د. سامى الطوخى - استشارى التدريب فى العلوم الادارية والقانونية والقضائية

التاريخ يشهد مولد حضارة الأمة العربية ووحدتها

العرب يصنعون تاريخ ثورة حضارتهم

وعى – حرية – نهضة - وحدة

د. سامى الطوخى

 

لن أقول أنها أحلام اليقظة لي ولكل مواطن عربي – بل أقول أنها حقيقة ميلاد حضارة امة عربية تصنع تاريخها وتجعل العالم من المشرق الى المغرب يحترم ويبهر بعزيمتها وارادة التغيير وريادة المستقبل القائم على الحرية والكرامة واحترام حقوق الغير والتنمية والرفاهة والعدالة الاجتماعية وانتشال العالم بأسره من فساد الرأسمالية الإقطاعية الطبقية إلى الرأسمالية الاجتماعية التي بها يستطيع الخلق جميعا مهما كانت ديانتهم أو أصولهم أو لغاتهم وأرائهم أن يعيشوا في رفاهة وتنمية وعدالة .

علينا أن نقرأ التاريخ جيدا:

منذ قديم الزمان ، حينما نقرأ التاريخ نجد العالم ملئ بالمؤامرات  ، فمعروف في التاريخ القديم كيف قام هتلر باختلاق واقعة هجوم بولندا على ألمانيا لكي يجتاح بولندا في ساعات ، وليبدو وكأنه في حالة دفاع شرعي وتقوم الحرب العالمية الثانية .

وفى التاريخ الحديث أيضا قرأنا أيضا كيف تم افتعال الهجوم على مركز التجارة العالمي والبانتجون الامريكى بمخطط حكومى لاختلاق حالة الدفاع الشرعي أيضا لتبرير احتلال أفغانستان ثم العراق ... من اجل التواجد العسكري على حدود روسيا ودول أخرى ومن اجل النفط .... وأشياء أخرى

ومن داخل الدول وأنظمة الحكم الديكتاتوري نجد كيف إن بعض أجهزة الأمن نفسها تفتعل الفتن الطائفية والدينية والقبلية والعشائرية وكيف إن بعض الحكومات مع الأسف يصل بها الأمر لحد تأجير جنود مرتزقة ضد شعوبها فقط من اجل البقاء على كرسي الحكم ولكي تبرر على غير الحق قوانين للطوارئ والقمع على مدار عقود من الزمان ولكي يعيش الناس دائما في هواجس الأمن فلا يفكرون فى فشل تلك الحكومات في تحقيق التنمية لشعوبها .

وعلينا أن نعرف :

إننا إن لم نخطط لأنفسنا ....فهناك من يخطط ضدنا

وعلينا أيضا إن نعرف إن هناك أمل :

فقد رأينا جميعا قدرات الشعوب في تونس ومصر وليبيا ....عندما إرادات الحرية والكرامة تمهيدا للتنمية والرفاهة والعدالة الاجتماعية .

وهناك أمل أيضا في الوحدة العربية والاتحاد العربي وإزالة الحدود السياسية التي زرعها الاستعمار قبل رحيله لتظل الدول العربية ضعيفة مقسمة  -  فقد رأينا نماذج حية نابضة بالأمل والمعرفة والوعي في كثير من بلداننا العربية ، كيف أن الشعوب العربية على قلب رجل واحد فى أحلامها وأمنياتها في التقدم والازدهار والعيش فى سلام .

 وعلينا أيضا أن نخطط استراتيجيا ونعمل :

فبعد أن تحقق الشعوب العربية حريتها وكرامتها ، عليها أن تعرف ان ثورتها الحقيقة  من اجل التنمية لابد من أن تبدأ لتحقيق استدامة التنمية والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية بأدوات ووسائل عديدة منها  :

-         إنشاء خطوط سكك حديد تربط الأقطار العربية .

-         مشروعات وصناعات مشتركة.

-    إقامة مدن جديدة بخطط مشتركة على الحدود بين الدول العربية فبواسطتها تتقارب الشعوب وتكون أماكن  للمشروعات والمصانع المشتركة

-         ويمكننا استخدام نظم الفرانشيز لجلب صناعات متطورة مشتركة كصناعة السيارات والحاسبات والتكنولوجيا ...الخ

-   كما يمكننا استخدام إستراتيجية دمج المصالح بإنشاء مشروعات مشتركة عربية وأسيوية وأوربية وأمريكية مثلما تم في دول عديدة أروبية وأسيوية وغيرها حيث نجد على سبيل المثال ان تصنيع السيارة الواحدة يتوزع بين عدة دول ويتم التجميع فى دولة اخرى فلا يمكن ان يحدث مقاطعة وتتشابك المصالح وتتقارب الشعوب .

