الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية
يقول أندريا روماني: في أوروبا يتحدث الناس عما يسمى بالتعصب الإسلامي وينسون أن يقولوا إن النصارى قد استطاعوا الحياة بين المسلمين ، في حين لم يقدر المسلمون قط على أن ينالوا حظا من ذلك، ولنفكر فقط فيما حدث للمسلمين في أسبانيا وصقلية لنصمت عما بقي كله.
يقول جوستاف لوبون: إن البحوث التي أجراها رينو وفافييه والتي سبقهما إليها كاسيري وأندريه وفياردو، قد أثبتت بوضوح أن البارود ذا القوة الدافعة باعتباره مادة متفجرة تعمل على دفع القذائف اختراع عربي أصيل لم يشارك العرب فيه أحد، لقد عرف العرب كيف يخترعون ويستعملون القوة الناشئة عن البارود، وهم - باختصار - الذين اخترعوا الأسلحة النارية.
وقد قال لوبون (G. Lebon): تتألف من كتب جابر موسوعة علمية تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، وقد اشتملت كتبه على بيان مركبات كيميائية كانت مجهولة قبله. (موقع تاريخ الإسلام)
ويقول ول ديورانت: "يكاد المسلمون يكونون هم الذين ابتدعوا الكيمياء بوصفها علما من العلوم؛ ذلك أن المسلمين أدخلوا الملاحظة الدقيقة والتجارب العلمية، والعناية برصد نتائجها في الميدان الذي اقتصر فيه اليونان - على ما نعلم - على الخبرة الصناعية والفروض الغامضة.
برعوا في العلوم العسكرية، وإلى الآن يتم دراسة خطط سيف الله خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وصلاح الدين وقطز وغيرهم من أبطال الإسلام الفاتحين أبطال اليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت، إنها أيام من أيام الله التي أعز الله عباده المؤمنين ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور.
ملكوا البلاد وحولوها إلى مدن حضارية لم تر الأرض لها مثيلا، بغداد، دمشق، القاهرة، صنعاء، القيروان، سمرقند، بخارى، استنبول،أصفهان، طليطلة، قرطبة، أشبيلية، غرناطة وغيرها من البلدان، لم يدخل الفاتحين المسلمين بلد من البلدان إلا وأصبحت حاضرة من حواضر العلم والثقافة والفن والحضارة، وما زالت العمارة الإسلامية في تلك البلاد شاهدة على ذلك.
الآن نتحدث على الجانب الآخر لنرى تأثير الفاتحين غير المسلمين:
ماذا فعل الأوربيون الذين هاجروا إلى االعالم الجديد بعد اكتشافه، أمريكا، ماذا فعلوا بأهله، وماذا فعلوا بثروات البلاد؟ قتلوا أهل البلاد الأصليين واختطفوا الأحرار من بلادهم في أفريقيا وباعوهم في سوق الرقيق، وكانت ملكة بريطانيا واحدة ممن عمل في هذه التجارة البغيضة.
ماذا فعل الأوربيون بالأندلس بعد سقوط آخر معاقلها في أيدي النصارى؟ حولوا المسلمين عن دينهم وإلا فمحاكم التفتيش مكان من تسول له نفسه في الخروج على النصرانية.
ماذا فعل الغرب تجاه الشرق الإسلامي في الحروب الصليبية؟ حرقوا البلاد بأهلها وأخضرها ويابسها وكتبها ومكتباتها.
ماذا فعل الغرب حين احتل العالم الإسلامي وغيره ؟ نشروا فيه الرذيلة بحجة الحرية، زوروا تاريخهم العريق ليبينوا لهم أن التقدم لن يأتي إلا من الغرب، اهتموا بالعلوم التافهة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تؤدي إلى إعمار الأرض والاستفادة من خيراتها ليصبحوا عالة على غيرهم من الشعوب.
ماذا فعل الغرب حين احتل العراق وأفغانستان وفلسطين في تاريخنا المعاصر؟ الانتهاكات في هذه البلاد الإسلامية المحتلة تملأ الأسماع والأبصار لمن له قلب يعي ما يجري حوله من أحداث.
وأول انتهاك لحقوق الإنسان المسلم هو العبث بالدين ومحاولة إقصائه عن شئون الحياة فلا معنى للدين إذا هو تخلى عن تنظيم الحياة الواقعية بشرائعه الخاصة وتوجيهاته ، فهذه الحياة الإنسانية لابد أن يقوم نظامها الأساسي على معرفة حقيقة الوجود، وعلاقته بخالقه ، ومكانة الإنسان فيه، وغاية وجوده، ونوع العلاقات التي تحقق هذه الغاية سواء العلاقة بين الإنسان وربه، أو العلاقة بين الإنسان والكون من حوله، أو العلاقة بين الإنسان وسائر الأحياء، أو العلاقات بين بني الإنسان كما يرتضيها الله لعباده.
