وشيءٌ من سردٍ قليل
الطّهاةُ الكَفَرة
فراس حج محمد/ فلسطين
أكرهُ كلّ ألقابي
لا أريد سوى اسمي الثّنائيّ قريباً في الشّفاهِ على الشّفاهْ
أحبّ لو تناديني الصّديقاتُ العزيزاتُ باسمي
ذاك المعرّفِ في شهادة الميلادِ مذ حملتني الجَدّةُ القابلةْ
يُخجلني الأصدقاءُ كثيراً عندما يقفون عليَّ حيرى:
"ماذا يكتبون لوصفي"
أَصْغَر كلّما صار بيني وبيني حاجزٌ لغويٌّ
فأنا احتمالٌ بعدُ لم تشكّلني إلهاتُ الجمالِ على فرس الشّعر
وقعتُ عن القصيدة ألفَ مرّةْ
وبهدلتني القافيةْ
وأغنيةٍ ضاجعتني لترحل دون طفلٍ غنائيٍّ لطيفْ
لم أشربْ إلى الآنَ نخْبَ الطّيّبينَ في الحانةِ القصوى من عُلماء اللّغةْ
طُردت من مَجامعهم عارياَ، أعرجَ، أعمى
وأخرسَ كُنْتْ
وخبّأوا عنّي معاجمهم وغابوا
لم تأخذني الجنّيّات بعدُ إلى طقس العماد الأبويّ
ويدايَ يابستان على جذع النّخيلْ
ما زلتُ أَطْعَمُ من يَدِ الكتب القديمةِ بعضَ أشكالي على المرآة في صحف المدينةْ
لم يعد صكّ هناك في الأدراجِ يمنحني حقّ الدّخول إلى الدّهليز في وحي الكتبْ
أبحث لي منذ عقدين ونيّفْ
عن مقعد شاغر في مسرح الحكماء
مُنعتُ منه مرّتين... ثلاث مرّاتٍ... وأكثرْ
أنا عشبة تنمو على طرف الحقلِ تراود صورة السّروة عن نفسها
يصفعها الظّلُّ
تصفرّ وهي تصغُر دون جدوى
هِيَ السّماء تعرف شغلها لتبول عليها كلّ عامٍ غيمةٌ
فيأخذها الغرور إلى السّماءْ
كلّ ما حولي من المعنى
فائضُ المعنى بلا معنى
فأنا احتمالٌ دون وجهٍ، دون ظلٍّ، دون صوتْ
وأعشابي الّتي نبتت بين أصابعي يأكلها الخرفْ
يُخجلني الضّوءُ كلّما فكّرت أن أنظر في مرآته لأرى
يحدّق بي بعينينِ غريبتينِ
يركلني إلى أقصى نقطة في الكهفْ
كم كذْبةٍ سأعيش حتّى أستقيم على شعاعٍ جانبيّْ
فإن يأخذْني الطّهاةُ إلى المائدةْ
فلا تجعلوا بيني وبين اسمي الثّنائيِّ عوالقَ من طُهاةٍ كفرةْ