ضحايا الحاجة والفقر
العمري: عمالة الاطفال ظاهرة مزعجة وخطيرة على المجتمع
الاحمد: وجوب متابعة الطلبة من قبل المرشدين التربويين واعادتهم لمدارسهم
يرموك نيوز_ عبير ابو العسل
كبروا قبل اوانهم ,كان المفترض ان يفرحوا ويلعبو ويتخرجوا غداً من المدرسة, اما اليوم هم يعملون على جانب الطرقات , الشارع مقر اقامتهم , وبيع اوراق اليانصيب والمحارم والعلكة ومسح زجاج السيارات وغيرها من الاعمال مصدر عيشهم ....
فكم من اطفال يعانون دون ان يعرف بهم احد؟ وماذا بقي لهم من الطفولة؟ وكيف يكبرون قبل اوانهم؟
ظاهرة عمالة الاطفال المشردين في الشوارع لا تتناسب مع التزايد المفترض في دور ايواء الاطفال في اربد, والخطة الوطنية لحماية الطفولة لا تزال عاجزة عن تأمين الحلول لمشكلة عمالة الاطفال.
يقول مجد (9) سنوات يجبرني والدي على بيع العلكة يوميا لمصادرة كل ما احصل عليه من النقود ؛مع العلم بأنه بحالة جسدية جيدة.
ويضيف احمد(16) سنة يعمل على عربة لتوصيل حاجات الزبائن في سوق الخضار , والدي متزوج من ثلاث نساء وعدد افراد اسرتي كبير جداً مما اجبره على العمل لتوفير حياة كريمة لاسرته ووالداته.
ويؤكد حسن(12) سنة يمسح زجاج السيارات على احدى اشارات المرور في اربد,عمله بسبب الحالة المادية الصعبة التي يعيشها أهله والى كثرة افراد اسرته ايضا؛ هذا حمله المسؤولية مع والده العاجز والذي يتقاضى راتباً زهيداً مع ارتفاع الاسعار.
ويقول مؤنس (13) سنة يبيع علب المحارم لم يكن يحب المدرسة ولم يكن متفوق فيها , ويضيف بدلا من الجلوس في البيت قرر العمل ومساعدة نفسه واسرته.
ويقول "ابو احمد"صاحب محل خضار يفضل استخدام فئة الاطفال في العمل لطاعتهم العمياء ولعدم انضوائهم تحت راية الضمان الاجتماعي .
يؤكد الدكتور "محمد العمري" اختصاص علم الاجتماع في جامعة اليرموك الى ان ارتفاع حالات تشرد الاطفال يؤدي الى زيادة نسبة عمالة الاطفال في الشوارع .
ويعزو السبب الرئيسي في تشردهم للواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المجتمع في هذه الايام.
ويضيف الى ان أغلب تلك الحالات تنتج ايضا عن مشاكل اجتماعية مثل التفكك الاسري , وسوء معاملة الابوين؛ وارتفاع حالات الطلاق , ولاسباب نفسية كا انخراط الاطفال برفقاء السوء , او حاجتهم للنقود بسبب اكتسابهم عادات سيئة مثل التدخين والادمان على الكحول والمخدرات في بعض الاحيان.
ويلفت الانتباه الى ضرورة الشروع الفوري لوزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع الامن العام باتخاذ الاجراءات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة المزعجة والخطيرة وخاصة مع توافر المناخ الملائم لها.
وتقول "حنان الاحمد" مرشدة اجتماعية ان ظاهرة عمالة الاطفال تزداد في اسواق الخضار والمناطق الحرفية جراء الاحوال الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها مجتمعنا.
وتوضح الى ان عمالة الاطفال يكون لها جوانب سلبية على الطفل من الناحية النفسية والجسدية والشعور بالدونية مقارنة مع غيرهم من الاطفال.
وتشير الى ان عمالة الاطفال تكثر في العطل المدرسية كون الاطفال يرغبون بالحصول على مبالغ مالية اثناء العطلة لسد احتياجتهم.
وتؤكد على وجوب متابعة الاطفال بشكل مباشر واجراء دراسة شاملة واسباب توجههم للعمل ودراسة الاسباب التي دفعت اولياء امورهم لاتخاذ مثل هذه القرارات بحقهم وايجاد الحلول المناسبة .
وتطالبت "الاحمد" التنمية الاجتماعية ومراكز حقوق الطفولة الى عمل حملات توعية توضح خطورة عمالة الاطفال للحد من هذه الظاهرة , وبينت دور وزارة التربية والتعليم في التوعية والارشاد المستمرللاطفال واولياء امورهم وتهيئة الظروف المناسبة لتشجيعهم في اكمال دراستهم حتى المراحل النهائية بالاضافة الى متابعة الطلبة المتسربين من قبل المرشدين التربويين واعادتهم الى مدراسهم.
ساحة النقاش