من جديد يتجدد اللقاء معكم اصدقائي الأعزاء لنبحر الى علم الادب والشعر في أمسية شيقة طالما انتظرناها ببالغ الصبر.. حيث تتناغم انغام ايلول وتقلبات الحياة بكل ضجيجها المتراكم لتبدد فينا حلم اليقضه الطويل.. فمن قسوة الحياة والمها تعلمنا ان الادب ليس مخدة من ريش العصافير وان الحرف هو ضماد لجراحنا التي مازالت تنزفُ أنيناً.. تعلمت ان كل كلمة يكتبها شاعر او كاتب هي لافته تحدي بوجه العصر وان الكتابة هي احداث خلخله في نظام الأشياء وترتيبها وهي ايضا كسر قشرة الكون وتفتيتها.. ولان الاشيء المكسور دائما يدافع عن نفسه بصراخ والضوضاء تصبح الكتابة ولا سيمى في البلدان المتخلفة والتي تنام تحت لحاف الخرافة والتقاليد انها نوع من االاستهجان الايدلوجي الأدبي. اليوم على ربوع صفوة الشعراء العرب كان هناك ينتظرنا لقاء شيق وممتع مع احد شاعراتنا العربيات المعاصرات من المغرب العربي وهي اليوم تقيم في المهجر بعيدة عن وطنها الام المغرب حيث الحنين يمتزج مع الإبداع لتنبثق ايقونة الحياة فكان ولادة هذا اللقاء مع الشاعرة ورئيسة مجلس ادارة مجلة صفوة الشعراء العرب الاستاذ الاخت ( ايمان احمد اشقار) وباشراف الاستاذ المتألق ابو سلام البصري.. حيث حدثتنا شاعرتنا عن مسيرتها الادبية والشعرية على مدى هذه السنين العجاف فكان لنا سؤالنا الاول..
* نبذة تعريفية عن الحياة الشخصية والدراسية والادبية والشعرية.. وكيف بدأ قطار العمر معكم..؟
- ايمان اشقار مغربية المولد والمنشأ حاصلة على الماستر في علم الاجتماع تخصص التوعية المدنية والتربية على المواطنة ،حاصلة على دبلوم في الاعلاميات ؛ماستر من جامعة أمريكية في إدارة الاعمال والتسويق الإلكتروني والان احضر الماستر في المقاولات الالكترونية،
من الطفولة كان عندي ميل كبير لقراءة القصص كاي طفلة حتى انني لم أكن احب اللعب بالدمى مثل كل البنات في سن الطفولة كنت اطلب من امي الله يرحمها بدل اللعب اريد قصص حتى مصروفي كنت ادخره للشراء القصص ، وكنت شاطرة في الدراسة استوعب بسرعة لكن أفضل مادة عندي هي التعبير والإنشاء وكانت فرحتي لا توصف عندما كان الأساتذة يقرأون على بقية التلاميذ ماكتبت ،وصلت مرحلة الإعدادي زاد عشقي للقراءة وبدل القصص أصبحت كتب أدبية مثل المنفلوطي جبران خليل جبران مي زيادة واول كتاب كان هذية من مدرسة اللغة العربية كان عباقرة الأدب الخمسة وكان ما اكتب في مادة الانشاء يعلق على المجلة الحائطية في المدرسة وهذا زاد من تشجيعي لكن بعد ذلك تغيرت الأوضاع أصبح اهتمامي بكتب علم الاجتماع والتخصصات التي درستها وانفصلت عن الكتابة والآداب بصفة عمة وبعدها أتيت للحياة في هولندا وكان شبه انقطاع عن اللغة العربية لغاية ما تم القدر وتعرفت على الاستاذ حامد الغريب وهو شجعني للعودة إلى الكتابة واسسنا هذه المجلة هنا ولد قلمي من جديد ونشأ وترعرع في ارجاء الصفوة.
