مصر تتحدث عن نفسها !
بقلم: عصام السباعي
الداعية الإسلامي
لست أدرى ما حدث لى !
فقد جف عن المداد قلمي ، وتاهت الأفكار من عقلى ، وتخبطت الكلمات في فكرى ،وتصارعت العبارات فى ذهني .. حيرى ..لا تستطيع التعبير عما فى نفسى..
توقف القلم وشل التفكير وغاب التعبير، وأصبحت فى وحدتى أسير..
أنعى ضياع الصديق ..
أبكى اختفاء الخليل ..
أرثى انتحار الوفاء والإخلاص على مذبح الجحود ونكران الجميل..
اسأل نفسى الام انفض الرفاق من حولى؟!
ولماذا انصرفوا فى محنتى عنى؟!
أسأل نفسى : أين الصديق المخلص والرفيق الوفي؟!
أين أجد ذلك الانسان الذى يعطى ودون ان يطلب؟
الذى يأخذ دون أن يجحد؟!
الذى يساند الحق دون أن يطلب ثمنا لذلك؟!
الذى يرى الباطل فلا يؤازره طمعا فى مال أوجاه؟!
أين أجد ذلك الانسان الذى تغلب انسانيته على أنانيته ، ويغلب حلمه على جبروته ، ويغلب عدله على استبداده ؟!
أين أجد ذلك الانسان الذى يغلب ايثاره على أنانيته ، ويغلب حلمه على جسارته ويغلب ضميره على سطوته؟!
أين أجد ذلك الانسان الذى الذى لا تستعبده شهوته ولا تجرفه رذيلته ولا تستبد به اهواءه؟!
لقد بحثت عنه كثيرا دون جدوى ..فى المعارضة .. فى جبهة الانقاذ .. فى جبهة التمرد .. فى الدستورية .. فتشت عنه فى كل مكان حتى كل متني وتعبت أقدامي دون أن أعثر له على أثر..
ولكنى لن أيأس ، فإنني واثق أننى يوما ما سأجد ذلك الانسان الذى أبحث عنه لينقذني من عواقب المرحلة الانتقالية بعد نظام فاسد نجح فى تشتيت الوطن طوال عقود من الزمن ..
يوما ما سأجد ذلك الانسان الانسان .