قدوات منسية
القائد خطاب
تنقل القائد خطاب بين بلاد المسلمين مناصرا للمستضعفين وكلما رأى فساد ذات البين انتقل حتى لا يؤذي مسلما وفهم جيدا أن للأخوة الإسلامية حقوقا حتى لو كان أخوك على ضلال، فحارب معه الصوفية ضد الشيوعية، وخاض غمار المعارك بنفسه كالأسد فلم يستطع الروس قتله إلا غدرا برسالة مسمومة وهو في الثالثة والثلاثين من عمره سطر فيها ملاحم المجد، فاحتفلت روسيا بوفاته لأنه كان يقف في وجه اغتصابها وقتلها وتعذيبها وتشريدها للمسلمين في أفغانستان والشيشان وداغستان وطاجكستان.
الملا عمر
ضحى بحكمه عندما طُلب منه تسليم مسلم فقال: (وَ الله لُو استَجَارَت بِنَا بَقرَة لأَجرنَاهَا فَكَيفَ بِمُؤمِنِين مُؤَحِدِين جَاهَدوا مَعَنا سِنِينَ طَويِلة؟! نُسَلِمُهم! والله لاَ أُسَلِمُ ظِفرَ وَاحِدٍ مِنهُم إِلىَ أَمرِيكَا)...فدفع الثمن أن عاش مطاردا يُقتل أبناؤه وعشيرته وأتباعه ويتحول من حاكم إلى مطلوب، ويهدده بوش، فيقول الملا بيقينٍ ورسوخ كرسوخ الجبال: (إن الله وعدنا وعدا ووعدنا بوش وعدا، وسنرى أي الوعدين يتحقق)، هل في "القدوات" التي يلمعها الإعلام حاكم يضحي بحكمه ويتحدى أنظمة العالم بهذا الشكل؟!
أسامة بن لادن
أنفق ثروته المقدرة بمئات الملايين على الأقل للدفاع عن المستضعفين، وترَك الفراش الوثير والمباني العالية ليتنقل بين الجبال أليس في هذا بطولة؟ أليس فيه صدق؟ أليس فيه تضحية؟
د. عبد الرحمن السميط
عملاق الدعوة والعمل الخيري، الطبيب الكويتي الذي تخرج من كندا فترك العيادات والمكاتب الفخمة وأمضى حياته يتنقل في إفريقيا وينفق ثروته وأموال الداعمين ليدعو أهلها للإسلام ولإطعامهم وكسوتهم. الدعاة يتحدثون عن ملايين دخلوا في الإسلام بدعوة السميط، وملايين أنقذهم من الموت جوعا ومرضا، وآلاف المساجد التي بناها بإفريقيا، والآبار التي حفرها. وأصدر د. السميط الأشرطة في العمل الخيري منها (ماتوا بين يدي) يتحدث فيه عن معاناة أطفال إفريقيا.
إلى أن سعت الجمعيات التنصيرية (التكفيرية في الحقيقة) في منعه من التنقل في إفريقيا بحجة أن نشاطه إرهابي!!! بينما ها هي هذه الجمعيات تسرح وتمرح في إفريقيا بل وفي مخيمات اللاجئين السوريين.
- لماذا لا يُذكر السميط الذي توفي من 4 أشهر فقط، ولا يعرفه أبناء المسلمين بينما نسمع كثيرا عن سماحة وإنسانية "ماما تيريسا" النصرانية؟!
إنه الإعلام الذي يرفع من لا خلاق لهم بعد هلاكهم ويدفن القدوات الحقيقية وهي حية!
كالبحر تعلو فوقه جيف الفلا والدر مدفون بأسفل رمله
العلماء الذين عاشوا في سجون النصيرية ما يصل إلى عشرين عاما ثم خرجوا مع أحداث الشام ((فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا)) بل يقودون شعبهم الآن إلى حرية الإسلام وعدله ورحمته ويستعصون على تطويع جهادهم وتسييسه لأية جهة.
هل في أمتنا مثل هؤلاء؟ نعم، وكثر. لكنك لا تعلم عنهم...فهؤلاء لا تخصص لهم أول أربعة أخبار من القنوات العربية والإسلامية، التي لا نرى منها إلا الأخبار السخيفة المملة التي تشغلنا بها تلك القنوات وتحدد خطواتنا وما تزدنا إلا وهنا.
ولعل هناك من المعاصرين من هو خير ممن ذكرنا، لا تسلط عليهم الأضواء، فيحس أبناء المسلمين بالدونية واحتقار الذات والخجل من الهوية الإسلامية، وتنحط الهمم عن السعي إلى المعالي، ويبحثون عن قدواتهم في الملاحدة والمشركين وعباد البقر! وتنطلق الأصوات الغربانية: "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم"، "أمة الإسلام الميتة"، وغيرها مما لا يزيد الناس إلا يأسا وسلبية.
والله متم نوره ولو كره الكافرون