اليوم يئس الذين كفروا من دينكم
"الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا" المائدة (3)
في هذه الآية الكريمة وضح الله سبحانه وتعالى أن الذين كفروا يئسوا من ديننا، عرفوا أنه دين الحق والعدل ومكارم الأخلاق، هم يئسوا من ديننا لكنهم لم ييئسوا منا، ولذلك طالبنا ربنا سبحانه وتعالى ألا نخشاهم فهو سبحانه أحق أن نخشاه لماذا نخشاه خشية حب وإجلال؟
<!--لأنه سبحانه أكمل لنا الدين
<!--وأتم علينا النعمة، فلا نبي بعد محمد ولا تشريع بعد شرعه ولا دساتير تحكمنا غير القرآن والسنة
<!--ورضي لنا الإسلام دينا
عرف الذين كفروا أن الدين قد اكتمل فكيف ينقص الدين في قلوب المسلمين؟
من تمام الدين:
<!--يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(23)
<!--قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24)
<!--لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ(25)
<!--ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ(26) التوبة
<!--أول تمام الدين ألا نتخذ آباءنا وإخواننا أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان، فما بالنا نتخذ الكافرين أولياء، نتخذ اليهود والنصارى أولياء، نستعين بأعدائنا على إخواننا في الحرب، إذن قد يئس الذبن كفروا من ديننا لكنهم لم ييئسوا منا لننقص الدين
<!--ومن تمام الدين ألا يكون آباؤنا وأبناؤنا وإخواننا وأزواجنا وعشيرتنا (المسلمون) وأموالنا وتجارتنا وبيوتنا أحب إلينا من الله ورسوله وجهاد في سبيله، فما بالنا قد أصبح أعداؤنا أحب إلينا من الله ورسوله وجهاد في سبيله
<!--ومن تمام الدين ألا تعجبنا كثرتنا، كثرة الأموال والأولاد والعشيرة، فلم تغن عنا شيئا وضاقت علينا الأرض بما رحبت ثم ولينا مدبرين
<!--ومن تمام الدين أن نرد الفضل كله لله حين ينزل علينا سكينته، ويرزقنا جنودنا لم نرها لينصر هذا الدين
الآن : نخشى من أموال الذين كفروا التي تنفق على من والاهم من المسلمين ليصدوا عن سبيل الله، ويجب أن نكون على يقين من قول الله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ(36) الأنفال
"كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "
" وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"
<!--من تمام الدين أن نعلم أن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون وإلى جهنم يحشرون، والشرط هنا أن نسير نحن في سبيل الله، لأنهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، لأنهم يئسوا من ديننا لكنهم لم ييئسوا منا نحن المسلمين
<!--من تمام الدين أن نعلم أن الفئة القليلة تغلب الفئة الكثيرة ولكن بإذن الله
<!--من تمام الدين أن نكون على ثقة بنصر الله لنا حين نعد العدة لهذا النصر ونستعين بالله لنصرنا مهما مكر لنا وكاد لنا الأعداء، لأن الله خير الماكرين، يمكر بأعدائنا لننشر دينه في الأرض، لينعم أهل الأرض جميعا بهذا الدين.
نحن مطالبون أن نعي تماما أن الدين قد اكتمل ويئس منه أعداءنا
نحن مطالبون ألا نخشى أعداءنا فالله أحق أن نخشاه
وليست شجاعة منا ألا نخشى أعداءنا بل إيمانا منا بنصر الله لنا حين ننصره:
<!--هو سبحانه يمكر لنا
<!--هو سبحانه ينصرنا وإن كنا قلة مؤمنة وعتادنا قليل
<!--هو سبحانه ينصرنا حين يكون الله ورسوله وجهاد في سبيله أحب إلينا من أبائنا وأبنائنا وأموالنا وتجارتنا
<!--هو سبحانه ينصرنا حين لا تعجبنا كثرتنا ساعتها لن تغن عنا شيئا
<!--هو سبحانه ينصرنا حين نعتصم بحبله ولا تفرقنا الأحزاب والجماعات
وقد قالها فاروق الأمة عندما قال: كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
والحمد لله رب العالمين أن أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا
مهندسة/ سحر زكي