الأسرة ... كيف تؤهل أبناءها لزواج ناجح؟
تحقيق: إيمان محمود
في ظل قصور المناهج التعليمية وافتقارها لمقررات دراسية تساعد أبناءنا وبناتنا على النجاح في الحياة الزوجية ... ماذا يفعل أولياء الأمور تجاه هذا الخلل؟ وكيف تعوض مؤسسة الأسرة النقص الواقع في دور المؤسسة التعليمية ؟ وكيف تتكامل أدوار المؤسستين؟ وكيف يقدم الأب من نفسه قدوة لأبنائه؟، وهل تتمثل الأم قول أمير الشعراء (الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق)؟ وما أهمية تدريس مقررات عن التنمية الحياتية والمهارات الزوجية والأسرية؟ هذه الأسئلة يجيب عنها مجموعة من أولياء الأمور و الخبراء والمتخصصين:
فن إدارة الخلافات
د. نورية الخرافي :الشباب والفتيات لا يتحدثون إلا عن
الحفلة والصالة والفندق و ترتيبات الزواج
في البداية ترى د. نورية الخرافي أستاذة علم النفس أنه باستثناء مقرر التربية الإسلامية فإن المناهج لم تتعرض للثقافة الزوجية، ولذلك يتخرج الشباب والفتيات ولا هم لهم إلا الحديث عن الحفلة والصالة والفندق و ترتيبات الزواج، فيما لا يجيدون ثقافة الحياة الزوجية نفسها، فهم لا يعرفون ما وراء ليلة الزفاف، ولا يدركون مسؤوليات الزواج، فقد لمست خلال تدريسي لمقرر التربية الأسرية في الجامعة أن الشباب والفتيات يتخرجون وهم يجهلون أية معلومات عن قانون الأحوال الشخصية الذي ينظم حياة الأسرة والعلاقات بين الزوجين وحقوق كل منهما وواجباته.
وتطالب الخرافي بأن يكون هناك مقرر للعلاقات الزوجية يتناول ثقافة الخطوبة والزواج والطلاق والنفقة ولغة المشاعر والأحاسيس وأدب الحوار والخلاف والمفهوم الصحيح للقوامة، ومعالجة النظرة الدونية للمرأة، والتأكيد على أن الإسلام لم يجعل من الرجل جلادا ولم يجعل من المرأة ذليلة وأن القوامة تعني تحقيق السعادة للأسرة، وليس ممارسة القهر، وكذلك دور الأهل في حل الخلافات ومتى يتدخلوا.
وتؤكد أن إشاعة هذه الثقافة يجعل الشباب مستعدا لتبعات الزواج من مسؤوليات مادية ومعنوية وعاطفية، كما تجعل الزوجين يتعاملان بنوع من النضج والحرص على إنجاح الحياة، مشيرة إلى أن قدماء المصريين كانوا يعلمون يؤهلون أبناءهم للزواج وهم في سن 4 سنوات ويغرسون في نفوسهم احترام المرأة أما وأختا وابنة وزوجة والتأكيد على أن طاعة الزوجة لزوجها في المعروف ليس معناه محو شخصيتها، وهذا هو الدور المطلوب من الأسرة الآن.
وتشدد الخرافي على ضرورة أن تتضمن المناهج فكر إدارة الأزمة والخلافات، وإذا كانت الأسرة لا تخلو من المشاكل الزوجية والأسرية، فإن المهم هو كيف نتعامل مع هذه الخلافات.
الدورات التأهيلية
أم إيمان: الدورات التأهيلية غيرت مجرى حياتي وانعكست ايجابيا على أبنائي
وتروى أم إيمان تجربتها قائلة: قبل أن أتحدث عن تجربتي مع أولادي أتحدث أولا عن تجربتي الشخصية فقد شاء الله أن أتزوج من زوج يحمل كل معاني الإنسانية والصفات الطيبة، إلا أن حياتنا مرت بكثير من المنعطفات، ولم يكن أمامنا من سبيل إلا إن نشارك في الدورات التي تعقد في الكويت بين الحين والآخر وتتناول المهارات الزوجية وفنون التواصل مع الآخرين وكيف تسعدين زوجك؟، وكيف تسعد زوجتك؟، هذه الدورات كان لها اثر كبير في حياتنا وقد غيرت الكثير من المفاهيم لدى زوجي، فمن بين المفاهيم التي ورثها زوجي من محيطه وهو حاصل على درجة الدكتوراه، أن الزوجة لا ينبغي أن تسير بمحاذاة زوجها، وبعد هذه الدورات فوجئت أن زوجي لا يمشي بمحاذاتي فقط بل قد يضع يده في يدي غير عابئ بما يمكن أن يقال من حوله، مثل هذه الدورات لو تم صياغتها في برنامج واعتمد ضمن المناهج التعليمية، لحصد أبناؤنا وبناتنا ثمار كثيرة من جراء ذلك، ولأسهم هذا المقرر في نجاحهم.
