ممدوح إسماعيل 

 ويبدوا أن أحداث ثورة 25 يناير والإنتصار العظيم للشعب المصري في إسقاطه للنظام.. جعلنا ننسي بدون قصد ضحايا العبارة.. التي غرقت يوم 2 فبراير عام 2006.

الحادث الذي راح ضحيته 1033 شخص وأصيب 386 تم إنقاذهم من الغرق.. فضلاً عن المفقودين الذين مازال أهاليهم يبحثون عنهم حتى هذه اللحظة.. خلف الكثير من الثكالى والأرامل الأيتام.. وبعد نجاح ثورة 25 يناير وانتصار الشعب طالب العديد من أهالي ضحايا العبارة والناشطين السياسيين بإعادة فتح التحقيق مرة آخري.

 

 

وشخصية اليوم هى ممدوح اسماعيل اسمه كاملا لم يتسن لنا الوصول إليه ولا مكان مولده ولكن مالايدع مجالا للشك فى سيرة الرجل أنه أى  ‘ممدوح اسماعيل’ صاحب عبارة الموت هو عضو في مجلس الشوري تم تعيينه وفقا لمؤهلات يمتلكها .. لم يسمع عنها شيئا ابناء الشعب المصري .. الذين لم يعودوا يتوقفون كثيرا امام تلك الدلالات .. والتي تحوي اشارات واضحة لكل صاحب عينين حول اصحاب الملايين الذين اصبحوا يمثلون الشعب المصري رغما عنه .. ودون استشارته .. او تقديم الحجج والمبررات لتنصيب هذا او ذاك في موقع ما.

درس ممدوح اسماعيل الهندسة البحرية فى الاكاديمية العربية للنقل البحرى بالاسكندرية حيث كان يدرس فها بالقسم الهندسي .. وحين تخرج فيها عمل علي المراكب التي يملكها السعودي ‘العري’ والذي كان واحدا من اكبر ملاك البواخر  في البحر الاحمر ومن بين ممتلكاته المراكب ‘مكة التالودي الطايف’.
كانت الوظيفة الاولي لـممدوح اسماعيل مهندس ثان .. وسرعان ما بدأ نجمه في الظهور حين عمل ممثلا لملاك العبارة ‘القمر السعودي 1′ والتي كان يمتلكها ‘رشاد فرعون’ مستشار الملك ‘فيصل’ رحمة الله عليه ونجله ‘غيث فرعون’ .

 


الانطلاقة الأولى

كانت تلك الانطلاقة الاولي للرجل الذي راح يتعرف علي العديد من علية القوم خاصة انه ابن شقيقة مسئول امني كبير راحل.. بدأ النشاط الفعلي ل’ممدوح اسماعيل’ من خلال العبارة السلام 98 والتي حظيت باهتمام ورعاية عدد من كبار المسئولين السابقين ومن بينهم مسئول كبير تولي موقع رئيس وزراء مصر بعد ان شغل منصب الوزير في وزارتين سياديتين في عهد الرئيس الراحل ‘انور السادات’.

تم تعيينه في موقع المستشار لموانيء البحر الاحمر في بداية التسعينيات .. الامر الذي منحه حصانة قوية .. واصبح يمتلك نفوذا في التعامل مع الموانئ المصرية.. وقد بدأ صاحب شركة السلام في الانطلاق نحو القمة من خلال الشركة التي راحت تحمل اسماء ‘السلام للاستثمار السلام للنقل البحري السلام للسياحة’ وغير ذلك من مسميات بعثت بالعديد من التساؤلات حول اسباب تبدلها.. وهكذا راحت الامور تندفع بقوة نحو فرض ‘ممدوح اسماعيل’ سيطرته علي كافة موانئ البحر الاحمر وراح يشتري البحارة للعمل لديه بعد ان وضع المقربين منه في المواقع القيادية لدرجة انه عين ابن شقيقته ‘عوني’ مفتشا هندسيا لعبارات الشركة.. وهو الذي كان يعمل مساحا علي ‘القمر السعودي 1′ في الثمانينيات ثم اصبح كبير مهندسي الشركة.