* ما هي ابرز الانجازات الشعرية التي حققتموها على مدى هذه السنين..؟ وهل لدىكم مطبوعات شعرية ومشاركات في مهرجانات ادبية على الصعيد العربي..؟ وكيف تنظرون اليوم الى الساحة الادبية في الوطن العربي..؟
- أبرز إنجاز لي انني عدت إلى حضن اللغة وعادت الحياة إلى قلمي واكبر إنجاز ان الكتابة كانت جسرا للحياة وكانت متنفس ودواء من ثلاثية الغربة والمرض والموت ،قلمي ولد من جديد والحمد لله أصبح لي اسم في هذا المجال وقريبا اول اصدار لي سيرى النور ، بالنسبة للوطن للوطن العربي لم اشارك لغاية الان ،لكن مشاركات في مهرجان ميزابوتيميا الذي يقام بمدينة لاهاي في كل سنة وفي آخر الشهر ساشارك في معرض للكتاب بالسويد وبعده في هولندا ،وبعدها بلغاريا لازالت مشاركاتي محدودة في أوروبا لغاية الآن ،لكن قد اشارك في معرض الشارقة في نونبر على حسب التوقيت هل سيناسب ظروفي العائلية ،بصفتي وكيلة لدار نشر عربية باوروبا اغلب مشاركاتي باوروبا،الحمد لله الساحة الادبية زاخرة بأقلام مشرفة في أصناف الأدب والنقد والترجمة حتى إقامة المعارض والملتقيات والمهرجانات في الدول العربية تقريبا كل شهر في معرض الان في معرض بعمان بالأردن الشقيق في حركة ثقافية رائعة وحتى في أوروبا في ملتقيات لفرض هويتنا ولغتنا وثقافتنا هنا المجهود مضاعف.
* اليوم نحن نمر بزمن التغيرات في كل شيء.. هل اثرت هذه التغيرات على نفسية الاديب والشاعر والعربي برأيك..؟ وهل المؤسسات الثقافية احتضنت الاديب او الشاعر العربي اليوم ام وضعته في رفوف النسيان..؟
- كل مايحدث لا يمر مرور الكرام له تأثير في نفسية الاديب والشاعر فهو مرآة عاكسه لما يحدث على جميع الاصعدة ،سواء الأوضاع الاجتماعية أو السياسية أو الاوبئة ، وكل هذا يتبلور ويخرج سواء نص أو قصيدة ، لفترة طويلة اعيش في الغرب أكثر من 16 سنة ،لا اعرف بالضبط الى اي مستوى وصلت المؤسسات الثقافية أرى أن في تقدم لكن هل تحتضن الكل ،لازم الجواب من ممن يعيشون الوضع ،لكن اريد ان اتطرق لموضوع بما اني اعيش بالغرب اتمنى لو كل سفارة عربية ،تفتح ملحق ثقافي اتمنى من كل قلبي ، هنا فقط اجتهادات شخصية ناس تنضم مهرجانات ومعارض ،ليس هناك مساعدات من اي ملحق ثقافي عربي هذا يساعدنا ويساعد الجيل الصاعد من أبناءنا من أجل المحافظة على الهوية والثقافة العربية باوروبا.
* ما جدوى هذا الابداع الشعري وما علاقته بالواقع الذي نعيشه..؟ وهل يحتاج الانسان الى الكتابات لكي يخفف عن كاهله الم ومرارة الحياة..؟ ما المسافة بينكِ و بين القصيدة وماذا قدم لكِ الشعر و ماذا قدمتِ له.. ؟
- الشعراء نوعان في رأيي المتواضع .. الأول يكتب عن مايعيشه في واقعه .. الثاني يهرب من واقعه إلى عالم من صنع خياله.. الكتابة قد لا تغير من الأوضاع شيء لكن تبقى متنفس للتعبير حتى لا يخنقنا الواقع.. بالنسبة لي القصيدة صلة وصل بيني وبين العالم بفضلها أصبح لي أصدقاء من كل العالم منهم من تشرفت بمقابلتهم شخصيا وأسماء كبيرة في عالم الكتابة وفي منهم أصدقاء الروح على مواقع التواصل الاجتماعي ،بالنسبة لي الكتابة المتنفس الوحيد ، عودتي لحضن اللغة وإنشاء الصفوة لها فارق كبير في حياتي بفضلها تجاوزت ظروف قاسية وكانت طبيبتي النفسية هي من نصحتني بالعودة للكتابة ، هنا كانت ولادتي وكان جسر للعودة للحياة بما في الكلمة من معنى ، هنا عالمي الجميل ومدينتي الفاضلة هنا عالمي الوردي ، هنا لا أشعر بالغربة ولا بالوحدة فالكاتب لا يستمتع فقط بما يكتب ،بل يستمتع كذلك بما يكتب من اقلام الصفوة من كل البلدان العربية ،مهما قدمت لايتساوى مع ماقدمت لي الكتابة لأنها قدمت لي الحياة .
