة الخصوبة أو للتحسينات الأرضية وإنما لعوامل أخري أهمها التغيرات التنظيمية والتكنولوجية سواء كيماوية أو حيوية أو ميكانيكية ، حيث تشير التقارير إلي تدهور ما لا يقل عن 50% من الأراضي الزراعية المصرية متأثرة بالملوحة والقلوية .

ويمكن حصر أهم العوامل المسئولة عن انخفاض وتدهور الجدارة الإنتاجية للأراضي الزراعية المصرية فيما يلي :

& الإسراف في استخدام مياه الري : تتبع معظم الأراضي الزراعية المصرية نظام الري بالغمر مما يؤدي إلي أن معظم الزراعيين يسرفون في استخدام المياه وهو ما ينعكس أثره بالسلب علي الأراضي الزراعية ، حيث يؤدي هذا الاصرف إلي عجز شبكة الصرف عن تخليص التربة من المياه الزائدة وهو ما يؤدي إلي ارتفاع مستوي الماء الأرضي وهو الأمر الذي يؤثر سلبيًا علي نمو المجموع الجذري وتهوية التربة ودرجة حرارة التربة وأيضا علي الاستفادة من العناصر الغذائية ، بالإضافة إلي نسبة زيادة إصابة الزروع بالأمراض وارتفاع ملوحة التربة وانخفاض كفاءتها الإنتاجية .

& ضعف كفاءة شبكة الصرف : حيث تعاني بعض المناطق الشمالية منخفضة المنسوب والقريبة من المسطحات المائية والمناطق المجاورة للترع مرتفعة المنسوب من عدم كفاءة شبكات الصرف مما ينتج عنه ارتفاع منسوب الماء الأرضي وظهور الأملاح في بالتربة ، وبالتالي تدهور خصوبة التربة وانخفاض مستوي إنتاجيتها المتمثل في انخفاض الغلة الفدانية .

& تلوث التربة الزراعية : يتزايد تلوث التربة الزراعية في مصر بصفة مستمرة من عدة مصادر هي :

q التلوث بالمبيدات : حيث استخدمت المبيدات الكيمائية بكثافة في مكافحة الآفات والأمراض مما أدي إلي تلوث التربة الزراعية خاصة الأراضي القديمة وكانت نتيجة ذلك احتواء جميع النباتات سواء محاصيل الحقل أو الخضر أو الفاكهة أو النباتات الطبية علي بقايا هذه المبيدات بنسب مختلفة.

  ويؤدي وجود مخلفات المبيدات في التربة إلي حدوث ظواهر غير مرغوبة في النباتات المزروعة مثل قلة إنبات البذور وضعف النمو والذبول وفقد المادة الخضراء والتقزم وتغير الطعم ، كما أدي استهلاك هذه النباتات إلي انتقال بقايا المبيدات إلي الإنسان والحيوان .

q الأسمدة الكيماوية : حيث تتسم مصر بكثرة استخدام الأسمدة الكيماوية بأنواعها المختلفة ، وإذا ما قورن متوسط استخدام مصر للأسمدة بالمتوسط العام لما تستخدمه دول العالم بالنسبة للوحدة الأرضية نجد أن مصر تستخدم كميات من الأسمدة الكيمائية تساوي حوالي عشر مرات متوسط ما تستخدمه دول العالم وثماني مرات ما تستهلكه الوحدة الأرضية بالولايات المتحدة الأمريكية .

وبالرغم من الأهمية الكبيرة للأسمدة في زيادة الإنتاج الزراعي خاصة بعد بناء السد العالي وانخفاض محتوي التربة من العناصر الغذائية ، فان تراكم الأسمدة قد أدي إلي تلوث كل من التربة والماء الأرضي وارتفاع محتواه النتروجيني .

q التلوث من مياه الري : تتلوث مياه الري بما يلقي في المجاري من مخلفات ونفايات المصانع بما تحمله من العناصر الثقيلة والمواد السامة ، وبمياه الصرف الحقلي بما تحتويه من بقايا الأسمدة والمبيدات ، وبمياه الصرف الصحي ، وبالنفايات الحيوانية المختلفة ، وكذلك باستخدام المبيدات في مقاومة الحشائش المائية . ويؤدي استخدام هذه المياه في عملية الري إلي تراكم هذه الملوثات في التربة وانتقالها بالتالي إلي النباتات ثم إلي الإنسان والحيوان عند استهلاكها .

& تحول الأراضي الزراعية لاستخدامات غير زراعية : تتعرض معظم الأراضي الزراعية في مصر للتعديات بالتبوير والتجريف والبناء عليها مما ينجم عنه تأكل الأرض الزراعية . وهناك مجموعة أخري من الأسباب المسئولة عن تدهور الأراضي الزراعية المصرية منها ما يرجع إلي عدم العناية بالخدمة من حيث استمرار الحرث علي عمق واحد أو الحرث عندما تكون رطوبة التربة مرتفعة والتسوية غير الكافية مما لا يؤدي إلي سوء انتشار مياه الري وعدم إضافة الأسمدة العضوية فضلا عن تبوير الأرض لمدة طويلة مما يؤدي إلي ارتفاع الأملاح في الطبقة السطحية ، وأيضا الإسراف في استخدام الأسمدة الكيماوية ، وعدم توافر مياه الري ذات المواصفات المقبولة أو لسوء الصرف الحقلي إما لعدم وجود المصارف أو لانخفاض كفاءتها التصميمية أو التنفيذية أو لعدم صيانتها .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة

الاقتصاد للجميع

AgricEconomic
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,411

من أكون؟

د. محمد إبراهيم محمد الشهاوي
أستاذ الاقتصاد الزراعي المساعد
كلية الزراعة سابا باشا - جامعة الاسكندرية
موبايل:  01009791305 (002)
عمل : 646 31 58 (03) 002 – 605 30 58 (03)
فاكس : 008 32 58 (03) 002
البريد الالكتروني: [email protected]

Website: www.kanana.com/elshahawy2013

http://kenanaonline.com/AgricEconomic