وبحكم النفوذ الذي راح يتزايد استطاع ‘ممدوح اسماعيل’ ان يعين مدير امن سابق لميناء السويس معاونا له بعد تركه للخدمة مع ان هذا المدير كان صاحب صولات وجولات خلال وجوده في منصبه .. اذ سرعان ما تحول تحت تأثير سحر النفوذ إلي مجرد حارس شخصي ل’ممدوح اسماعيل’ .

ولأن ‘ممدوح اسماعيل’ مارس نفوذه علي موانئ البحر الاحمر فقد راح يسيطر وبشكل شبه كامل علي كافة الرحلات التي تنطلق من ميناء السويس جدة ومن سفاجا ضبا جدة حتي ان السفن العاملة علي هذا الخط تكاد جميعها تحمل اسم السلام وان اختلفت المسميات ..

 

 

نصب واحتيال


  والمثير ان البحارة من العاملين في السفن التابعة له كانوا ممنوعين من الاشتراك في النقابة العامة العالمية للتجارة ‘اليونيو’ وكان الهدف من وراء ذلك الا يسمح لهؤلاء البحارة بالاستفادة بالمزايا التي تقررها النقابة العامة العالمية للبحارة ومن بينها تحديد الرواتب الثابتة لهم مقارنة بزملائهم في بحار ومحيطات العالم المختلفة .. ومن بينها ان راتب الضابط بحار ثان لايقل بحسب الاجور العالمية عن 800 دولار امريكي.. وفي ظل غياب هؤلاء عن المشاركة في نقابتهم فلم يكن الضابط الثاني لدي شركته يحصل علي اكثر من 1500جنيه او مايعادل 300 دولار امريكي فقط.

طواقم العاملين في شركة السلام غير مؤهلين وغير مدربين والشركة اشترت لهم شهادات تأهيل !!!!

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فقط بل تجاوز الي التساهل في الاشتراطات اللازمة لعمل البحارة علي سفن وعبارات السلام .. فبينما تشترط القوانين الدولية صدور شهادات حتمية لكل من يحمل جواز السفر البحري ‘الاسود’ للعمل في البحار .. فان الامر يختلف في شأن البحارة العاملين لدي عبارات السلام .. فالاشتراطات تقضي بالحصول قبل مزاولة العمل علي دورة لاتقل عن شهر بأكاديمية خاصة للتدريب علي الامن والسلامة في مواجهة ‘الغرق والحريق’.. ولكن ما اعتاد عليه العرف علي استخراج الشهادات الحتمية للعاملين في شركة السلام وعباراتها للبحارة وهم علي متن السفينة ودون الذهاب للاكاديمية او اخذ التدريبات الفعلية.

لقد شكل ذلك واحدا من اسباب تدني مستوي البحارة بسفن السلام وجهلهم بإجراءات الامن والسلامة مما كان له اكبر الاثر في انهيار عبارات السلام الواحدة تلو الاخري .. ولعل ذلك ما بدا واضحا من خلال تخبط طاقم العبارة 98 الغارقة في التعامل مع كارثة السفينة وفشله في السيطرة علي ماحدث لها لافتقاده الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه المواقف.

شركة السلام …..عباراتها منتهية الصلاحية …. بيعت لغرض التقطيع ….. شهادتها مزورة

 

 