* الشاعر له طقوسه الشعرية يتحتم عليه عدم تعكير صفوة مناجاته.. وهل لنا بمعرفة تلك الأجواء..؟ واين نجد مجلة صفوة الشعراء العرب اليوم بين المجموعات على صفحات التواصل الاجتماعي..؟ وماذا قدمت لك الغربة وانت بعيدة عن الوطن..؟
- فعلا لكل شاعر طقوسه انا شخصيا اعشق سكون الليل للقراءة والكتابة ،لكن يضل الكاتب لا يعرف متى يأتيه الإلهام فأنا شخصيا احيانا اكون في المطبخ تأتيني فكرة قصيدة مباشرة ابحث عن ورقة وقلم ، احيانا اصحى من النوم وفي بالي فكرة احيانا في عز الخصام اسكت وامسك ورقة وقلم ،لكن يضل سكون الليل والوحدة هو عالمي المفضل للقراءة والكتابة.. مجلة الصفوة على مر هذه السنوات مررنا بتحديات ، ونجاحات والحمد لله معنا اقلام لا يعلى عليها وافتخر بتواجدهم معنا سواء شعراء نقاد كتاب هم الصفوة ولهم أسس هذا الصرح وفي مشاريع مستقبلية رائعة لتكون فعلا صفوة الشعراء العرب على أرض الواقع ،مواقع التواصل الاجتماعي، هي الوسيلة التي تسهل علينا التواصل مع الكم الهائل من الاقلام سواء من الوطن العربي أو من أوروبا لولا وسائل التواصل الاجتماعي ، كيف كنا سنتعرف على بعض العالم أصبح قرية صغيرة ،وهذه المجلات أعطت الفرصة للعديد من الاقلام ان ترى النور ،المجلات كثيرة لكي تتميز ،لا بد من ابتكار أساليب جديدة ،العالم في تطور مستمر،والمحافظة على الجودة ، بما ينشر ، فنحن بالاقلام الرائعة التي معنا نرتقي هم سر النجاح ،وكذلك الحرص وكل الحرص لحفاظ على حقوق النشر، وستكون في اشياء رائعة مستقبلا ، من أجل إنجاح الصفوة ،
* هل النثر هو اسلوب يلجأ اليه الكاتب، لكتابة مايشبه الشعر. ام هو هروب من النظم الموزون..؟ وما مدى تأثير قوة الالقاء على المتلقي في نجاح القصيدة..؟ وهل تجدون اليوم ان المرأة العربية قد حققت ما تصبوا اليه.. اما مازالت تشعر بتعسف المجتمعات الشرقية التي تحاول تهميشها..؟
- الشعر العمودي المقفى والموزون هو أصل الشعر العربي؛والقصيده النثرية الشعر الحديث في العالم العربي:
عرفت خريطة العالم العربي ظروفا جديدة بدءا من نهاية الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى خراب رهيب للعالم والإنسانية وزعزعت كل القيم والمعتقدات، إلى تلك المخططات الاستدمارية التي وقع في شباكها، وأمام توالي النكبات بدأ الإنسان العربي يسعى إلى نفض غبار الهزائم وإعلان الثورات ضد الاستعمار وضد الأوضاع المتخلفة.
