كشفت دراسة حديثة -صادرة عن كلية روزنستيل للعلوم البحرية والجوية بجامعة ميامي ونشرت بمجلة "مارين بوليوشن بوليتن"- أنه يمكن الاعتماد على تحليل دم أسماك القرش الأبيض الكبيرة لاستخدامه مؤشرا لصحة النظام البيئي البحري الذي تعيش فيه.

تركيزات عالية للمعادن الثقيلة
وجد فريق الباحثين تركيزات عالية من الزئبق والزرنيخ والرصاص في عينات الدم التي تم الحصول عليها من أسماك القرش الأبيض الكبير بجنوب أفريقيا. وقد كانت العينات تحتوي على مستويات تعتبر سامة للعديد من الحيوانات.

مع ذلك، لم تجد الدراسة أي آثار سلبية واضحة لهذه المعادن الثقيلة على العديد من المعلمات الصحية المقاسة بأسماك القرش، بما في ذلك حالة الجسم، وكريات الدم البيضاء الكلية، ونسب الخلايا المحببة إلى الخلايا اللمفاوية، مما يشير إلى عدم وجود آثار ضارة على نظام المناعة لديها.

ويمكن أن تنمو أسماك القرش البيضاء بطول ستة أمتار، وتشتهر بعيونها السوداء الكبيرة وأسنانها الحادة. وهي تلعب دوراً مهماً في نظامها الإيكولوجي، ويعد انخفاض تعدادها خلال السنوات الأخيرة -الناتج عن التدهور البيئي إلى جانب الصيد الجائر الذي يمارسه البشر ضدها- مصدر قلق بالغ.

وجمع الدم المستخدم بالدراسة من 43 سمكة قرش بيضاء تم التقاطها قبالة ساحل جنوب أفريقيا عام 2012. وقد تم رفع كل حيوان مفترس بعناية على منصة خاصة، مما سمح للعلماء بأخذ عينات من الدم وقياسات أخرى، وذلك قبل وضع علامات على الأسماك وإعادتها سالمة إلى موطنها في المحيط.

مؤشر لصحة النظام الإيكولوجي

يمكن أن تؤدي تركيزات عالية من المعادن الثقيلة في دم الحيوانات البحرية إلى مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك تدهور الجملة العصبية، أو إضعاف الجهاز المناعي.

مع ذلك، لم يجد الباحثون أي آثار سلبية على أسماك القرش البيضاء المشاركة في الدراسة على الرغم من مستويات المعادن الثقيلة العالية في عينات دمها التي تعتبر سامة بالنسبة للعديد من الفقاريات البحرية الأخرى.

وقام الباحثون بفحص عينات الدم لتركيزات من 12 من العناصر النزرة و14 من المعادن الثقيلة. وأظهرت النتائج تركيزات عالية من المعادن، بما في ذلك الزئبق والزرنيخ، والتي لا ترتبط بجنس القرش أو حجمه أو حالته.

وقد صرحت ليزا ميرلي المؤلف الرئيسي بالدراسة في التقرير الإخباري لجامعة ميامي قائلة "تشير النتائج إلى أن أسماك القرش قد تكون لديها آلية وقائية متأصلة فيسيولوجياً تمكنها من التخفيف من الآثار الضارة للتعرض للمعادن الثقيلة".

وعقب نيل هامرشلاغ المؤلف المشارك بالدراسة "بصفتها من الحيوانات المفترسة، تتراكم المواد السامة الموجودة بجسم الفريسة في أنسجة أسماك القرش بشكل حيوي، لذلك يمكن الكشف عن صحة النظام الإيكولوجي وانعكاسه على البشر من خلال قياس تركيزات السموم في دم أسماك القرش البيضاء، مثل الزئبق والزرنيخ". وأضاف "تحتوي أنسجة القرش الأبيض المدروسة على مستويات عالية من السموم، ومن المحتمل أن تحتوي الفرائس التي تتناولها على سموم، بما في ذلك الأسماك التي يأكلها البشر".

وتفيد هذه الدراسة في إنشاء خط أساس مرجعي لمستويات المعادن الثقيلة الموجودة في دم أسماك القرش الأبيض بجنوب أفريقيا. كما أنه يمكن القيام بأبحاث مستقبلية للاستفادة من خاصية أسماك القرش البيضاء تلك في تحمل آثار المعادن الثقيلة.

اعداد/ منال محي الدين

المصدر: موقع الجزيرة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 455 مشاهدة

الثروة السمكية فى العالم

wfish
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

169,562