قصة العبارة المشئومة

تعد العبارة الغارقة ‘السلام 98′ واحدة من خمس عبارات قام ‘ممدوح اسماعيل’ وابنه ‘عمرو’ الذي يحتل موقع نائب رئيس مجلس إدارة شركة السلام بشرائها لصالح الشركة علي صورة ‘تقطيع خردة’ اي ‘ESCRAP’ حيث تم شراؤها من شركة ‘TERENIA’ الايطالية صاحبة العبارات .. كانت تلك السفن عشية شرائها في العام 99 غير صالحة للإبحار ومتهالكة ومرفوضة من هيئة الاشراف الدولي.. وكانت تحمل اسماء ايطالية علي النحو التالي: ‘العبارة السلام 94 مانزوني ‘ ‘العبارة السلام 96 باسكولي’ ‘العبارة السلام 98 بوكاشيو’ ‘العبارة السلام 92 بيتراركا’ ‘العبارة السلام 90 كاردوتشي’.
لقد تم شحن السفن الخمس الواحدة تلو الاخري الي ميناءي بورسعيد والسويس حيث جري تغيير اسماء السفن ووضع اسم ‘السلام’ بدلا منها.. وعلي الفور راحت الشركة المالكة الجديدة تحول العبارات الخردة إلي سفن للركاب فجري تحويل الجرأُ العلوي والمخصص للسيارات الي كبائن ركاب، سميت بكبائن ‘المنزلق’ وهي مبنية في السويس وغير صالحة للسكن.. وقد تم بناؤها علي يد ورش عادية وليس من خلال ترسانة بحرية كما تنص شروط الامان والسلامة.. كما جري تقطيع الجرأ العلوي والمخصص للسيارات الملاكي لكي تستطيع الشركة شحن برادات وثلاجات ‘دلة’.
وبالنظر لأن العبارات الخمس ‘الخردة’ تم شراؤها من ميناء ايطاليا اي من دولة اوروبية فإن عدد الركاب والكبائن المخصصة لهم قليلة الي حد كبير خاصة ان هذه السفن كانت تعمل بين جزر في داخل ايطاليا .. اي بين مسافات قصيرة .. فقد كانت تنكات المياه المخصصة للشرب والاستحمام قليلة .. ولذا وحتي تحقق شركة السلام اهدافها في زيادة سعة العبارة، وبالتالي فتح المجال لحمولة اكبر من الركاب فقد سعت الي زيادة المساحات المخصصة للركاب بكل الوسائل.

إن الامر المثير للتساؤل هو: كيف يسمح لعبارة لاتحمل اكثر من 1000 راكب بتحميل ما يقارب ال4000 راكب في مواسم الحج والعمرة لدرجة أن الشركة قامت بإنشاء حمامات للرجال والسيدات علي سطح العبارة الذي تحول إلي سكن للركاب الذين يتكدسون بالآلاف وينامون علي السطح طوال مدة الرحلة والتي تبلغ نحو 120ساعة من ميناء السويس إلي ميناء جدة وحوالي 16ساعة من ميناء ‘ضباء’ إلي ميناء ‘سفاجا’ .. ذهابا وايابا.. وبمقتضي ذلك انشئت بالسطح كافتيريا لبيع الأطعمة والمشروبات للركاب نظير مقابل مادي.. فيما العذاب هو السمة المشتركة التي يعاني منها الركاب الذين يتكدسون فوق بعضهم البعض طوال فترة الرحلة القاسية.

وقامت الشركة في السياق ذاته بتحويل ‘تنكات’ مخلفات الحمامات الي ‘تنكات شرب SEWAGEوذلك علي يد ورشة بالسويس.

ولأن المولدات لاتستطيع في الغالب تحمل الاحمال الثقيلة فكثيرا ما يتم فصل التكييف المركزي عن العبارة التي تتحول إلي جحيم لايطاق .. بل إن مياه الشرب نفسها يتم قطعها عن الركاب في حال نقصها خاصة ان مياه الشرب ‘الحلوة’ غالية الثمن في ميناء ‘جدة’ .. كما ان انواع الطعام التي تقدم رديئة للغاية ولحوم الجمعيات الرخيصة هي الغذاء المعروف علي العبارات .

 

 

سجل الشركة الأسود

والمثير في الأمر ان عبارات شركة السلام لديها تاريخ غير مشرف من الملاحقات والمخالفات غير المحدودة .. حيث تعرضت عباراتها لمواقف وحوادث مؤسفة .. ففي العام 2000 وبعد عام واحد من توقيع العقد بين شركة السلام وشركة ‘TERENIA’ الايطالية لبيع السفن الخمس بغرض التقطيع وليس التشغيل .. قامت شركة السلام بارسال العبارة ‘السلام 94′ الي ‘نابولي’ لتحميل ركاب اجانب .. غير انه من سوء حظ الشركة كان يتواجد في هذا الوقت صاحب شركة’TERENIA’ الملاحية وهو ايطالي الجنسية .. وما ان شاهد العبارة ‘السلام 94′ التي باعها سابقا الي شركة السلام تحمل ركابا حتي قام بإبلاغ سلطات ميناء ‘ايطاليا’ بهذه الواقعة .. وعلي الفور تم طرد العبارة ‘السلام 94′ من الميناء وتمت اعادتها الي الاسكندرية.

 

150 بندا غير مطابق للمواصفات !!!!!