أمام هذه التغيرات كان لابد من إعادة النظر في أشكال وأساليب التعبير الأدبية، غير أن إعادة النظر هذه لم تكن استكمالا أو استمرارا للتراث وإنما كانت ثورة جذرية رفعت راية الجديد في وجه القديم وانطلقت في سماء الإبداع تحت شعار الحداثة يقول ناجي علوش في مقدمة ديوان السياب " إن انهيار المجتمع العربي التقليدي لم يكن انهيارا فحسب، ذلك أن قيم هذا المجتمع المتخلف أخذت تنهار أيضا أمام الحركة النامية في أحشائه. تحت تأثير عوامل داخلية وخارجية وكانت هذه الحركة من العمق إلى درجة لم يستطع معها الشعر العربي- وهو الذي لم يستطع التجديد الجذري أن يقتحمه منذ الجاهلية- أن يبقى حيث أراد له الخليل بن أحمد. لقد بلغت الهزة الشعر العربي، فعاد إلى مكانه من حركة التطور، وبدأ يتفاعل معها، لتبدأ تجربـة " الشعر الحـر ".
بالنسبة للالقاء فهو يزيد من جمالية لحن القصيدة لهذا يجب أن يكون متمكن من مخارج الحروف وادواته الفنية
لقد عانى الأدب النسوي على مر العصور من القمع من قبل المؤسسة الادبية الذكورية، قد لا يسعفنا المقام لتقصي كافة هذه الممارسات الموغلة في القدم، إلاٌ أن المنعطف الأكثر أهمية و الذي يعتبر بداية مسار تقهقر الثقافة النسوية عموما كان إغتيال العالمة الفلكية و الأديبة هيباتيا في القرن الرابع ميلادي 370م بإيعاز من رئيس أساقفة الاسكندرية المدعو سيريل الذي حرض بعض الرعاع على سحلها و سلخها حية و إحراق مؤلفاتها، و بتقصّينا لمسيرة الأدب العربي منذ العصر الجاهلي و حتي اليوم وجدنا أن النقاد لم ينصفوا المرأة منذ بواكير إنتاجها، فقد أهمل الرواة و جامعوا المختارات الشعرية الشعر النسائي و لم يهتم بشعر المرأة إلا قلة قليلة من المؤلفين مثل الأصفهاني في كتاب الأغاني، كما أن جل ما وصلنا من شعرها كان رثاءا، و حسب دراسة الدكتوره يمنى العيد 2004 بلغ عدد الشاعرات من الخنساء و حتى ولادة بنت المستكفي 242 شاعرة فقط ! لكن انا ارى ان المرأة بدأت تشكيل هويتها الثقافية بصفة عامة والنهوض من تحت انقاض التهميش.
* هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على خصوصياته السرية والحميمة.. ؟ وهل يستطيع المبدع الحق إعادة تخيل الواقع المرفوض ، وهدمه وترميم بناء عالم جديد على مستوى النص الأدبي ، بعيدا عن القهر الإطارئ والسائد؟
- القصيدة هي محراب الشاعر فبقدر ما يورق الكلام في مدائن البوح، يحيي النفوس والآمال، ويفتح الطريق نحو بلاغة التعايش والتسامح، وبقدر ما يؤثث حضوره منابر الفن والثقافة، يعلي من شأن الوجدان نحو ترسيخ قيم المحبة والجمال والتلاقح... الشعر نتاج إنساني ذاتي صرف، ينطلق في سفره من المناطق الجوانية، بغية تسجيل تلك التفاصيل الثاوية في عمق الذات الشاعرة، في استبطان سيكولوجي ملهم لليومي الضغط، والترقب القاتل، والحلم اللاقط... وفي استحضارِ لكل الإمكانيات