التغير العقائدي الذي سيطر على دول أوروبا أو أمريكا باسم العلمانية أو المادية أو الفاشية أو النازية أو الشيوعية هو في الحقيقة خراب أخلاقي ابتليت به الإنسانية، والنزعة الاستعمارية المتأصلة في الأمم الأوروبية هي من مظاهر الخراب الأخلاقي بما يصحبها من استغلال وعنصرية وتآمر على مصائر الشعوب ونهب ثرواتها.
والإسلام ليس دين تفريق وخصومة بل هو جامع لكل الأديان داع إلى الإيمان بالكتب كلها على السواء "لا نفرق بين أحد من رسله" (النبأ العظيم-محمد عبدالله دراز)، ولا ريب أن الإسلام هو الحل الأمثل لكل ما تعانيه الإنسانية من أدواء ولكن من ذا الذي يفتح الأعين على نور الحقيقة، والذين يضعون وسائل العلاج والإصلاح غير أخلاقيين بل رجال شرطة يعالجون كل جريمة بنفس الوسيلة كما يعالج الطبيب الفاشل كل صداع بالأسبرين
ساد الخراب الأخلاقي بسبب البحث عن حلول خارج إطار الدين حيث لم تبلغ رسالة الإسلام إلى الجماهير نتيجة عدم اتباع المسلمين أنفسهم لدينهم والسير على منهجه، ولتقصير المسلمين في تبليغ دعوتهم وقيام المؤسسات التبشيرية والصهيونية بطمس حقائق هذا الدين، وما نراه من تقدم مادي في أوروبا وأمريكا قد حول الحياة إلى أرقام وحسابات، وخلا من أية قيمة إنسانية. (دستور الأخلاق في القرآن الكريم - د.محمد عبدالله دراز- ترجمة د.عبدالصبور شاهين)
في الوقت التي ظهرت فيه الشيوعية على يد كارل ماركس وهو يهودي، كان اليهود مضطهدين من نصاري أوروبا وأجبروا على التحول إلى النصرانية في الوقت الذي كان فيه النصارى مضطهدين من داخل الكنيسة، حتى أصبح الناس يضيقون بتعاليم النصرانية التي يفرضها عليهم القساوسة والرهبان مما جعلهم يتمردون على الدين ويطالبون من تحررهم من قبضة الكنيسة، وكلنا يعلم ما فعلت الكنيسة بالعلماء أمثال جاليليو وكوبر نيكس وغيرهما.
أما الإسلام فيدعو أولا إلى حرية الاعتقاد " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ "، وثانيا يدعو إلى مكارم الأخلاق حيث يقول صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وثالثا يدعو إلى التفكر والتدبر في خلق السموات والأرض ويدعوه إلى عمارة الأرض وجعل ما في السموات والأرض مسخر للإنسان فأي تكريم هذا؟
فتعلم المسلمون الحساب لتقسيم المواريث، وتعلموا الفلك لمعرفة أوقات الصلاة في كل أرجاء الأرض، وتعلموا الجغرافيا لمعرفة اتجاه القبلة في الصلاة، وتعلموا التاريخ لأخذ العبرة من الأمم السابقة، وهكذا تعلموا العلم ونقلوه لغيرهم عن طيب نفس ، بل ميز الله سبحانه وتعالى العالم عن الجاهل: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، وحض رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم حيث قال: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة".
فلم يكن هناك تعارضا على الإطلاق بين الإسلام والعلم ، علوم الدين وعلوم الدنيا مثلما فعلت الكنيسة في العصور الوسطى
لماذا يخشى هؤلاء من الإسلام والمسلمين؟
أليس الإسلام هو الذي أعطى لنصارى فلسطين حرية الدين وأمنهم على كنائسهم وصلبهم بالعهدة العمرية التي كتبها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل إيلياء عند فتح القدس.
ألم تكن الأندلس حصنا لليهود من الاضطهاد الديني الذي مارسه نصارى أوروبا تجاههم، وما الدولة العثمانية ببعيد حيث سمحت بهجرة اليهود من أوروبا إليها ولم تر حرجا في أن يتقلدوا المناصب مع ما فيهم من غدر وخيانة للعهود.
هل يخشون الثأر كما فعلوا هم في مسلمي الأندلس ، هل يخشون إكراههم على اعتناق دين الإسلام كما قاموا هم بتنصير مسلمي أسبانيا والبرتغال بعد سقوطها في أيديهم، نطمئنهم أن الله سبحانه أمرنا ألا نكره أحدا على الدخول في الإسلام " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"، لأنه يحب أن يأتيه عبدا طوعا لا كرها.