موقف آخر تعرضت له العبارة ‘السلام 96′ داخل ميناء ‘برشلونة’ الاسباني في العام 2001 .. فبعد قيام هيئة الموانئ والمفتشين الهندسيين باسبانيا بالكشف علي العبارة ‘السلام 96′ بعد دخولها ميناء ‘برشلونة’ بحوالي ساعتين قادمة من ميناء ‘الاسكندرية’ وجدوا ان هناك ‘150′ بندا غير مطابقة لمواصفات السلامة .. وان السفينة متهالكة، ولا تستطيع نقل ركاب اسبان إلي موانئ اخري .. وبالتالي .. ولأن هؤلاء المفتشين لايستطيع احد شراءهم بالمال .. فقد تم الحجز علي العبارة ‘السلام 96′ داخل ميناء ‘برشلونة’ لنحو 20يوما الامر الذي دفع كلا من ‘ممدوح اسماعيل’ رئيس مجلس ادارة شركة السلام ونجله ‘عمرو’ إلي السفر إلي ‘اسبانيا’ لمحاولة الوصول لحل للمشكلة وبصحبتهما سبعة من المحامين المصريين.. الا ان كافة المحاولات التي بذلت في هذا الصدد باءت بالفشل الكامل.. خاصة بعد ان اكدت التقارير الهندسية ان العبارة لاتصلح للابحار ولايمكن ان تغادر الميناء الاسباني قبل ان تقوم شركة السلام بعمل اللازم تجاه ال’150′ بندا حفاظا علي ارواح الطاقم وكان عددهم ‘50′ مصريا و ‘75′ كوبيا.


خطة مثيرة لتهريب السفينة المحتجزة…!!!

وبدلا من اصلاح الاخطاء بحسب رأي الجهات الهندسية الاسبانية قام ربان العبارة ‘السلام 96′ وهو السيد ‘YANNI’ بإبلاغ هيئة ميناء برشلونة بأنه يريد مغادرة الميناء لان رصيف الميناء غالي الثمن وانه يريد الذهاب إلي منطقة ‘المخطاف الداخلي’ بميناء ‘برشلونة’ لأنها منطقة رخيصة.
وقد تم اعلان الربان بموافقة هيئة ميناء ‘برشلونة’ علي طلبه وتم بالفعل نقل العبارة ‘السلام 96′ إلي منطقة ‘مخطاف داخلي’ باسبانيا .. الا انه وبعد دخول الليل قام الربان ‘YANNI’ بالاستعداد للهرب من منطقة ‘المخطاف الداخلي’ الي عرض البحر .. الا انه وبعد ساعة واحدة وجد لانشا حربيا اسبانيا وراءه ويطالبه بالتوقف والعودة الي الميناء . ولكن الربان رفض واستمر في الملاحة الي ميناء ‘الاسكندرية’ .. ثم وبعد العودة قامت شركة السلام بنشر اعلان لتأجير السفينة خلال موسم الصيف حيث قامت شركة ‘اخناتون’ للسياحة بتأجيرها ولكن في رحلات الي تركيا واليونان وسوريا ولبنان.


نعم للإهمال واللامبالاة … لا للأمان والسلامة !!!

إن الاهمال واللامبالاة في شركة السلام المسئولة عن ارواح آلاف البشر لايعد ولا يحصي.. ففي احدي المرات واثناء ابحار العبارة ‘السلام 96′ في ميناء ‘رودس’ باليونان اغلق باب السفينة ‘RAMP DOOR’ علي الركاب اليونان والقبارصة ولم يفتح الا بعد ثلاث ساعات .. وفي العام 99 توفي المرحوم ‘محمد الجباس’ اثناء عمله في ميناء بورسعيد علي ظهر العبارة ‘السلام 94′ حيث كان يعمل علي سقالة لدهان جسم السفينة وقد سقط من ارتفاع 20مترا مصطدما بجوانب السفينة الحديدية ثم سقط في المياه لانه لايوجد حزام وسط كان من المفترض ان يتعلق به .. ولم تتحرك الشركة بتوفير تلك الاحزمة الا بعد وفاته حيث قامت بارسال 10 احزمة امان للسقالات .. ليس لحماية العاملين .. بل لأن جهات الامن اعلنت عزمها علي التحقيق في الامر .. وحين سألت شرطة ميناء بورسعيد كبير الضباط ‘طارق البلك’ عن هذه الحادثة اجاب بأن احزمة الامان موجودة ولكن الحادثة قضاء وقدر .

