فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

authentication required

قصائد أمسية أرض وورد
 

هلْ رأيتَ الله؟

هل رأيتَ اللهَ يوما هل رأيتَ اللهْ؟
هل رأيت اللهَ لما أسمعَ الأشجارَ صوتَ الآهْ
هل رأيت اللهَ لما اللحم مشويُّ الشفاهْ
وتاه عنا في محاجرنا شذاهْ
هل رأيت اللهَ لما أشبع الموتى النداءَ
على عطاءِ الطائراتِ
هناك تستجدي الطغاهْ
هل رأيتَ اللهَ لما هاجت الريحُ الغضوبةُ
في مداهْ؟
هل رأيت اللهَ فيهم
عندما قتلوا بنا أصلَ الحياهْ
هل رأيتَ الله يوما هل رأيتَ اللهْ؟
***
لستَ محتاجا لرأيِ العينِ
وانظر كي ترى ما لا تراهْ
وانظر تراهم في الجبالِ
وفي السهولِ
وفي البقاعِ
وفي الحلوى
وفي السلوى
وفي قُنِّ الدجاجِ
وفي مناشير الجُناةْ
***
لستَ مُحتاجا لكي تقرأْ...
سطورا ههنا أو ههناك
فلست محتاجا لكل أسطولٍ سواكْ
ولست محتاجا لطيرٍ
فَخّ في خيطُ الشباكْ
لست محتاجا سوى للبيتِ
يحمي رأسك المصلوب في الأفكار
من حمم الهلاكْ
واقرأ مَواتكَ جيدا قد تاهَ عنك الآنَ
ما قد تاهْ
فهل رأيت اللهَ يوما
كي تصدّق أنه اللهُ الإلهْ
كنْ ما تشاءْ..
لكن لا تَفَتَّتُ في السّفاهْ
فالله قبل الحربِ..
بعد الحربِ...
عند الحربِ موجودٌ
ووحدك لا تراهْ
فغدوت مسحورا
وتبحث في النجاةِ عن النجاةِ
من الجُناةْ
فلو رأيت الله قبل الحرب
لم تكذب رؤاهْ
ولو رأيت الله عند الحرب
ما عملتْ يداهْ
ولو رأيت الله بعد الحربِ
إذ شعّت ضياه
لكتبتَ إيمان المشاهد واليقينْ
بأنك قد رأيت اللهَ
في الموتى
وفي الغرقى
وفي الأطفالِ
وفي جنود الشاحناتِ
وفي عناق الطائراتِ
وفي جنون البارجاتْ
لا تصدّق غير رؤياكَ
ورؤيا ما تراهْ
فهاتيكم هُمُ الموتى
فصدّقْ ما يقولُ اللهْ
وافتح القلب المكسَّر
كي ترى فيه الإلهْ
فإنك إن لم ترَ اللهَ هُنا
فإنك لا تراهُ ولن تراهْ
أبداً فإنك لا تراهْ...