كيف يحدث تقارب بين حضارة تقوم على الوثنية كالحضارة الغربية وأخرى تقوم على التوحيد كالحضارة الإسلامية، وكيف يحدث تقارب والغرب يشن علينا حربًا شاملة على ديننا وأخلاقنا ونبينا وأرضنا، فلا بد من مواجهته دفاعا عن ديننا وأرضنا وأموالنا وأهلينا، وهم يدافعون عن حقهم في تحويلنا عن ديننا ونهب ثرواتنا وإذلال شعوبنا، وشتان بين من يدافع عن حق ومن يدافع عن باطل.
شتان بين حرب المسلم وحرب غير المسلم
حرب المسلم هي حرب لإقرار السلام والعدل والحق على هذه الأرض، وحرب غير المسلم هي حرب إبادة جماعية للإنسان وإفساد في الأرض كما حدث في الحرب العالمية بإلقاء قنبلة هيروشيما وناجازاكي التى قتلت وشوهت مئات الآلاف من البشر، وزرعت الألغام في الأراضي الإسلامية المحتلة، وكما حدث في البوسنة والهرسك وأفغانستان والعراق وفلسطين، وكما يحدث الآن في بورما وأفريقيا الوسطى وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين.
حرب المسلم تحرم قتل الأطفال والشيوخ والنساء والرهبان في معابدهم، وتحرم قطع شجرة أو قتل حيوان إلا لضرورة، أما حرب غير المسلم فلا تفرق بين رجل وإمرأة ولا بين طفل أو شيخ ولا بين محاربين ومدنيين الكل يباد.
حرب المسلم تحرم تعذيب الأسري، وقد افتدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أسير في غزوة بدر بتعليم عشرة من المسلمين إذا لم يستطع أن يفتدي نفسه بمال، أما حرب غير المسلم فتتلذذ بتعذيب الأسري رغم مخالفة ذلك لكل الأعراف الدولية ومخالف لإنسانية الإنسان كما يحدث في جوانتتنامو وأبو غريب ومعتقلات أمن الدولة التي تمثل محاكم التفتيش في بلاد المسلمين.
حرب المسلم تحترم حرمة الميت وتقوم بدفنه وحرب غير المسلم يمثل بجثة الميت وترى في ذلك شفاء لما في صدورهم من غل، شتان بين من يحارب في سبيل الله ، وبين من يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فسادا.
وعلينا أن نواجه الغرب بالوسائل السياسية ونواجهه برفض الخضوع لوسائل النهب التي يمارسها ومن خلال نمو اقتصادي مستقل وغير تابع ويعتمد على قوانا الذاتية ويقطع تمامًا خيوط التبعية مع الغرب ، ونواجهه أيضـًا بتصفية كل مراكز الثقافة المغتربة وكل أشكال الاختراق الثقافي ، ونواجهه بثورة ثقافية شاملة تعتمد على تأكيد قيمنا الحضارية، ونواجهه بالوحدة، ورفض التجزئة التي فرضها علينا، ونواجهه بشعوب متعلمة مثقفة تعرف ما لها وما عليها، ونواجهه بحضارتنا الإسلامية الراقية في مقابل حضارة مادية نرى آثارها على الشعوب الغربية نفسها من شذوذ وانتحار.
ويجب أن ننتبه إلى أن أخطر هذه المواجهات هي على الجانب الثقافي، لأن الاختراق الثقافي يدمر حياتنا من الداخل ويقلل قدرتنا على المواجهة ويضرب فينا قيم الجهاد والوحدة والرفض وبالتالي يجعلنا عاجزين عن المواجهة في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وما دامت الحرب حضارية وشاملة فليس من المعقول مثلاً أن نستخدم قيمًا ووسائل واستراتيجيات مستمدة من الغرب لمحاربته بها ومهما كانت براقة فإنها لن تجدي في مواجهته، فكيف أواجهه على أرضيته الثقافية والحضارية؟، لابد أن أواجهه بأساليب وتكتيكات وقيم ووسائل واستراتيجيًات مستمدة من ذاتنا حتى تظل قادرة على الاستمرار . ،،،،،.. الإسلام والعالم المعاصر ص 130 . أنور الجندي.
على أننا نؤمن أن الله سبحانه وتعالى خلق للإنسان عقلا يمكنه أن يميز به بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين الجمال والقبح، ويولد الإنسان على الفطرة ولكن أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، وفي كل إنسان نفخة من روح الله تمكنه إذا فكر قليلا دون أن تأخذه العزة بالاثم أن يعمل عقله ويبدأ في حوار مع من يخالفه فإما أن يقنعه يتغيير قناعاته أو يبقى مصرا على رأيه ولا يضيره من يخالفه، وإما يأخذ منه موقفا معاديا وهذا ما لا نتطلع إليه.
"لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9):الممتحنة
وهدف المسلم في هذه الحياة هي الدعوة إلى دين الإسلام، قال تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"(64):آل عمران، "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"
هذا في حال استقلال الأمة الإسلامية وتحرير أرضها من كل محتل، أما في حال الاحتلال فمأمورون بالجهاد في سبيل الله لرد الأرض المغتصبة من يد الأعداء ولا يكون ذلك إلا بالقوة، ولم ينتصر المسلمون يوما على عدوهم بكثرة عددهم وعدتهم ولكن انتصروا بقوة ايمانهم وبثقتهم في نصر الله لهم وبما أعدوا ما استطاعوا من قوة، "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، "ولينصرن الله من ينصره"، "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"
وقد رأينا على مر التاريخ كيف انتصر المسلمون على أعدائهم مع قلة عددهم وعدتهم، وكما رأينا أطفال الحجارة في فلسطين يواجهون الدبابات بحجارتهم وقنبلة ايمانية تملأ قلوبهم ترهب أعداء الله، والشيخ المقعد أحمد ياسين يرهب الصهاينة ويخططون لمعركة حربية بالدبابات والطائرات لاغتياله.
من على الحق يحارب بحجر ويواجه به الباطل الذي يملك كل أسلحة الدمار ثم يقول الغرب إن الفلسطينين الذين يدافعون عن أرضهم المحتلة بحجر إرهابيون، والصهاينة الذين احتلوا الأرض وقتلوا النساء والأطفال بأسلحة محرمة دوليا من حقهم الأمان والدفاع المشروع عن الأرض التي سلبوها "يحرفون الكلم عن مواضعه".
لم تتم معاهدات بين المسلمين واليهود في المدينة إلا بعد أن آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأوس والخزرج، وبين المهاجرين والأنصار، وأصبحت لهم قوة ترهب أعداءهم.
تم صلح الحديبية بين المسلمين والكافرين بعد انتصار المسلمين في غزوة الأحزاب حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن نغزوهم ولا يغزوننا.
لم تتم العهدة العمرية في عهد أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إلا بعد أن تم فتح مدينة القدس واستتب الأمر فيها للمسلمين
وهكذا فقوة المسلمين أجبرتهم بعقد الصلح، مع ما قابل ذلك بنقض العهود حين أصبحت لهم قوة، كما كان من اليهود والنصارى وغيرهم من المعاهدين
وحتى يكون هناك حوار بين الإسلام والغرب فلابد أن يكون للمسلمين قوة ترهبهم كما يرهبوننا بقوتهم، ويكون لهم تجمع أقوى من تجمعهم في الاتحاد الأوروبي أو حلف الأطلسي أو الأمم المتحدة أو غيرها من التحالفات، فلابد أن يكون للتحالفات والمنظمات الإسلامية قوة تفوق قوة المنظمات الغربية، وهذه التحالفات والمنظمات الإسلامية الفاعلة تفرض قراراتها على الغرب، وأهم تلك القرارات:
<!--تحرير كل الأراضي الإسلامية المحتلة مثل: فلسطين وكشمير والعراق والشيشان وأفغانستان وتركستان الشرقية وغيرها.
<!--عدم التدخل في الشئون الداخلية للبلاد الإسلامية كما نري في السودان والصومال واليمن وغيرها
<!--عدم الإساءة للدين الإسلامي بأي صورة من الصور، كما رأينا من الإساءة لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم من الصور المسيئة إليه، وعدم حظر إنشاء المساجد والمآذن كما رأينا في سويسرا، عدم الإعتداء على حقوق الأقلية المسلمة في البلاد غير الإسلامية كما نرى في معظم بلاد الشرق والغرب على السواء (الإسلاموفوبيا)
<!--عدم إستخدام الأقليات الغير إسلامية في البلاد الإسلامية لنشر التوتر والفوضى، واستخدامهم لتحقيق مصالح المحتل الغاصب.
<!--عدم الإساءة للقرآن والسنة المطهرة بأي شكل من الأشكال، وإلا تعرضت الدول المسيئة للإسلام لإعلان الحرب عليها لنصرة دينها والدفاع عن مقدساتها.
على كل مسلم أن يعلم أنه على ثغر من الثغور يجب ألا يؤتى من قبله حتى تعود أمتنا كما كانت خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله
والحمد لله رب العالمين
مهندسة/ سحر زكي