عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » العين
حق ، ونهى عن الوشم « [35] .
وقال صلى الله عليه وسلم : » العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته
العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا « [36] .
قال ابن حجر قوله : » باب العين حق « أي : الإصابة بالعين شيء ثابت
موجود ، أو هو من جملة ما تحقق كونه » [37] .
قال المازري : « أخذ جماهير العلماء بظاهر هذا الحديث وقالوا : العين حق ،
وأنكره طوائف من المبتدعة ، والدليل على فساد قولهم أن كل معنى ليس مخالفاً
في نفسه ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فإنه من مجوزات العقول إذا أخبر
الشارع بوقوعه وجب اعتقاده ولا يجوز تكذيبه ، وهل من فرق بين تكذيبهم بهذا
وتكذيبهم بما يخبر به من أمور الآخرة ؟ » [38] .
ونقل ابن حجر عن المازري قوله : « زعم بعض الطبائعيين أن العائن
تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين فيهلك أو يفسد وهو كإصابة السم من نظر
الأفاعي ، وأنه أشار إلى سنح الحصر في ذلك مع تجويزه ، وأن الذي يتمشى على
طريقة أهل السنة : أن العين إنما تضر عند نظر العائن بعادة أجراها الله تعالى أن
يحدث الضرر عند مقابلة شخص لآخر ، وهل ثم جواهر خفية أولاً ؟ هو أمر
محتمل لا يقطع بإثباته ولا نفيه » [39] .
فالعين تصيب الإنسان في صحته وماله وغير ذلك وتأثيرها بقدر الله تعالى
وليس في الأدلة الشرعية حصر أعراض محددة للعين لا نفسية ولا جسدية .
وقد بالغ كثير من الناس في زماننا هذا في عزو كثير من الأمراض ( الجسدية
والنفسية ) إلى العين وجاؤوا بأمور لم يذكرها أحد من أهل العلم من سلف الأمة منها
ما هو في طريقة التشخيص ومنها ما هو في طريقة العلاج ، فمن ذلك أنهم جعلوا
من علامات الإصابة بالعين بكاء المريض عند الرقية أو شعوره بالقلق والتوتر
والانزعاج أو التنميل في جلده أو الحرارة أو البرودة في أعضائه .
وهذه التغيرات النفسية والجسدية تحصل لكثير من المرضى بحالات نفسية
سواء مع الرقية أو بدونها بل إن بعضهم يشعر بشيء من ذلك قبل الرقية « بمجرد
حضوره في مكان الرقية » ، وهذا يختلف باختلاف طبائع الناس ، فيكثر ذلك لدى
الأشخاص ذوي القلق والتوتر والكآبة .
والرقية « بما فيها من آيات وأدعية » تحرك المشاعر وتؤثر في أعماق
النفس وقد يتفاعل المريض « ولا سيما المكتئب والقلق » فيبكي أو يزداد قلقه
بعض الشيء ثم يخفف ذلك أو يزول بعد الرقية مما يجعل المريض يتصور أن هذا
من علامات العين وقد قال الله جل وعلا : [ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً
مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّه ]
( الزمر : 23 ) .
نشرت فى 1 مايو 2012
بواسطة tebnabawie
سالم بنموسى
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,214,458