ما بين القاهرة واسطنبول (1)
يا إلهي لقد ركبت الطائرة من القاهرة إلى اسطنبول ماذا حدث حتى أجدني ما زلت في القاهرة
الزحام هو الزحام والوجوه هي الوجوه الوافدة من محافظات مصر لتنهي أعمالها في القاهرة ثم تعود إلى مدينتها من جديد ، لالا إنهم ليسوا من مصر إنهم من شرق آسيا، وتلك الوجوه من أوروبا، هل عادت السياحة مرة أخرى إلى مصر؟
دققت النظر فإذا بي في قلب اسطنبول تلفت حولي فوجدتني في منطقة السلطان أحمد وأمامي المسجد الأزرق بروعة بنائه وساحاته التي تنتشر فيها المقاعد ليستريح عليها المصلين أو الزائرين، وأمام المسجد نافورة حولها حدائق مليئة بالأشجار والزهور التي تعيد إليك الشعور بمعنى الجمال.
أقيمت الصلاة وانتظرت حتى يغلق المسجد أبوابه فإذا بالمسجد مفتوح بالليل والنهار، وحوله الأطفال يلعبون بين الزهور والأشجار، تذكرت مدينتي القاهرة، مآذنها ليست محاطة بالأشجار بل محاطة بالأسوار وتغلق أبوابها بالليل والنهار إلا فترات قصيرة لإقامة الصلاة بأمر رئيس الأركان.
نظرت أمامي فإذا بمسجد أيا صوفيا بجوار المسجد الأزرق ثم اتجهت يسارا فإذا بمسجد ثالث ورابع وخامس وسادس، ياالله إنها مدينة المآذن، كانوا يقولون عن القاهرة مدينة الألف مئذنة فإذا باسطنبول يمكن أن يطلق عليها مدينة المائة ألف مئذنة، لكن مآذن مدينتي مغلقة فمتى يتم فتحها ليل نهار مثل مدينة الأحرار.
كانوا يحتفلون بذكرى فتح القسطنطينية، في قلب اسطنبول، شعرت أنني أعيش في قلب التاريخ، لكن ما هذا؟ إنها أعلام تركيا في أيدي الشعب التركي ترفرف محتفلة بالنصر باللون الأحمر الذي يمثل دماء الشهداء، لكني في مدينتي من قبل عشت هذا الاحتفال، في قلب القاهرة، إنه ميدان التحرير حين رفعنا الأعلام في ثورة 25 يناير 2011 نطالب بإسقاط النظام، وعشنا نشوة الانتصار بسقوط رأس النظام، الوجوه هنا مليئة بالسعادة بذكرى الانتصار والوجوه هناك سعيدة لاستطاعتها تغيير النظام.
إنقلاب في مصر؟ على من؟ لقد اخترنا رئيسنا بعد ثورة عظيمة بإرادة حرة وشعب حر، فمن قام بهذا الانقلاب؟
ما هذه الدبابات والجرافات والطائرات والقناصات، هل دخلنا حربا ضد اليهود لتحرير فلسطين أم دخل العسكر حربا ضد الشعب ليعيده إلى مرحلة السكون من جديد؟
إنقلاب في تركيا؟ على من؟ لقد اختاروا رئيسهم بإرادة حرة وشعب حر، فمن قام بهذا الانقلاب؟
ما هذه الدبابات والطائرات، هل دخلت تركيا حربا ضد اليهود لتحرير فلسطين أم دخل العسكر حربا ضد الشعب ليعيده إلى مرحلة السكون من جديد؟ لا لن نترككم تهنئون بانقلابكم مرة أخرى، لقد تعلم الشعب التركي كيف يحافظ على إرادته واختياره واستطاع أن يلقن الانقلابيين درسا سيذكر لهم في كتب التاريخ وسيحتفلون وسأحتفل معهم بالنصر كما احتفلت معهم بذكرى فتح القسطنطينية.
ما بين القاهرة واسطنبول تلاقت الأهداف فهل تتلاقى النتائج ويستطيع الشعب المصري حماية إرادته واختياره كما نجح الشعب التركي في ذلك؟ عسى أن يكون قريبا
سحر زكي