الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأتمنى أن يكون حزب الراية خطوة على طريق الصلاح السياسي والدعوي، وخطوة لعودة الأمة كما كانت خير أمة أخرجت للناس
والعدل أساس الملك، فلا يقام ملك إلا برجال ولا رجال إلا بمال ولا مال إلا بعمران ولا عمران إلا بعدل.
ونريد أن نرى من حزب الراية العدل الذي نبتغيه ونبحث عنه، عدل في التقييم وعدل في الاستفادة من كل أعضاء الحزب، وعدل في التعامل مع أعضاء الحزب
أتكلم وأنا أرى النساء دائما في الصفوف الخلفية، مع أن رب العزة سمع لامرأة تجادل رسول الله، وذهبت النساء ليبايعن رسول الله، وضرب الله مثلا للذين آمنوا (رجالا ونساء) إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران، ورأينا أم عمارة تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد حين نزل الرجال لجمع الغنائم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما التفت يمنة ولا يسرة إلا وجتها تدافع عني وجرحت رضي الله عنها في احد وطلبت من رسول الله أن ترافقه في الجنة، فدعا لها بذلك، ورأينا أم سلمة في صلح الحديبية يستشيرها رسول الله في أمر المسلمين، فأين العدل في تعاملكم مع المرأة؟
لماذا حين أذهب إلى كثير من الأحزاب الإسلامية أجد قيادات الأحزاب تتعامل مع المرأة من وراء حجاب مع أنها حاربت مع النبي وجادلت رسول الله وسمع شكواها رب العزة، هل فهمي للإسلام في تعامله مع المرأة خاطيء أم أننا لا نفهم الإسلام الفهم الصحيح؟
استبشرت خيرا بدفاع الحزب عن الأمة، والمرأة جزء أصيل من هذه الأمة يتلاعب به الجميع ويراها عددا يصلح للتأثير في مجريات الأحداث دون أن يكون لها أثرا حقيقيا وفاعلا في اتخاذ القرار، وأظن أن الغرب استطاع أن يستغل تلك الثغرة في التأثير على الشعوب الاسلامية التي لا تعطي المرأة حقوقها، مع أن المرأة لم تأخذ حقها كاملا إلا في ظل الإسلام.
أليس من حقي أن أعرف ما هي معايير اختيار أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الحزب باعتباري فردا من أفراده؟
أليس من حقي أن أشارك في اختيار هؤلاء الأشخاص باعتباري أحد المتقدمين للترشح عن الحزب؟
القضية ليست اختياري أو عدم اختياري، القضية هي المشاركة في الاختيار (عن الشوري أتحدث)، فليست قضيتي أني امرأة ، قضيتي أنني أحب أن أشارك في صنع القرار وهذا من حقي وحق كل فرد في المجتمع، فما بالك في المجتمع المسلم الذي علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الشورى حتى في الأمور التي يتوقف عليها مصير الأمة
أدعو الله أن يسدد رميكم وأن نعود بالأمة إلى ما كانت عليه من العدل والشورى وكل مكارم الأخلاق التي بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتممها
في النهاية لا يسعني إلا أن أذكر نفسي: ألا أزكي نفسي على الله هو أعلم بمن اتقى، ولا آمن مكر الله فالقلوب بكف الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولا أتألى على الله، فهو سبحانه يتوب على من تاب وهو أهل التقوى وأهل المغفرة
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندسة / سحر زكي – 4-3-2013