هل لقاء الأستاذ عمرو موسى بالمهندس خيرت الشاطر هو خطيئة سياسية تُحسب على وزير خارجية مصر الأسبق؟
البعض يراها نوعاً من الخرق السياسى للحظر المفروض من قِبل المعارضة السياسية على نظام الحكم الحالى، أما أقلية الناس فتراه نوعاً من الحوار الطبيعى والمنطقى بين سياسى ينتمى للحكم وآخر ينتمى للمعارضة.
وما زلنا فى مصر نرى أن «اللقاء»، بصرف النظر عن «المحتوى» الخاص به، هو جريمة شنعاء.
وهناك نظرية فى علم التفاوض وعلم الإدارة الحديثة تقول لا تسألنى عمن قابلت ولكن اسألنى عما نتج عن لقائنا.
من هنا أعتقد أنه ليس مهماً أن يكون هناك لقاء بين الشاطر وموسى بقدر أن نعرف ما الذى نتج عن هذا اللقاء.
مثلاً، هل وعد موسى خيرت الشاطر بشىء؟
هل تم الاتفاق بين موسى والشاطر على شىء يضر بالمعارضة وتماسكها؟ هل باع موسى شيئاً واشتراه منه «الشاطر»؟
فى يقينى ومعرفتى الجيدة بشخص عمرو موسى فإنه ليس هذا الذى يبيع مبادئه أو يخون زملاءه أو يضر بتماسك المعارضة.
أعتقد أن موسى يعيش فترة لا تقل عن 6 أشهر من القلق المتزايد لوصول علاقة الحكم بالمعارضة إلى حالة من الجمود والتعطل الشديد الذى يؤثر بشكل شديد السلبية على مستقبل البلاد.
إن عمرو موسى بما يملك من رؤية مستقبلية وخبرة سنوات فى فهم التجارب العالمية وبالذات تجربة الهند وتجارب العديد من أنظمة العالم الثالث يعرف أن مثل هذه العلاقة بين الحكم والمعارضة فى مصر سوف تنتهى -لا محالة- إلى انفجار عظيم قد يأكل الأخضر واليابس فى البلاد.
وأعتقد أن عمرو موسى، الذى عاش أكثر من نصف قرن من الدبلوماسية، اكتسب خبرة أن الحوار العلنى أو السرى أو وجود قناة خلفية للحوار لا يعنى بالضرورة التفريط فى المبادئ والقيم، لكنه ضرورة أساسية فى العلاقة بين الخصوم السياسيين أو حتى أعداء الوطن.
من هنا يجب أن نترفق فى محاسبة الغير ولومهم قبل أن نعرف بالضبط حقيقة ما قالوه وما فعلوه.
الحوار، فى علم الدبلوماسية، وفى أصول السياسة، يجب ألا ينقطع حتى فى أحلك الظروف، والبديل الوحيد له ليس القطيعة ولكن الهلاك والعياذ بالله.
لا تلوموا عمرو موسى لأنه سمع واستمع، وقال وحدث، المهم هل فرط فى شىء؟
هذا هو السؤال.. وتلك هى المسألة.