-         إنشاء الهيئة العربية للسكك الحديدة .

-         إنشاء برلمان عربي لتوحيد التشريعات .

-         إعطاء العمالة العربية الحق والأولوية في تلبية احتياجات الدول العربية التي تحتاج لمزيد من العمالة .

-         ....الخ .

ويعد ذلك تطبيق لمفهوم دمج المصالح ومبدأ  " رابح - رابح "بين الاشقاء العرب ثم بينهم وبين كافة دول العالم .

علينا أن نعلم ويرسخ في وجداننا قبول أنفسنا وقبول الآخرين :

فقد خلق الله الناس جميعا وجعل الخير متاح للجميع وكل ما نحتاج اليه هو العدالة والبناء والتنمية

وكما يقول الفقيه بن تيمية :

 " أن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة "

فالعدل أساس التنمية المستدامة للبشر جميعا

وأخيرا وليس أخرا علينا أن نسعى لتحقيق العدالة ومن أدواتنا الأساسية  استحداث قوانين للشفافية والمساءلة  في إدارة الشئون العامة وفى كل قطاعات الدولة .......وهناك أيضا الكثير.

 

ولأنني مثل ملايين الأشقاء العرب أتمنى من عميق وجداني وفى أحلام اليقظة والمنام  لبلداننا وشعوبنا العربية السلام والتنمية والازدهار والعدالة الاجتماعية والاقتصادية .

ولأننى أيضا مثل ملايين المصريين والأشقاء العرب اعترف بأننا لسنا أفضل من غيرنا من الشعوب ولكننا أيضا لسنا اقل منهم ذكاءا وتفكيرا وتخطيطا فجمعيا أولاد ادم عليه السلام.

ولذلك من حقنا ان نعيش كشعوب ودول متقدمة وكل ما علينا ان نخطط استراتيجيا لأنفسنا وأن نخرج أفضل ما فينا ، واعتقد ان شبابنا وشعوبا العربية قد اجتازت مرحلة الوعي الى الفعل والعمل وها هي على أعتاب الحرية والكرامة وفى طريقها الى التنمية والعدالة الاجتماعية وفى الافق رؤيتنا وحدة عربية " الاتحاد العربي " ولنتذكر أننا أقوياء بشعوبنا ومواردنا وقد رأينا العالم الغربي جميعه كيف لا ينام ليشهد مولد حضارتنا في ترقب أحيانا وخوف أحيانا أخرى ولكن علينا ان ننتج مثل اليابان ما يجعلنا ذي أهمية محورية لاقتصاديات العالم ومن الآن ولأننا بدأنا ، فيجب أن نقول : ارفعوا رؤؤسكم أيها العرب فحضارتنا قادمة بإذن الله .

التوقيع :

مواطن مصري عربي وافخر بذلك .

 د . سامي الطوخى

 

المصدر: د. سامى الطوخى
  • Currently 101/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 665 مشاهدة
نشرت فى 5 مارس 2011 بواسطة toukhy

ساحة النقاش

PLAdminist

ينبغي أن تعمل الأمة العربية بكل جد على استعادة أمجادها وأن تخطط لاستراتيجية عربية شاملة للنهوض بالدول العربية لتكون في مصاف الدول المتقدمة ، وعلى الدول العربية أن تتكاتف بين بعضها البعض ، وأن تدرك أن الاستعانة بالخارج والأجانب لن يفيدهم وقت الأزمة . خالص التقدير لهذا المقال الرائع.
خالص تحياتي
أخوك/أحمد الدقن

د.سامى الطوخى

toukhy
هاتف متحرك 00971501095679 البريد الالكترونى [email protected] دكتوراه في العلوم الإدارية والقانونية - بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى ، كلية الحقـوق جامــعة القاهرة . - حوالي 20 عاما من الخبرة العلمية والعملية في مجال التدريس والتدريب المتعلق بمجالات عديدة فى التنمية الإدارية والقانونية والقضائية فضلا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

270,161