أدى الانتشار الواسع للسوسة الحمراء في معظم البلدان العربية إلى تهديد ثروتنا العربية من النخيل، وبصفة خاصة في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، حيث يوجد في الدول الثلاث أكثر من سبعين مليون نخلة، مهددة بالهلاك بسبب هذه السوسة الملعونة، الوافدة على مصر ودول الخليج من الهند، ولذلك تسمي "السوسة الحمراء الهندية" وهذه السوسة تصيب النخيل بكافة أنواعه من نخيل الزيت وجوز الهند وبعض أنواع نخيل الزيت الأخرى، لكنها تفضل نخيل البلح لملائمة أنسجة جذع النخلة لحياة الحشرة من حيث درجة الليونة والمكونات الغذائية.


وتنتشر هذه الحشرة أيضاً في آسيا وأفريقيا بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل جزر الفلبين وبورما وكمبوديا وسيلان والهند، وهي تقضي علي النخلة تماماً إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في فترة من عام إلي عامين، حيث تصل إلي المنطقة النامية من النخلة، والتي تسمى الجمارة، فتؤدي بالتالي إلى موتها وهلاكها، حيث يحدث تآكل تام لجذع النخلة من الداخل، ويصبح مجوفا لا يقوي علي حمل جسم النخلة فتسقط مع هبوب الريح.


والحشرة، عبارة عن سوسة يبلغ طولها حوالي 4 سم وعرضها حوالي 1 سم، لونها بني مائل للاحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، ولها خرطوم طويل هو أقصر في الذكر منه في الأنثى، كما يتميز الذكر عن الأنثى بوجود زغب على السطح العلوي للخرطوم، وتعيش الحشرة الكاملة حوالي 2 - 3 أشهر. ويمكن مشاهدة الحشرة على مدار العام، ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهري مارس ويونيو. والحشرة الكاملة لا ضرر منها، لأن العذارى في الشرائق تكون عادة في المحيط الخارجي بساق النخلة أو في قواعد الكرب.


وبعد التزاوج، تضع الإناث حوالي 200 - 300 بيضة في الثقوب التي تحفرها، أو في الجروح بمنطقة التاج أو في أباط الأوراق. كما تضع الإناث بيضها في الثقوب التي تحدثها الحفارات الأخرى (حفار ساق النخيل وحفار العذوق)، إضافة إلى الثقوب والجروح التي تحدثها الآفات الأخرى، وعلى الأماكن المجروحة من خلال العمليات الزراعية، كالتكريب وقلع الفسائل والسعف وغيرها من الأعمال التي تحدث جروح في النخلة، ويصل طول البيضة التي تضعها السوسة إلى حوالي 2 - 3 مليمتر، ويكون شكلها اسطوانيا، وتفقس بعد حوالي 3 - 5 أيام لتعطي اليرقات.


وتعتبر اليرقة هي الطور الضار للحشرة، حيث تسبب أضرارا بالغة بالنخلة، وتجعل من الساق اسطوانة فارغة تماماً، إلا من الأنسجة المهترئة لأنها شرهة التغذية. ويكون لون اليرقة أبيض مصفر أو حليبي، ولها رأس أحمر ذو فم قارضة ذات فكوك قوية جدا و تتميز يرقة سوسة النخيل بأنها عديمة الأرجل ذات شكل كمثري تقريبا، ولليرقة 13 حلقة ويصل طولها إلى حوالي 6 سم عند اكتمال النمو وفترة حياتها، تتراوح ما بين 2 - 3 أشهر، وبعدها تتعذر داخل شرنقة، والشرنقة تنسجها اليرقة من ألياف النخيل.


وتعيش العذراء داخل الشرنقة لمدة أسبوعين تقريبا تتحول بعدها إلى الخادرة، ويكون لونها أصفرا مسمرا، لتتحول بعدها إلى الحشرة الكاملة، لتبدأ بالتزاوج ووضع البيض من جديد.
وقد أتت السوسة الحمراء علي عدد كبير من النخيل في أكثر من دولة، وحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة فقد كان حجم الإصابة بالإمارات العربية المتحدة عام 1990م حوالي ألف و300 نخلة. وفي عام 2005م، قفز إلي حوالي 70 ألف نخلة، وفي السعودية كانت الإصابة حوالي ألف و400 نخلة، قفزت إلي حوالي 180 ألف نخلة.


وفي مصر قفز العدد من 3 آلاف إلى أكثر من نصف مليون نخلة. وتشير الإحصاءات إلى أن بعض الدول فقدت جانباً كبيراً من ثروتها من النخيل، ومنها الجزائر التي اختفي منها التمر من نوع 'برحي' بسبب سوسة النخيل.


ورغم وجود العديد من الآفات الأخرى التي تصيب النخيل، مثل حفار ساق النخيل وفراشة البلح الصغرى وحشرة الدوباس، فإن سوسة النخيل هي أخطرها، ولهذا قامت معظم الدول العربية المنتجة للنخيل بوضع برامج لمقاومة هذه السوسة وإصدار قوانين الحجر الزراعي لمنع انتشارها.


ومع ذلك فإنها مازالت تشكل تهديداً خطيراً لثروة النخيل العربي، ومكمن الخطورة، أن جميع أطوار هذه السوسة تتجمع داخل جذع النخلة الواحدة، حيث يمكن لخمسين أو أكثر من أطوارها المختلفة العيش معاً مما يشكل تهديداً خطيراً لحياتها ويقدر عدد أجيال هذه السوسة في العام بحوالي 3 أجيال، يمكنها القضاء على أعداد هائلة من النخيل بسهولة.


ولمكافحة هذه السوسة، يتم نشر المصائد الخاصة التي تسمى "مصائد فرمونية" لجذب هذه الآفة والقضاء عليها، مع معالجة الأشجار المصابة بهذه الآفة بالمبيدات الكيماوية الملائمة وبالطرق الخاصة للمكافحة وفقاً لتعليمات الجهات المختصة، ويجب التخلص من الأشجار المصابة إصابة شديدة بخلعها وتقطيعها وحرقها في حفر خاصة حتى الرماد وطمرها حتى لا تنقل العدوى للأشجار السليمة.


وينصح الخبراء بتعفير النخيل بأحد المبيدات المناسبة في منطقة الجمارة وأماكن فصل الفسائل والجروح، على أن يتوقف الرش أو التعفير خلال فترة التلقيح وقبل شهرين من موعد جمع الثمار.

المصدر: موقع قناة بيئتى
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 163 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2011 بواسطة wahate

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

29,713