|
وداعا طفلتى الجميلة
بقـلم/ عصام السـباعي
طفلة جميلة ينطق وجهها ببراءة الطفولة.. إذا رأيتها لن يسعك إلا أن تحبها وتثنى على براءتها .. تجاوز عمرها العامين بشهور.. ومع ذلك تشعر بذكاء حاد وبجمال طاغ تغلفه براءة الطفولة.
فى مواجهة بيتها يقبع هذا المحل الذى وعت على الدنيا فوجدت فيه كل ما تشتهيه طفلة فى مثل سنها من بسكوتات وحلويات وما شابه ذلك.
فى البداية كانت أمها تحملها وتشترى لها ما تريد.. وأحيانا يقوم الأب بنفس الدور.. ولكنها أصرت بعد ذلك أن تذهب بمفردها لتشترى بنفسها ما تشاء كانت الأم تضطر تحت ضغوط بكائها والحاحها أن تتركها تنزل لتشترى لنفسها ولكنها كانت تراقبها من النافذة لتطمئن عليها رغم أن المحل تحت المنزل مباشرة وليس هناك أى شىء يثير القلق عليها.
وتمر الأيام على ذلك المنوال.. ولكن!
كان للقدر رأي آخر فى ذلك اليوم.. كان لقضاء الله رأي آخر فى ذلك اليوم.. خرجت الصغيرة كعادتها ووقفت أمام باب المحل فى انتظار أن يتفرغ لها البائع حيث كان مشغولا ً بإنزال البضاعة للمحل من السيارة و....
وفجأة ودون سابق انذار تعود السيارة الى الخلف.. تسقط الصغيرة تحت العجلات يسرع الأهالى لنجدتها.. تتعالى الأصوات والصيحات: حاسب يا اسطى .. حاسب .. اطلع لقدام.
تحمل الصغيرة الى المستشفى لانقاذها.. ولكن أمر الله قد نفد..
يحزن عليها كل من يعرفها أو يعرف عمها الشهيد صبرى حزنا ً شديدا ً.. تتم الاجراءات والمراسم لدفن الصغيرة فى قبر عمها الشهيد.. ينزل أبوها ليدفنها بنفسه ويلقى آخر نظرة عليها ومعه آخرين وفى انتظارهم كانت المفاجأة !!
إذا بجسد الشهيد صبرى كما هو لم يتحلل كأنه مدفون الآن .. رغم إنه مضى عام كامل على استشهاده ودفنه!
المفاجأة الجمت الحاضرين صمتوا جميعا من المفاجأة وكأنما على رؤوسهم الطير الا أبو الطفلة لم يتمالك نفسه.. شعر بفرحة عارمة أنسته حزنه على وفاة صغيرته .. تأكد أن أخاه قد استشهد على الحق بدليل حفظ الله عز وجل لجسده من البلى.. صار يضحك ويبكى فى آن واحد ويقول:
فرحى بأخى أنسانى حزنى على ابنتى
فرحى بأخى أنسانى حزنى على ابنتى
تمت
الثلاثاء الموافق
|