التعبيرية في ترجمة لمشاعر القلق والغضب، في الحب والانتماء، كما في الدفاع عن القيم والسخاء... وفي استلهام الأدوات الفنية والأسلوبية، معززة بقاموس لغوي وثقافة معرفية وطروحات اجتماعية وفلسفية، تعتمد فيها الذات على مخزونها الإبداعي والإنساني في تصريف مشاعرها ورؤاها، وإلمام على امتزاج كل ذلك في قوة التعالق بين لفظ وآخر، وجملة وأخرى.. فالشعر طاقة يولدها الشاعر أو الشاعرة عبر تجربة خاصة وملهمة تحقق الخبرة، وتسند العقل. فالشعرية لها قوانينها، وإن كانت خيالاً خصباً، تشترط فيها المعرفة الذاتية بالحقائق الموضوعية، فلا بد من اختبار الوقائع وتمثلها والتدقيق فيها... كما أنه (الشعر) يتبدى من خلال صوغ لغوي بإبدال جمالي، وإسناد خيالي خاص بالذات الشاعرة، وخالص في بنيته المحاكية لمساره الواقعي بلفظه المألوف المتحورة في صور غير مألوفة تراعي مبدأي المغايرة والتجديد، في تقمص لخصوصية تعزز مصادر الإيحاء والرمز والانزياح... ومن هنا لا يمكن اعتبار توجه الشاعر إلى معنى مسبق سعي ضمني، كما أنه لا يتوجه إلى غرض يسعى إلى التعبير عنه، ولكن يكون توجهه في إثارة اللغة لنشاطها الخالق في اكتمال التشكيل الجمالي الذي يوازي رمزياً واقعه النفسي والفكري والاجتماعي... فالشعر يظل في المقام الأول رؤيةً ذاتية لحركة الوجود نفسه في خالص تمظهراته الواقعية والخيالية، وآليةً تنطلق من نفي للواقع المألوف، إلى إثبات واقع غير مألوف، والعكس صحيح، الشعر أسلوب حياة بزخمها وتفاصيلها... رسالة محبة وحضارة... انتماء لمعسكر الحلم والسلم والتسامح، يعبد الطريق نحو الاكتمال، ويتدثر بوشاح البساطة والتواضع. وبذلك يكون الشعر عبارة عن رؤيا في الحياة وأسلوباً في التعاطي الإيجابي مع واقع عيشنا المشترك، ومساهمة في بناء لبنات المرفق العام، يختزل خبرات روحية، أو سيكولوجية، أو وجودية مكتنزة في البنيات والأنساق المخاتلة للنصوص الكتابية الإبداعية.
في النهاية، الشعر مغامرة لاستشراف المختلف، ومناكفة على وجوه النمطية والمألوف الآمن، وممهور بسؤال الرفض والتمرد، مشغوف برفع اللاءات الغاضبة ليظل قبلة الثائرين في لغة الانزياح، وملجأ الهامشيين حين تفتح أمامهم منافذ المجاز، وصرخة المقهورين على كل مظاهر الانتهاك والتعفن.
هو مواجهة حامية أمام آليات الخضوع والاحتواء، وإحياء للموارد، وإنماء للطاقات الإيجابية، وانفتاح على انشغالات الذات والإنسان، واستشراف للزمن الثقافي والمعرفي في أبعاده السياسية والسوسيولوجية والميثولوجية، ومهماته لا تنحصر في ضبط إيقاع أو وزن، أو توصيل فكرة محورية فقط، بل في تكوين ثقافي يخص المجتمع عموماً، بما في ذلك ثقافة الناس العاديين. فعندما يفقد الإنسان ذاته وقيمه تحضنه اللغة الشعرية في الترويج عن انتظاراته وتقوية عناصر مناعته وبناء شخصيته من داخل منظومة التلاؤم والتواصل والاستمرار.
