جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قراءة نقدية إنطباعية في مجموعة غزل عذراء للشاعر المبدع الدكتور علي أبو رفيع بقلم / سما سامي بغدادي
.................................... .................
كان لي شرف القراءة الاولى لمجموعة الدكتور علي أبو رفيع وباكورة أعمالهِ حين تصفحت هذا الكم الفكري الذي يستوطن الداخل بمعاني الجمال أدركت إني أمام شخصية كتابية واعدة واسعة الفكر عالية المضمون ، تستقي من طيوف المعاني أترفها وأنقاها ، وترتقي معراج النور ، عبر أبجدية مجددة للشعر العربي الاصيل وفق رؤية نثرية جديدة ، وارفة العطاء وسابرة في استنطاق المفردة . وإماطة اللثام عن الرؤيا المخيالة في المفاهيم الصورية و وضعها على طاولة إستنطاق المعنى بحذاقة عارفة في الولوج الى روح القارئ والتعايش بمكنونات غاياته . ووجدتني وسط أهزوجة من المعاني المتجددة والرصينة ، تنثني بأسلوب شجي يتوهج بصور شعرية مميزة وماتعة ، وإنسيابة أخاذة للمعنى ، لخدمة الافكار المطروحة في هذهِ المجموعة الشعرية التي تعج بالثراء اللغوي والفكري والروحي ، مفردات المجموعة تتبع قاموس لغوي ثري يتفرد به الشاعر دون غيره ، ويعود الى شخصية كتابية فذه فريدة من نوعها ، لها خبرة وباع طويل في مضمار النصوص الادبية وتربت في كنف اللغة العربية المقدسة ، تحمل فكر خاص يحمل من الاصالة الكثير ، ويتغنى بأمجاد الأصول العربية ، ويعيد ذلك السمو والترفع للغة المقدسة التي ، تناولت بمفرداتها ونصوصها ، أجل وأسمى المعاني ، أالانغام التي يتبعها الشاعر في لغة المجموعة عبر أنغام شجية تمتع القارئ يتيع فيها القافية المفتوحة أحياًنا والانسابية في إختيار رنين الكلمة الهادئ أحياً ، والشامخ المترفع أحياناً أخرى ، مواضيع المجموعة مواضيع متعددة وبديعة وملونة تتناول أفكار كثيرة وتقف عند معاني جليلة ، وترتوي من ذلك النبع الروحي الجليل ، والتي ترتقي بمعاني الشخصية الكتابية نحو التفرد والابداع والنورانية والجلال ، فلغة الشاعر لغة مميزة فريدة تحمل روحانية عالية وتستقي مفرداتها من لغة روحية مرتبطة بمعاني االذات الالهية والجمال الروحي والاخلاقي والارتقاء المعنوي ، حيث ينتقي الشاعر المفردة كصائغ وجواهرجي بعناية فائقة ، تخدم الصور الشعرية التي تتفرد بها الافكار المنتقاة بالمجموعة ، عنوان المجموعة
( غزل عذراء ) عنوان حنون ومميز ، يدخل السرور الى الخاطر ، كنديف الندى فوق منابت الزهر ، يشرق بالذاكرة برؤى شفافة حنونه كوقفة ليستقرئ الشعور ماغاب عنه من جمال المعاني النقية البتول التي تتفرد بها أنثى سكنت روح الشاعر بصفاتها النقية الصافية ، وعُدت أيقونه من أيقونات الجمال الكوني التي يتغنى بها الشاعر في نصوصه الغزيرة والمتنوعه وقيمة وجدانية عليا ينهل منها الشاعر أترف الرؤى التي تخلد في الذاكرة ، ويشتل معها في الروح أملاً جديدا بتلك الترانيم الدافئة التي تبدد ظلامية الواقع ، وشُح الاوقات لمعاني الفرح والامل والعودة الى الذات الانسانية النقية بعيداً عن دنس الواقع ،
نصوص شفافة عكف فيها الشاعر المبدع الی إستمالة الحرف كي يُشرق في شذرات وصور ملونة تنقل لك صور شعرية مستنيرة مختلفة تعطي إيحاء أصولي رصين ، ويرسم للمشاعر والامكان والأحداث مشيداً وجدانياً منفرد المعاني . عزم فيه الشاعر الی رسم مسار إنطلاق روح أدركت ذاتها في مرآة كونية مشعة ، نصوص مجموعة غزل عذراء ، تحمل مجموعة محتشدة من الرؤی المتفتحه بالنور الالهي القدسي ، بقاموس لغوي مميز إستمد جذوره وأصولهِ من وعي عالي مستنير ، بالرغم من ذاتية بعض النصوص وإختيار المواضيع التي تستهوي القارئ البسيط ، إلاةان الشاعر نجح في ان يفتح أفق القارئ كي تكون الكلمة معراجاً يرتقي به المتلقي كي يسمو بذلك الخلق الرفيع ، والفكر الأصولي النابع من شخصية كتابة تربت في كنف بدوي أصيل يترنم بالاخلاق العربية الأصيلة ، ويعبر عنها الشاعر في شعره كجزء من أخلاقية يتقدم بها للمجتمع ليعيد له سموه الاخلاقي والانساني الرفيع ، ويحثه كي يستعيد ذاته المنهوبة والمسحوقة وسط الصراعات ، لاتخلو المجموعة من أشعار حميمة مليئة بالشجن والوجع ، الا ان الشاعر علي أبو رفيع أجاد في توظيف صور شعرية جميلة تضفي روح شفافة علی النص ، مع كناية من الترميز والإيحاء ، مما يعطي فرصة للمتلقي لإكتشاف خبايا مكنونة في النص الشعري ..عبر قفزات شعورية وتوصيفات رقيقة وعميقة ، فتحتشذ الذاكرة بروح خاصة وتجريد شعوري خلاب.
أنسيابية النص كذلك أجاد الشاعر في خلق تلك الانسيابة المرجوة من كتابة نص شعري من حيث توظيف معجم من التوصيفات الجديده ، التي تحمل لغة الاضداد و إنتقاء مفردات تطرح فكرة انسجام الذات مع مفردات الكون ، والتذكير برابط روحي يربط بين كل الخليقة يسمو بالحب، فيشرق النص بمكنون روحي عالي ، ويعلن عن شخصية كتابية مميزه ذات أصول معرفيه متنوعة.المجموعة الشعرية غزل عذراء هي محاكاة للشعور الانساني لمعاني الذات وعودة محمودة لرصانة الفكر في التعبير عن الانسان المعاصر والقفز على أسباب دماره الحقيقي ، في الابتعاد عن العالم المادي والاقتراب من ذلك السمو المعنوي والروحي ، كأنها محاكاة للذات الانسانية للعودة الى الفرح وسط الاحزان التي نعيشها وقليل من الامل وسط الخيبات التي نواجهها و الضجيج الذي نعيشه ، حيث يسمو بالذاكرة الحية للتخيال في رمزية عالية عن معاني الحنين الى الماضي ومحاكاة الذات وعودة إنسجامها مع الفطرة الانسانية السليمة ، كل ذلك تحظى به تلك المجموعة الفريدة الغنية بالمعاني الجليلة والصور الشعرية الملونة والمفردة الجزله ، أتمنى للاستاذ المبدع الدكتور علي أبو رفيع دوام التألق والابداع والف مبارك لهذا النتاج الادبي والفكر الرائع وبالتوفيق والسداد إن شاء الله
الكاتبة : سما سامي بغدادي