السراج المنير في الطب العربي والإسلامى


قال ابن القيم : « وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي
التوكل كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها ، بل لا تتم
حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضياتٍ لأسبابها قدراً وشرعاً ،
وإن تعطيلها يقدح في نفس التوكل كما يقدح في الأمر والحكمة ، وفيها رد على
من أنكر التداوي وقال : إن كان الشفاء قد قدّر فالتداوي لا يفيد ، وإن لم يكن قد قدر
فكذلك » [7] .
وسئل ابن باز رحمه الله عمن يحتج على ترك الأسباب بحديث السبعين ألفاً
الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فأجاب : « هؤلاء السبعون ما تركوا
الأسباب ، وإنما تركوا شيئين هما : الاسترقاء والكي ، والاسترقاء : هو طلب
الرقية من الناس ... وقد كوى - عليه الصلاة والسلام - بعض أصحابه لما دعت
الحاجة إلى الكي ؛ لأنه سبب مباح عند الحاجة إليه ولا كراهة في ذلك ، وهكذا بقية
الأسباب المباحة كالأدوية المباحة من إبر وحبوب وشراب وغير ذلك » [8] .
وقال ابن عثيمين رحمه الله : « ففعل الأسباب لا ينافي التوكل إذا اعتقد
الإنسان أن هذه الأسباب مجرد أسباب فقط لا تأثير لها إلا بإذن الله تعالى ؛ وعلى
هذا فالقراءة ( قراءة الإنسان على نفسه ، وقراءته على إخوانه المرضى ) لا تنافي
التوكل ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي نفسه بالمعوذات ،
وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا ، والله أعلم » [9] .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 144 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,196,017