 

 

اسئلة حائرة


بقي علي ضوء ملابسات الكارثة وما تبعها وفي ضوء ما تكشف من معلومات أن نطرح العديد من الأسئلة الحاسمة التي تحتاج إلي اجابات صريحة وواضحة من اصحاب الشأن:

أولا: أين كانت الشركة وملاكها وهيئة الموانئ والجهات السيادية ومن يراقبون البحر ليلا ونهارا حين اختفت الباخرة في قاع البحر الاحمر لست ساعات كاملة فيما كان من تبقي من الناجين يصارعون الموت وسط امواج البحر الهائجة؟

ثانيا: اين الحقيقة فيما روي علي لسان القبطان ‘صلاح جمعة’ ربان السفينة ‘سانت كاترين’ التابعة للشركة من أنه طلب ابلاغ الجهات الدولية لإنقاذ السفينة الغارقة وان ادارة الشركة رفضت ذلك لأن الابلاغ عن الانقاذ سيكلفها مبالغ طائلة؟

ثالثا: اذا كان ارتفاع الامواج قد بلغ يوم الابحار (7) أمتار وبلغت سرعة الرياح ‘65′ ميلا وكانت الاحوال الجوية سيئة للغاية .. فكيف يتسني اصلا السماح للعبارة ‘السلام 98′ وللسفينة ‘سانت كاترين’ بالابحار في تلك الظروف القاسية برغم وجود آلاف الركاب علي متنهما.. ام ان الباحثين عن اكتناز المال لاتعنيهم ارواح المصريين؟

رابعا: بماذا نفسر عدم وصول اية برقية استغاثة من العبارة ‘السلام 98′ الي ادارة الشركة وهيئة الموانئ طيلة فترة الانقطاع .. ألا يعزز ذلك الاقوال التي اكدت ان اجهزة الاستغاثة بالعبارة معطلة عن العمل؟

خامسا: ماذا عن حقيقة ما قيل علي لسان بعض الناجين من ان لنشا ضم نحو ستة من البحارة من طاقم السفينة الغارقة قد هبط منها لحظة تعرضها للغرق وحمل معه كافة مستندات وأوراق العبارة متجها إلي جهة لم يعلن عنها حتي الآن؟

سادسا: اذا كانت العبارة الغارقة قد ارسلت لحظة غرقها اشارات استغاثة اوتوماتيكية الي كل من ‘لندن واسكتلندا وفرنسا’ .. فكيف لم يتسن الاتصال بالشركة وهيئة موانئ البحر الاحمر لإبلاغ تلك الاستغاثة خلال ست ساعات من الاختفاء..؟ وهل الجهات المعنية في مثل تلك الدول يمكن أن تتجاهل استغاثة سفينة تتعرض للغرق وتصمت طيلة ست ساعات دون ابلاغ السلطات المختصة او العمل من اجل انقاذ السفينة الغارقة وركابها بأية طريقة من الطرق؟

سابعا: اذا كان ‘ممدوح اسماعيل’ رئيس شركة السلام يقول في حواره مع الاهرام ان عبارات الشركة مجهزة بأحدث المعدات وانها جاهزة للتفتيش.. فليفسر لنا اسباب القرار السعودي بإعادة السفينة ‘السلام 94′ وسفينة اخري بدون ركاب بسبب افتقادهما لعوامل الامان والسلامة؟

ثامنا: يقول رئيس الشركة إن وقوع حادث او اثنين للعبارات التابعة لشركة السلام لايشكل نسبة كبيرة مقارنة بحوادث الطيران.. ونحن نسأله: ولماذا عبارات السلام بالذات ودون غيرها هي التي تغرق وتندلع فيها الحرائق؟ ولماذا عبارات السلام التي تعمل تحديدا علي خطوط (جدة سفاجا السويس)؟ ولماذا لم نسمع عن سفن اخري عالمية تغرق في البحار والمحيطات التي تمر بها؟

