على حافة الطريق
على حافة الطريق
أرتشف قهوتي الفاحمة.
أرقب وجوها شاحبة.
غلفها اليأس والحرمان.
كساها الهم والدخان.
تقتل الموت فراغا...
تنتظره قبل الأوان.
حناجرهم تقذف كلمات...
تختلط بالجدران.
أصوات...
وأصوات...
وأصوات ليست مفهومة.
هي لغز للغرباء.
هي أصوات صادقة
نابعة من الأعماق.
تبكي الحياة...
في غياب الأمل المفقود.
في حضور الأفق المسدود.
رؤيتها للأشياء لا تتجاوز البسيط.
تعد الساعات...
تلو الساعات.
في انتظار الفرج القريب.
في انتظار الوعد البعيد.
تلك الوجوه اختلطت أزمانها.
تخططت وجوهها بالتجاعيد.
لم تعش يوما
وكل يوم تضرب موعدا مع البؤس...
في غياب اليوم السعيد.
حياتها معلقة بين كذبة وكذبة.
تتقاذفها من حين إلى حين.
في صمت الإنسانية...
وقهر اليوم الحزين.
أبدانها تآكلت.
هزلت من شدة الإهمال
من قسوة الآمال
من قهر الإنهاك...
ومن عرق الجبين.
لم تتنفس أنفاسا هانئة.
ولو ساعة...
ولو ومضة...
تعبت حتى الجمود.
تركت حياتها للزمن لعبة...
صدفة...
للقدر المنشود.
للأمل المفقود.
توعدتها الأيام تحت رحمة التهديد.
هي لا تطلب شيئا...
سوى معانقة أمل الحياة.
لتعيش الحياة.
وترمي بذاك القناع...
وترتدي زي الحياة.
لساعة...
أو بضع ساعات.
بقلمي ذ.
عبدالرحيم المعيتيق.
المغرب.