قصة قصيرة
افكار .. وأفكار
<!--بقلم/ الداعية : عصام السباعي
الساعة الآن تدق العاشرة .. لا أدرى كم من الوقت مضى وأنا جالس الى مكتبى , ربما أربع ساعات أو خمس وربما أكثر.. لابد أن أتوجه الآن الى فراشى حتى أستيقظ نشيطا صافى الذهن ولكن لا, ليس الآن لاضير من ان أمكث نصف ساعة أخرى أسترجع فيها معلوماتى وأمر عليها مرورا سريعا فغدا هو أول أيام الامتحان ولا بد أن أكون على أتم استعداد.. لابد .......
ياالهى !! ماهذا ؟
لقد نسيت نفسى مرة أخرى.. السا عة الآن تجاوزت الحادية عشر فلأتوجه فورا الى فراشى فأناالآن مستعدتماما
لذلك الشىء الذى يسمونه امتحان!!
لاأدرى من العبقرى الذى ابتدع هذا النظام البغيض الى نفسى ؟ هل يستطيع يوم واحدأن يحدد مستوى عام كامل
من الدراسة والتحصيل؟
هل يكفى يوم واحد لقياس جهد بذلته طوال عام كامل؟..هل ضمن ذلك العبقرى أن حالتى النفسية ستكون مهيأة للآمتحان فى ذلك اليوم بالذات؟ على كل لاداعى للأسترسال فى هذه الأفكار فليس مجالها الآن المهم الآن أن أغمض
عينى وأنعم ببعض الراحة..
مازال القلق يساورنى .. ما زال التوتر يسيطر على أعصابى, النوم يجافى عيناى,حتى أفكارى تأبى ان تتوقف عن الاسترسال.. تمر أمام عينى كشريط تبدو أحداثه غير مترابطة.. ها هو زميل لنا يضبطه مراقب اللجنة وهو يحاول ان يلتقط اجابة سؤال من زميل اخر فما كان من المراقب الا عمل محضر غش للأثنان ,زميل اخريحاول اخراج شىء ما
يضبطه المراقب , كان محضر الغش أيضا من نصيبه , زميل ثالث يصاب بصداع شديد لم تفلح المسكنات فى القضاء عليه ..
مازالت الأفكار السوداء تطاردنى.. اثنان من الطلبه يتشاجران بعد الخروج من الامتحان ,فقدأراد الأول أن يأخذاجابة
سؤال من الثانى, ولكن الثانى أبى أن يخالف ضميره ويهدى ثمرة جهوده لمن لم يفتح كتابا طول العام ..
الآن بدأت الأفكار السوداء تختفى تدريجيا وها هو النوم يداعب أجفانى.. ها هو النوم يداع ......خ خ خ .....
ياالهى ! ماذا أرى أمامى ؟؟ هل أنا فى حلم أم حقيقة!؟
المناظر تبدو غير واضحة أمامى .. ربما أكون فى حلم أو يكون سهرى بالأمس فى المذاكرة اثر على ..ولكن لا لايمكن أن يكون حقيقة, فهذا السؤال بالذات ذاكرته بالأمس جيدا , ليس هذا فحسب وانما السؤال الثانى والثالث !
يالهى! ان كل الأسئلة التى أمامى فى ورقة الأمتحان قد ذاكرتها بالأمس!
اجيب على الأسئلةبمنتهى السهولة .. تتتابع الأفكار فى رأسى مرة أخرى ولكن هذه المرة ليست أفكارا سوداوية, وانما أفكارا مبتهجة أفقت منها على صوت يقول : الزمن المخصص للأجابة انتهى , ووجدت يدا تمتد نحوى لتأخذ ورقة الاجابة منى.. عند ذلك فقط أدركت اننى لم أكن فى حلم وانطلقت اعدو مهرولا خارج اللجنة!