يبحث علم الطب في تركيب جسم الإنسان ووظائف أعضائه بحثاً دقيقاً ، بدءاً
من الخلية ( وهي أصغر وحدات التركيب في جسم الإنسان ) ، فالأنسجة ( وهي
مجموعة خلايا ذات وظائف مشتركة ) فالأعضاء كـ ( القلب والكبد والكلى )
فالأجهزة الوظيفية ( وهي مجموعة أعضاء ذات وظيفة مشتركة كالجهاز الهضمي مثلاً ) ، فيبين الطب حكمتها ودورها في حال الصحة وخطر ضررها في حال
المرض ، ويبحث في طرق الوقاية والعلاج .
أما الحكمة الكبرى والغاية العظمى من خلق الإنسان بأكمله فهي من مباحث
الاعتقاد المهمة التي لا يهتم بها الطب .
وقد بين الله تعالى الحكمة التي من أجلها خلق المكلفين بقوله : [ وَمَا خَلَقْتُ
الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ] ( الذاريات : 56 ) [1] .
الأصل في حالة الإنسان الصحة والعافية ، وأما المرض فطارئ ، سواء كان
جسدياً أو نفسياً ، وسواء طرأ قبل الولادة ( خلال تخلُّق الجنين في الرحم ) أو
أثناءها أو بعدها .
والمرض من جملة المصائب التي تصيب العباد بقضاء الله تعالى وقدره كما
قال تعالى : [ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن
قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ] ( الحديد : 22 ) .
والله تعالى لا يخلق شراً محضاً بل كل ما يخلقه فيه حكمة هو باعتبارها خير ،
ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس ، وهو شر جزئي إضافي ، فأما شر كلي أو
شر مطلق ، فالرب منزه عنه ؛ وهذا الشر ليس إليه ، وأما الشر الجزئي الإضافي
فهو خير باعتبار حكمته [2] .
نشرت فى 1 مايو 2012
بواسطة tebnabawie
سالم بنموسى
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,214,460