اشكوك هجري
…
الساكنون ديـار القلب قد رحلــوا
قد خرّبوا خافقي.. يابئس ما فعلوا
يستنزف القلب ما يبقي عصارتهُ
وفاض دمعاً بما ابكت بهِ المُقــلُ
قد بان منّي الذي في القلب استرهُ
يستنطقون عيوني كلما سالوا
ماتورق الشمس في عينيَّ سنبلةً
صاب الزهور على أغصانها ذبــلُ
فأشتهي ثغرك المخمور يسكرني
كم أسكرتني على تلك الشفا قُبـــلُ
كل القلوب فقد تصحوا إذا سكرت
كأنّ في خافقي من خمرها ثـمـلُ
قد ضعت بين سرابٍ ما إرتوى عطشي
قد تهت بين ضياعٍ ماله امـلُ
انا الصبور على همٍّ نكابدهُ
ما صار مثلي- ولا (ايوب) يحتمـلُ
هذا الفراق بما صابت حواسدنا
ياليت عين التي صابت بها حـولُ
حتى اخيط جروحي ثمَّ تنفتقُ
هذا عذولي بكبر الجرح يحتـفلُ
شدّوا يلفّـون ما ضاق في عنقي
وما تكفّـوا بما في عقلها قفلــوا
يظلُّ يشكو عذاب الحبِّ صاحبه
فمن أحبَّ- فلا في راسهِ عقــلُ
امشي وراء سرابٍ حول قاحلتي
ما صاب رجلي فمن جذّ الخُـطى كـلــلُ
لولا تانق عينيك التي انسحرت
بها حروفي التي ما عافها الغزلُ
لولا الذي فيّ من حبّ اليك لما
قد بان راسي بهذا الشيب يشتعـلُ
محمد التركي.. من الديوان( اعرض عليك جراحي)