هي... القصيدةُ

 سأتخد القصيدةَ لي ملاذا أخيراً 

وأحمي النفس من عقدة التحليل المنطقيّ

وأشعل الرأس بالشيب والغار والهدأة الباقية
***
سأتخذ القصيدة موطنا متمرّدا على كل خلية في جسدي
تموت بلا رواء
وأبتلّ بالأحلامِ من جسد الوزن في تفاعيل الخليل العروضية
وأستعدّ للقفزة الآخرة
***
سأتخذ القصيدةَ كوب شايٍ ساخنٍ ذات نهار مغلق
وبلا حنينْ
وأستعير الحضور من شكله الخارجيِّ
ولونه الخمريِّ
وطعمه المرّْ
وأزجّي الوقت نحوي كي أسدّد الرمية الخاملةْ
***
سأتخذ القصيدة شالَ أمي
وهْي تعجنُ وقتها
وهْي تخبزُ في طابونها
حلما قديمْ
وتنتشر البقايا بيننا فتأتي القطة العمياء تستجدي
فتنهرها بما يلوح من الخميرة في العجينْ
***
سأتخذ القصيدة امرأةً
معشوقة
تحنو عليّ بعطرها
بمنامها جنبي
بتسلل الكلمات من وحي غيمتها
فترضعني حليب الاختلافِ
فأصير فارسها الغريقْ
***
سأتخذ القصيدة أرجوانةً
بين الشفاه
فتقضمني بلون الورد
وتحملني سحابة
وأكتفي بقراءتي العجلى
في بيتها المكسور دون أخيلة وأحصنة وبعض صورْ
***
سأتخذ القصيدة حُجّة ومَظَنّة وميسرة وميمنة وقلبْ
وأهربُ من هزيمتي الأخيرة نحوها
وأفتّت ما تبرج من جسدٍ بها
لأشرب نخبها على وجعي الكبيرْ
***
سأتخذ القصيدة صورتي
وأسكنُ في الحنينْ
فالقصيدة كلّ شيء بعدها أو دونها
فهي الملاذ والطهرُ الأخيرْ

إلى الشّعراء

يا روعة التحليق في الأضواءِ

          غنوا الغناء ببكرة ومساءِ

 يكفي لهذا "الفنِ" عطف مقالكمْ

          وبقولكم يحيا بعلو سماءِ 

حييتمُ ما دام عرق نابضُ

          بدم الكرامة ... ثلةَ الأدباءِ 

أنتم جمال الروح والمعنى الذي

          لا يستكنّ بغير سرِّ صفاءِ 

جادت قرائحكم بنور باجسٍ

          جاب النفوس بقربها المتنائي! 

شدوا العزائم في ثبات راسخٍ

          متسنمين الدوح بـ"الإسراءِ" 

القلب والعقل العظيم كلاهما

          من نور فيض الله في أنداءِ 

سعدت بكم لغة المثاني وانتشتْ

          من سيل حرف الشعر في الأرجاءِ 

يا سعد ذاك الحبر لما شادها

          في صفحة الكون الرحيب الرائي

فاضت ترانيم الغناء بلحنها

          وتعمدت في الصوت والأصداءِ 

حبكت من الحبق الجميل روايةً

          وتطاولت بالذات والأسماءِ

وتفردت بالحسن آية نظمها

          وتقاربت بالطهر والإبراءِ 

وتمرست بالفن ريشة مبدعٍ

          فتحدرت من عرشها بجلاءِ 

وتسابقت كل الأنامل بالدوا

          ةِ، تطارحت بالشدو حلو غناءِ 

رفّ النسيم بعذب طيب رحيقها

          وتهللت بالبشر والإرواءِ 

هذا هو الشعر الجدير بحلةٍ

          رفَل الكلام بها بحكمة الشعراءِ 

صلب الصخور تفتُّ يا شعراءنا

          إن جدّ أمر الله في الأنحاءِ 

من للحرائر إن تشيطن عابثٌ

          وسرى الجنون وشط  في الإغواءِ

من للبلاد إذا رماها كافرٌ

          بالنار  والأهواء والأنواءِ

من للجمال إذا تلبد وجههُ

          غامت بشاشته وغاب في الإغفاءِ

من للزهور إذا تفتق عطرها

          سحقت قويمتها بليل شتاءِ

من للطهارة إن تلطخ عرضها

          بالعهر والأشرار والإغراءِ

من للسلام إذا تولى راحلاً

          وصحت حروب الجن والإذكاءِ

من للكلام إذا تردى نظمهُ

          متعثرا في وهدة الظلماءِ

لو لم يكن للكل إلا أنتمُ

          لسما السمو وماج بالخيلاءِ

أنتم فلاسفة الزمان وروحهُ

          من بدء تلك السورة العصماءِ

لولاكمُ ما حرك الجيش الذي

          قد هز ركن الدولة الرعناءِ

يكفيكمُ فخرا يزيد سناءكمْ

          أنْ قد ألفتم ألْفةَ الأشياء"

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 135 مشاهدة
نشرت فى 14 نوفمبر 2019 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

725,796

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.