<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]--><!--<!--
القانون والمحرم :
أن القانون موضوعيا هو بمثابة الحد الذى تقف عنده الشهوات والملذات وبالتالى الملاحظ أنه عند هذا الحد تبدأ الرغبة ، والرغبة وفق المنظور النفسى التحليلى : هى التى تميز الانسان عن الحيوان ، فحدود الاخير يراها فى الاشباع ، أى لا تخضع الا للقوانين البيولوجية ، أما الانسان فحدوده قد تكون قبل الاشباع وأهدافه بعده .
الرغبة تتمخض بعد اشباع الحاجة ، وتتأس فى اللحظة التى يتدخل القانون ليضع الحد الفاصل بين المستباح وغير المستباح ، إذ من هذه النقطة تبدأ العملية النفسية فى اعتماد المحرم محوراً اساسيا فى بناء الذات ، إن انعكاس القانون فى الذات ان لم يسبقه تمهيد وتصور هو تهديد يطاول البنية النفسية ويصبح اشبه بالتهديد بالخصاء ، وهذا لا يعنى كما يتصور البعض فقدان الأعضاء الجنسية ، إنما يطاول الرغبة فى شكلها المباح والغير مباح ، يطاول كل ما هو موضوع الرغبة ، فحرمان الثرى من ثروته هو خصاء ، وكذلك حرمان الحاكم من سلطته هو خصاء والأم من طفلها ................. الخ .
فالقانون هو الحد الفاصل لموضوع الرغبة : كونه يفصل هذا الموضوع على قياس وجود الشخص ، فالعيش من دون قانون يولد قلقا لا يحتمل لأنه يلغى تحديد الوجود ، إن الشخص الانحرافى أو المحتال أو الشاذ إذا قلت له أنك حر من كل القيود والقوانين يصاب بهلع لأن الحياة تصبح مستحيلة فهو فى حاجة ماسة لهذا الحد ، الى القانون لكى يبنى رغبته على اساس نفيه ، يقول فرويد ان القانون عملية نفسية اساسية فى تكوين المجتمع قبل ان يصبح نصوصا تنتشر ، يستخلص فرويد بأن القانون هو كناية عن الأب المثالى أى الأب الميت الطوطم .
لا يمكن لدولة القانون ان تتحقق ما دامت عالقة فى شباك الطائفية والمذهبية ، فحتى تصل الرسالة الى النفوس يجب ان تمر عبر القنوات التى تحقق الهوية الواحدة والانتماء الموحد وعلينا العمل ان يكون بلد القانون الذى هو المرجعية للجميع مهما كان انتمائهم الدينى أو السياسى .