تاسعا: اذا كان طاقم العبارة الغارقة مدربا علي مواجهة الاخطار التي تتعرض لها السفن وهي كثيرة فهل من الطبيعي استخدام المياه في عمليات إطفاء الحريق الذي شب في الباخرة ام ان الطبيعي هو استخدام الرغاوي ووسائل الاطفاء الحديثة التي لاتدفع السفينة نحو الميل علي احد جوانبها بسبب تكدس المياه مما اسهم في ميلها ثم غرقها كما روي شهود العيان؟

عاشرا: اذا كان نحو اكثر من ثلاثمائة شخص قد كتبت لهم النجاة من الكارثة فإن اكثر من الف ابتلعتهم مياه البحر الاحمر بعد ان غاصت السفينة بهم في اعماقه.. والسؤال هنا: الم يكن حريا بطاقم العبارة اطلاق صفارات الانذار بتنبيه الركاب ومحاولة النجاة بأنفسهم بدلا من الموت داخل كبائن الموت بالسفينة الغارقة؟

حادي عشر: ان الشهود الذين قدر لهم النجاة اكدوا انهم ظلوا يتخبطون بالمياه لفترات تتراوح بين 20 و 50 ساعة انتظارا لمن يأتي وينقذهم.. واذا كان الامر كذلك فأين قدراتنا البحرية والجوية للتعامل مع كارثة بهذا النوع..؟ واذا كان الأمر علي هذا النحو الذي ظهرنا فيه علي مثل هذا المستوي من الضعف والتردد .. فهل يأمن مواطن علي نفسه في ظل هذا الاداء المتراخي لجهات ومؤسسات الدولة ‘العشوائية’؟!

 

 


الحقيقة الغائبة وراء غرق العبارة السلام 98!‬


مصادر مطلعة في شركة السلام أبلغت أحد مراسلي أمل الأمة أن السبب الرئيس في غرق العبارة كان نقل شحنة ضخمة من براميل البترول والزيوت السعودية المعروفة بجودتها وقلة أسعارها بالإضافة إلى الى الحمولة العادية من الأفراد والبضائع والشاحنات , كما أضاف ذلك المصدر أن حريقا بسيطا شب في مخزن العبارة أدى إلى اشتعال المخزن بما به من زيوت ومواد بترولية سريعة الاشتعال ومع تعطل نظام الاطفاء في العبارة ودخول مياه البحر بعد فتح الباب الخلفي بغرض الاطفاء وفيي ظل تعطل نظام تصريف المياه ….دخلت المياه ولم تخرج مما أدى الى غرق العبارة

ومهما كانت دقة هذه الرواية التي رواها أحد المهندسين العاملين في الشركة والغير راضين عما يحدث فيها والذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه , بغض النظر عن هذه الرواية دعونا نقرأ هذه التفاصيل المهمة لمنظومة ممدوح اسماعيل البحرية المسماة بشركة السلام , وبعد القراءة ستستطيع بنفسك الحكم على صحة هذه الرواية من عدمه

 


 

 مكافأة ممدوح إسماعيل على غرق العبارة!‬

 

"سيطرة" صاحب عبارة السلام على الموانئ المصرية لم تأتي من فراغ.. فبداية قام بوضع المُقربين منه في المواقع القيادية في شركاته.. وتباعاً أصبح يستخدم ذكاؤه في كيفية توسيع سيطرته فقام بتعيين مدير أمن سابق لميناء السويس مُعاونا له.. حتى أصبح يُسيطر بشكل كامل على كافة الرحلات التي تنطلق من ميناء السويس جدة ومن سفاجا ضبا جدة.

”الجدل”.. هو كان السمة الغالبة على الشركات المملوكة لممدوح إسماعيل.. فالسُفن العاملة التابعة له كانت تحمل اسم ”السلام” وإن اختلفت المسميات.. والأمر الأكثر جدلاً أن البحارة من العاملين في السفن التابعة له كانوا ممنوعين من الإشتراك في النقابة العامة العالمية للتجارة ”اليونيو” وكان الهدف من وراء ذلك ألا يسمح لهؤلاء البحارة بالاستفادة بالمزايا التي تقررها النقابة العامة العالمية للبحارة ومن بينها تحديد الرواتب الثابتة لهم مقارنة بزملائهم في بحار ومحيطات العالم المختلفة.. ومن بينها أن راتب الضابط بحار ثان لايقل بحسب الأجور العالمية عن 800 دولار امريكي.. وفي ظل غياب هؤلاء عن المشاركة في نقابتهم فلم يكن الضابط الثاني لدي شركته يحصل علي اكثر من 1500جنيه او ما يعادل 300 دولار امريكي فقط.