* ما رأيك في تجريد الشعر من أي مضمون، وقطع علاقته مع الخارج ومع المتلقي.. ؟وهل تسلل الشعر إلى النص السردي، وصار جزءاً من مكوناته هل تؤيدين هذه الظاهرة..؟ وهل كتابة النص في الشعر النثري هو هروب الشاعر من المستلزمات الشعر العمودي ، ام هو مدرسة بحد ذاتها..؟
- على الشاعر او الشاعرة أن يختار لنصوصه المواضيع الراقية و العواطف السامية و الأسلوب المتميز وأن تكون لغة الشعر لغة ذات احساس مختارة و منتجة... و أن يكون أدبه واقعيا ورأيه سالما و أن يساعد الناس أن يكونوا أحسن مما هم عليه... الشاعر إنسان مثقف... و الثقافة تخدم
المجتمع...فيجب على على الشاعر ان يتميز بأناقة في السرد..وتوهج في الشعر يمجز بين الدقة في المعنى.والإجادة في العبارة... يختار المتحول في اللغة ليجسد تشويقا في السرد... ويعبر عن دفق الدواخل... رشيق ومخيلة محلقة في أجواء قصيدة في هيئة قصة من حيث حركية التعبير. وانسيابية الخيال.وتداخل الأبعاد. قصة على شكل قصيدة نسوغها تتأتى من حضور الذات في شبوبها.وبروز الٱخر في اتقاده. الدكتور الطيب الوزاني يملك قلما مستدام الجمال أينما انساب حبره.وأنى تجلت ٱياته الإبداعية... اما القصيدة النثرية فهي : لوحة سريالية فسيفسائية تجعلك تفتش فيها عن نقطة غامضة ، وهنا تبدأ عملية التفكيك والتركيب ضمن أنساق الفهم الصحيح .. ولاننسى أنها قصيدة العصر.
* هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب.. ؟ ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل.. وهل العزلة قيد أم حرية..؟
- المثقف الحقيقي هو من له اثر ايجابي في تغيير المجتمع
و دور في القضاء على سلبياته ..وليس من يتكلم الفصحى و يحفظ مواليد العلماء !! أغلب المثقفين ظلّوا خارج العصر...
الكثير من المتعلمين والذين قرؤوا الكثير من الكتب، والذين يُعَدّون، بنظر العامة، من المثقفين، لم تتمكَّن كل هذه الكتب من تغيير بنيتهم الذهنية ولو قيد شعر، فظلّوا خارج العصر بأفكارهم وسلوكهم، وآرائهم وحوارهم، إن دور المثقَّف يحب أن يكون دوره مهم في المجتمع فهو النور الذي يضيء الطريق للأجيال، وهو المحرك والمحرّض للأفضل... كذلك له الدور الأكبر في التنوير وقيادة المسيرة الجماهيرية بوعي وضمير وإخلاص...حتى لا يكون مغرد خارج السرب
احيانا العزلة أفضل من التعامل مع مجتمع جاهل ليس هناك عزلة مع الكتاب ووسائل التواصل الاجتماعي لمن أراد الاستفاد طبعا لأنها نعمة في طيها نقمة.
* في نهاية هذا اللقاء الشيق والمنتع ماذا تحب ان تظيف شاعرتنا العزيزة على مدى هذا التجربة الطويلة الحافلة بالابداع الشعري والادبي ..؟ وماذا تحب ان تظيف لاعضاء هذا الصرح الأدبي الجميل..؟
- الإجابة ستكن نص شعري بقلمي المتواضع ارجو ان ينال رضاكم اصدقائي الأعزاء....
((لحن الصباح))
لنصغى لعزف الانامل
مع نغمات الامل
فقد ادركت
ان الحياة
لاتعطيك كثيرا
بقدر ماتعطيها انت
دلل نفسك
بكثير من الكتابة
وأكثر بالتحليق
مع النسمات
الرقيقة
فكل يوم لك موعد
مع همسات خيوط الشمس
المدهشة
فهي نوى الحياة
تمشيك على سطح القمر
مع نجوم السماء
وتقطف ثمار الروح
من زمن
ذهب ولم يعد
ستبدو أيامك
مزدهرة
بأفنان طربية
مبدعة على انغام
حبق الطيور وزفرة
بلبل يشدو بصوت
طروب. .
ستبدوا جميلا
لما ابدته لك الايام
وسترسم بريشة
على صوت موج.البحر
على رمل الحب
بأنك ستبدو جميلا
لا بل أجمل. .
وفي نهاية هذا اللقاء الشيق والممتع تقدم بالشكر الجزيل لاعلامينا المثابر والمبدع الكاتب واعلامي وائل الحسني على رونقة اسالته الجميلة والرائعة.. واحب ان اشكر جميع أعضاء مجلة صفوة الشعراء العرب والشكر موصول الى أعضاء الهيئة الادارية في هذا الصرح الأدبي الجميل فنحن بكم ومعكم نرتقي إلى الإبداع والتميز ومن الله التوفيق.