الزعيم
هناك إشكالية أراها في كثير من الأحزاب وهو أن الحزب يعرف برئيسه فقط وربما النائب ثم لا نرى وجوها أخرى تمثل الحزب، أتمنى من كل الأحزاب في مصر أن يظهر فيها الأيام القليلة القادمة قائد واثنين وثلاثة وعشرة وعشرين وخمسين ومائة قائد في نفس قوة وحجة رئيس الحزب، وهذه هي الانطلاقة الأولى للحزب، حتى نضمن حسن القيادة دائما بإذن الله
ولنا في رسولنا الكريم القدوة، فمن القادة الذين كانوا حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعد بن معاذ وطلحة بن عبيد الله وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد، وغيرهم كثير، كلهم كانوا قادة عظاما لأن العظيم يبجث عن العظماء ويقربهم إليه لتنتفع بهم الأمة.
وهذا ما نعاني منه الآن، نبحث كثيرا كثيرا حتى نجد شخصا يصلح لمهمة إدارة الدولة مع أن مصر مليئة بالرجال الذين يصلحون لقيادة الأمة، فقط نبحث عنهم دون النظر إلى القرابة والغنى والمنصب، أسلم عمرو بن العاص وبعد أربعة أشهر من إسلامه قاد موقعة ذات السلاسل، أسلم خالد بن الوليد بعدها أصبح سيف الله المسلول، لم ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من عمره في الإسلام بل رأى مكمن قوته واستعملها لصالح الأمة.
يا رؤساء الأحزاب، نحن نحملكم الكثير ولا نحمل غيركم لأنكم من تديرون العملية السياسية في مصر، والمفترض فيكم أنكم تبحثون عن صالح الأمة ومصلحة الأمة اليوم أن يكون هناك رجالا يمكنهم قيادة الأمة في شتى مناحي الحياة حتى تستقيم أمورها ولا نتركها للغرباء الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة
وليعلم الجميع أن رئيس الحزب مساويا لأي عضو من أعضاء الحزب في الحقوق والواجبات، نحن نريد أمة كريمة يعرف كل فرد فيها معنى الكرامة وأن يعتز بنفسه ويعرف قدره كما يعرف لغيره قدره، أليس ما نبحث عنه جميعا العدالة والحرية والكرامة، سنحيا كراما حين نشعر بالمساواة بين الجميع، سنحيا كراما حين ينصح بعضنا بعضا، سنحيا كراما حين يصفح كل منا عن أخطاء إخوانه، سنحيا كراما حين يكون بيننا خلق الإيثار، سنحيا كراما حين نتعلم ألا نبالغ في مدح زعيم أو صاحب سلطة أو صاحب مال.
وصلى الله وسلم على نبينا معلم الناس الخير الذي علمنا: لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح إنما أنا عبد الله ورسوله
أتمنى من الله العزيز أن يعزنا بهذا الدين، والحمد لله رب العالمين
مهندسة/ سحر زكي