<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
الطائفية وفوبيا الاسلام :
الثورة جعلتنا نفكر بصوت عال فأصبحنا لا نخاف من قول ما كنا نفعله بالخفاء منذ السبعينات ظاهرة الطائفية لها جذورها الضاربة فى التاريخ وليست وليدة نظام معين ، ولكن مما لا شك فيه ايضا هو ان الانظمة الديكتاتورية لم تعمل يوما على محاربتها ، لا بل وعلى العكس تماما كرستها وأضعفت الهوية الوطنية الجامعة .
الانظمة ربحت فى لعبة الطائفية ونجحت فى تحريك اللاشعور الجمعى عند الاقليات فحيدتها عن الثورة لا بل واستثارت عدوانيتها تجاه الشعب الثائر ، يمكننا ان نستنتج وبشكل واضح ان موقف الاقليات المعادى للثورة هو ليس حبا فى الانظمة ولا تأييدا لها وإنما هو خوف وجودى من الاسلاميين .
الطائفية واقع موجود فى مجتمعنا شئنا أم أبينا وهذه حقيقة جارحة لكثير منا ، لكل من كان يحلم بوطن يكون فيه الاحساس بالهوية الوطنية والمواطنة اقوى من الهوية الطائفية والمذهبية ، ان انكار العلة على مبدأ قومية عربية على بعضنا وكفى لا يعنى عدم وجودها إن الاعتراف بهذه الطائفية إنما هو أول خطوة علاجية لها .
يمكننا تعريف الطائفية من وجهة نظر علم النفس بأنها السلوك العدوانى تجاه شخص ما أو مجموعة ما بسبب انتمائهم الدينى ، الطائفية هى حالة خاصة من حالات التصنيف الاجتماعى وهنا طبعا يتوجب علينا التمييز بين الانتماء لطائفة معينة وهو أمر طبيعى وعادى وبين الطائفية كسلوك عدوانى .
تبقى طائفية الأكثرية ردة فعل على حالة يشعر بها الفرد بالغبن والظلم ( من المفروض ان تزول بزوال هذه الحالة ) ، بينما طائفية الأقليات فهى ناتجة عن خوف عميق كامن فى المساحه اللاشعورية من الذاكرة الجمعية ، لن يكون هناك بديل عن دولة المواطنة والديمقراطية لتجاوز الهوية والانتماء الطائفيين والانتقال الى الانتماء والهوية الوطنية الشاملة