الموسى: التجربة الإبداعية تضع الإنسان على المحك
إما ان تكون مبدعا تستحق الوجود ..أو تقذفك الرياح
يرموك نيوز_عبير ابو العسل
" ما اروع أن يصحو الانسان كل صباح ، ويزيح الستارة عن النافذة ، فيرى يوما جديدا تشرق شمسه في السماء الزرقاء ، تدفع في القلب رعشة مليئة بأمل أن يكون هذا اليوم أجمل من الأمس الذي انتهى وانقضى".
بهذه الكلمات افتتح الدكتور عصام الموسى آخر اصداراته " وستشرق الشمس ايضا "، المجموعة القصصية التي صدرت عن أمانة عمان الكبرى هذا العام.
يكتب القاص عصام الموسى قصصه من خلال إبحاره في أعماق النفس الإنسانيةالرحيبة، يتجول فيها مرتحلا من مكان الى آخر، رابطا الماضي بالحاضر في لحظة نفسية تتململ لتخرج الى الحياة, هذه اللحظات المتناثرة هنا و هناك في تلك المساحة الواسعة من النفس البشرية تبين قدرة القاص في التقاط الصور والرؤى المبعثرة في هذه المساحة النفسية ، فالقاص يصل الى هذا كله ويصوغ ما يشعره بكلمات بسيطة مازجا كل ذلك بالواقع المعاش لينتج على شكل قصة عميقة ملامسا فيها إحداث تأثير في اذواق الناس ومواقفهم تجاه الأشياء .
يؤكد الموسى على أن الدافع الرئيسي من وراء كتابته لللقصص هو الحاجة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي تعتمل في نفسه ازاء التجارب التي تقع في المحيط الانساني والتي يستطيع من خلالها رسم صورة لحدث معين ويلبسه ابعاد نفسية و اجتماعية...
ويضيف الموسى بأن التجربة الإبداعية تضع الإنسان على المحك إما ان تكون مبدعا تستحق الوجود أو تتقاذفك الرياح...
ويشير الموسى انه استلهم لهذا الاصدار اسم "وستشرق الشمس ايضاً" لان الشمس في ثنايا المجموعة تعني النور والحياة والاشراق، وهي رمز للسطوع, تتردد في ثنايا قصصه بكثرة.
يوزعالموسى المجموعة على اربعة فصول هي الخريف والشتاء والربيع والصيف.
حمل الفصل الاول اسم (الخريف) بعنوان (المحاكمة) ززمن يحاكم من؟ المعلم الذي يقف امام القضاء ليقول فيه كلمته بعد ان شعر ذلك المعلم انه لم يخرج جيل العنفوان والقوة الذي يمسح ذل هزيمة حزيران.
اما الفصل الثاني فجاء بعنوان (الشتاء _ القفز في العينين )والتي يسعى من خلال قصصها الى القفز الى عامل أكمل .
اما الفصل الثالث وهو( الربيع _ انعدام الوزن ). وهو الفصل الذي تتحدث قصصه عن كيف فقد الانسان العربي توازنه امام أحداث الحياة فلم يقوى على التفاعل معها.
وجاء الفصل الرابع تحت عنوان (الصيف _حكايات الفارس المحور) والتي استطاع من خلالها تصوير كيف انهارت الطموحات وتمزقت امام قوة الأمواج العاتية.
ويذكر ان عصام الموسى قد بدأ كتابة القصة منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي ونشر اربع مجموعات احتواها اصداره الأخير هذا, هي اذن تجربة قصصية امتدت على مدار نصف قرن. ولم يتوقف عصام الموسى عند القصة القصيرة، فتراه وقد توج إبداعه بإصدار روايتة (بقايا ثلج) التي يصف فيها قصة صحفي مثالي ينتهي به الامر منفياً في وطنه الكبير.
يوضح الموسى ان جمعه القصص في كتاب واحد يتضمن اربعة فصول ,مبيناا بأن لكل فصل ميزته وجماله.
ويشير الموسى الى عزمه مواصلة الكتابة الابداعية .
ويبقى الموسى محلقاً في الآفق , يبدع في رسم لوحات فنية قصصية ,يمزج بين الخيال والحلم والأمل ,بأن تشرق الشمس عن يوم جديد مليئ بالصدق والعدل والحب .
ساحة النقاش