أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم
كانت أولي خطوات النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة أنه آخي بين الأوس والخزرج، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، بعدها أصبحت للمسلمين قوة يرهبها أعداء الإسلام من يهود المدينة والمنافقين وأخذوا يتحينون الفرصة لإشعال العداوة من جديد بين المسلمين
وقد نجح بالفعل بعض اليهود في تذكير المسلمين بيوم بعاث الذي انتصرت فيه إحدي القبيلتين على الأخرى وكادا يقتتلان فذهب إليهم النبي وقال قولته: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها إنها منتنة
ونحن ومنذ الثورة المصرية في 25 يناير 2011 في جاهلية وقد أصبح التيار الإسلامي في صراع على المناصب الوزارية ومقاعد مجلسي الشعب والشورى واستطاعت التيارات العلمانية يقودها المجلس العسكري في ايجاد تصدع وشرخ كبير في صف التيار الإسلامي، وحتى الآن يزيد الصراع لأننا عصينا النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: دعوها إنها منتنة.
صراع بين الأقليات والأغلبيات وهذه من صنعها منظمات حقوق الإنسان التي تدعي أنها تدافع عن الحقوق وهي أنشئت خصيصا لتزيد الصراع بين الأقلية والأغلبية في كل دول العالم خاصة الأغلبية المسلمة وإلا فلماذا لا نرى هذه المنظمات في دول أوروبا وأمريكا وآسيا التي يعيش فيها أقلية مسلمة (بورما مثال حي تضع منظات حقوق الإنسان أمام مسئولياتها إن كانت حقا تدافع عن حقوق الإنسان)
قام المحتل بتقسيم البلاد الإسلامية إلى دول تتصارع فيما بينها والآن يريد صراعاً من نوع آخر، صراعاً داخلياً بين الحكومة والشعب، وبين الأقلية والأغلبية، بل بين المذاهب المختلفة داخل الدين الواحد، لكي يتم تفتيت الدولة الواحدة إلى دويلات لا تستطيع حماية نفسها وتظل في صراع إلى الأبد، ثم صراع على الحدود بين الدول ثم عدم قدرة الدول على حماية نفسها نتيجة الصراعات الداخلية فتطلب الحماية من حماة الدول والشعوب (متمثلا في الغرب) يصبح الاحتلال برغبة من الشعوب نفسها التي ترفض حكوماتها نتيجة فعل المنظمات الحقوقية بأهل البلاد والاحساس المتنامي بالظلم والاضطهاد وخاصة بالنسبة للأقليات والنساء.
وما أذكره ليس بخاف على أحد، فما نراه بطول العالم الإسلامي وعرضه يبين ذلك، السودان وصراعه بين الشمال والجنوب، نيجيريا والصراع بين المسلمين والنصارى، المغرب وموريتانيا والصراع على الصحراء المغربية، الصومال ومحاولة تفتيتها، اليمن والسعي إلى تقسيمها، العراق واحتلالها وما يحدث فيها، أفغانستان وفرض السيطرة عليها بحجة حرية الشعب الأفغاني والقضاء على طالبان المتشددة، كلام لا يقنع إلا من جهل تاريخ الصراع الذي لا ينتهي بين الحق والباطل، بين الإسلام وأعدائه، فهل آن لنا أن نقف وقفة مع أنفسنا لنعرف إلى أين نسير وما نريده لأنفسنا وما يراد بنا، قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها إنها منتنة