”التساهل” كانت سمة آخري سيطرت على الشركة حيث تساهلت الشركة في الإشتراطات اللازمة لعمل البحارة علي سفن وعبارات السلام.. فالقوانين الدولية تقضي بالحصول قبل مزاولة العمل علي دورة لا تقل عن شهر بأكاديمية خاصة للتدريب علي الامن والسلامة في مواجهة ”الغرق والحريق”.. ولكن هذا لم يتم تطبيقه عى العاملين.. ولعل ذلك ما بدا واضحاً من خلال تخبط طاقم العبارة 98 الغارقة في التعامل مع كارثة السفينة وفشله في السيطرة علي ما حدث لها لافتقاده الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه المواقف.

بعد ثورة 25 يناير المطالبات تزايدت بإعادة فتح التحقيق في قضية العبارة، وانتهت هذه المطالبات بقرار صادر من النائب العام بإعادة فتح القضية مرة آخري كما قرر إحالة البلاغات المقدمة من أهالي ضحايا العبارة ”السلام 98” لنيابات البحر الأحمر لفتح التحقيق وإفادته بما تم.
 
البلاغات التي قدمها أهالي ضحايا كارثة العبارة تضمنت وجود نحو 20 من الناجين مختطفين لإخفاء أسباب حريق وغرق العبارة ورفضهم قرار النيابة بقيد وتوصيف الجريمة على أنها جنحة وأنه لم يتم تسجيلها قضية بمحكمة الجنايات.

العبارة التي غرقت الساعة السابعة صباحا يوم 3 فبراير عام 2006 كان مُلاكها على عَلم بغرقها.. ولكنهم قاموا بمماطلة مسئولي الموانئ حتى يتم تأكيد خبر غرقها.. ضاربين بالحائط كل قواعد الإنسانية والأخلاق في تقديم المساعدة للضحايا الذين كانوا في صراع من نوع آخر مع أسماء القرش التي التهمتهم واحداً تلو الآخر.. دون جدوى.. ودون رد..

”الأدلة” محور آخر تطرقت إليه تحقيقات النيابة في الحادث حيث وُجهت اتهامات إلى ممدوح اسماعيل بإخفاء بعض الناجين الذين ثبت علمهم بوقوع تلك الكارثة منذ حدوث الحريق علي ظهر العبارة و انتهاء بغرقها كما تعمد مسئولو العبارة إلي اخفاء الأدلة القولية المتمثلة في شهادات ربان وطاقم العبارة المؤثرة شهاداتهم في إسناد الإتهام إليهم وبعضهم من المتحملين للمسئولية الجنائية معهم عن هذه الجريمة.

ممدوح إسماعيل، الذي وجهت له اتهامات بالقتل الخطأ لعدم إبلاغه السلطات فور علمه بوجود مشكلة على متن العبارة، تعمد هو وأعوانه إلى المغامرة والمُقامرة بأرواح الناس وممتلكاتهم، حال تعمدهم استخدام العبارة السلام 98 فى عمليات نقل الركاب والبضائع بطريق البحر، وذلك بالرغم من علمه بأن العبارة غير صالحة للأبحار.

”التأمين” الذي أراد مالك العبارة الحصول عليه كان هو السبب، وفقا لما أكده خبراء، حيث كشفت تقارير أن تقارير أن الشركة مالكة العبارة سوف تحصل على أكثر من 400 مليون دولار من إحدى شركات التأمين البريطانية التي كانت قد أبرمت معها وثيقة تأمين على أسطول العبارات الخاص بالشركة والذي يصل عددها إلى أكثر من 18 عبارة.

وبهذا ستكون شركة السلام وصاحبها الرابح الأول من وراء هذه الكارثة في ظل تأكيدات للشركة أنها ستدفع لكل ضحية 150 ألف جنيه للتعويض عن الكارثة التي حلت به حيث ستصل التعويضات للأفراد جميعا إلى مليار ونصف المليار جنيه في حين أن التعويضات التي ستصرفها الشركة من شركة التأمين البريطانية ستصل قيمتها إلى مليارين و400 مليون جنيه.

ومن موقع مصراوي والذى ينفرد في تحقيق بنشر كشف حساب ممدوح اسماعيل مع شركة ”ورلد ويد اوبيراتور”، حيث تم تحويل له مبالغ مالية تُقدر بـ 4.230.000.00  وذلك عقب غرق العبارة.. وهذه التحويلات مؤرخة في شهر أبريل أى بعد غرق العبارة بشهرين.

شيك رقم 815852 من البنك العربي – القاهرة بتاريخ 17 – 4 – 2006 بقيمة 50 ألف جنيه.
شيك رقم 815854 من شركة اوبتما لتداول الأوراق المالية بتاريخ 18 - 4- 2006 بقيمة 150 ألف جنيه.
شيك رقم 815855 من البنك العربي القاهرة بتاريخ 27 – 4 – 2006 بتاريخ 27 – 4 – 2006 بقيمة 100 ألف جنيه.

أما عن التحويلات إلى السيد ممدوح إسماعيل بالدولار، بحسب وثيقة يحتفظ بها ”مصراوي”، فهي كالتالي :

شيك رقم 815861 من البنك العربي – القاهرة بتاريخ 27 – 4 – 2006 بقيمة 100 ألف دولار.
شيك رقم 815862 من البنك العربي – القاهرة بتاريخ 2 – 5 – 2006 بقيمة 100 ألف دولار.
حوالة من شركة worldwide operators  (عمار أبو ناموس) بتاريخ 4 – 5 – 2006 بقيمة 700 ألف جنيه.
شيك رقم 815863 من البنك العربي – القاهرة بتاريخ 8 – 5 – 2006 بقيمة 50 ألف دولار.
شيك رقم 815865 من البنك العربي – القاهرة بتاريخ 8 – 5 – 2006 بقيمة 50 الف دولار.
شيكات رقم 815867 و 815868 و 815869 تم تحويله بتاريخ 24 – 5 – 2006 بقيمة 200 ألف دولار.
شيك رقم 815871 من البنك العربي – القاهرة بتاريخ 7 – 6 – 2006 بقيمة 500 ألف دولار.
حوالة من شركة worldwide إلى فندق كونكورد – شرم الشيخ بتاريخ 9 – 6 – 2006 بقيمة مليون دولار.
شيك رقم 287 من الشركة العربية لإدارة السفن بتاريخ 3 – 7 – 2006 بقيمة 100 ألف دولار.
حوالة إلى بنما، التي تعمل شركة السلام وفقاً لقوانينها البحرية، بتاريخ 6 – 11 – 2006 بقيمة 480 ألف دولار.
شيك رقم 18090 من الشركة العربية لإدارة السفن بتاريخ 12 – 12 – 2006 بقيمة 400 ألف دولار.
شيك من الشركة العربية لإدارة السفن بتاريخ 27 – 2- 2007 بقيمة 230 ألف دولار.
شيك دفعة لشركة MARINE ASSEKURANZ من ASM  بتاريخ 6 – 3 – 2007 بقيمة 120 ألف دولار.
حولة آلية من بريطانيا بتاريخ 2 – 7 – 2007 بقيمة 200 ألف دولار.

ولو قمنا بحساب كل هذه التحويلات بالدولار مُضافاً إليها قيمة التحويلات بالجنيه المصري فسنجد أن مجموع المبالغ يصل إلى 4 مليون دولار و282 ألف.

في النهاية سنظل نتذكر.. وستظل محفورة في أذهاننا ذكرى عبارة الموت.. لكن هل سيستمر الفاسدون في فسادهم أم سيتوقفون؟.. أم سيتم توقيفهم لتقديمهم عبرة إلى المجتمع؟.

سؤال وليس رأي هل من حق المستثمر تحقيق الأرباح والمكاسب على حساب أرواح برأيه؟.. وهل سيتم تجميد أرصدة ممدوح إسماعيل تساوياً بزملائه من المسئولين الوزراء الذين قرر النائب العام تجميد حساباتهم البنكية؟.

المصدر: منقول للامانة
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1071 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2011 بواسطة wwwaboqircom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,086,071