أما على مستوى تربيتنا لأبنائنا فإلى جانب أنهم يرون في حياتنا الأسرية نموذجا يحتذي، فنحن نشجعهم أولادا وبناتنا على المشاركة في هذه الدورات وحضور ندوات ودروس التوعية التي تنظم بين الحين والآخر، كما نوفر لهم الكتب المناسبة التي تشكل تفكيرهم في إطار واقعي سليم، والى جانب ذلك نناقشهم، ونرد على تساؤلاتهم مهما تناولت من أمور دقيقة.
بناء الشاب والفتاة
أبو العينين: استفدت من دراستي للهندسة أن أكون عمليا
وهذا ما اتبعته في تربيتي لأبنائي
أما المهندس زكي أبوالعينين فيرى أن الدراسة وحدها لا تكفي لبناء أسرة ناجحة، ودليل ذلك أنه ليس كل الزيجات الناجحة، يحمل أصحابها مؤهلات عليا، وكذلك ليس كل الزيجات الفاشلة أصحابها أميون، فالمناهج لا تؤهل زوجا ناجحا أو فاشلا بل تائها، مؤكدا أن الأسرة لها دور كبير في بناء الإنسان سواء - رجلا أو امرأة - وتربيته على نحو صالح ومفيد له ولأهله ولمن حوله، بمعنى أن بناء الإنسان الصالح يؤدى إلى قيام مجتمع مستقر على أسس من الاحترام والتعاون والتفاهم والشورى والمناقشة الهادئة البناءة وتوزيع الأدوار، والحفاظ على مكانة الأب كموجه وصاحب دور قيادي في الأسرة، الأمر الذي ينعكس ايجابيا على الأبناء، أما إذا نشأ الأبناء في أسرة كان دور الأم هو المسيطر والمتحكم، وكان دور الأب ثانويا وهامشيا، فان ذلك ينعكس على الأبناء قبل وبعد الزواج، حيث سيكون الولد منقادا والفتاة مسيطرة ومتحكمة، وفى حالة كان الأب ديكتاتورا ويضع أنفه في كل شيء فستخافه الأسرة، و إذا وجد الأبناء أي فرصة للانقلاب والانحراف، فالبيئة الأسرية ستكون مشجعة على ذلك.
أما عن تجربته فيقول أبو العينين لقد استفدت من دراستي للهندسة في أن أكون رجلا عمليا، أدرس أي موضوع كمعادلة ذات طرفين، ولابد من تحقيق التوازن بينهما، وهذا ما اتبعته في تربيتي لأبنائي، حيث كانت هناك متابعة فاعلة ومثمرة لكل أعضاء الأسرة بالتعاون مع زوجتي، وكنا نواجه مشاكل الأبناء متزوجين ومقبلين على الزواج من خلال حلول جذرية خاصة أننا لا نؤمن بأنصاف الحلول أو تأجيل المشاكل، ولا نيأس بل نكرر المحاولة مرة تلو الأخرى مع الاستفادة من أخطاء الآخرين.
ويضيف أنه من خلال تجربته يدعو إلى أن تتضمن المناهج التعليمية النقاط التالية:
- زيادة الجرعة الأخلاقية في المناهج والتركيز على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم زوجا وأبا ليكون قدوة لنا نتأسى به.
- تنمية المهارات المختلفة مثل الثقافات التي لا ترى عيبا في أن يتعاون الزوج مع زوجته، وحث الأبناء على أن يكونوا ايجابيين في حياتهم من خلال تعلم بعض فنون وأعمال الصيانة من كهرباء وسباكة وثلاجات وطباخات، وذلك للتدخل وقت الضرورة حتى لا تشل حركة البيت.
- تأكيد قدسية الحياة الزوجية لدى الشباب والفتيات، وترسيخ قيم الاحترام والصدق والصراحة والقناعة وعدم المغالاة في المهور وتأسيس عش الزوجية.
- تربية الشباب على أن يكون عمليا ومعتمدا على نفسه، لأن الشاب الذي يتذوق طعم النجاح في حياته لن يرضى عنه بديلا.
استدركنا الأمر
أم أنس: أولادي تعلموا في المدارس الأجنبية ثقافة الغرب...
وآن الأوان لتدريسهم مناهجنا
وتقول أم أنس وتعمل أستاذة جامعية لقد رزقني الله بولدين، ونظرا لأننا نعيش في سعة من العيش، فقد تلاقت إرادتي مع رغبة والدهما الذي يعمل أستاذا جامعيا أيضا، على أن يتعلما بالمدارس الأجنبية، وبعد أن انتهيا من هذه المرحلة، التحقا بالجامعة الأمريكية، وخلال دراسة الولدين بالسنة الجامعية الأولى وجدنا أن ثقافتهما الغربية تتعاظم، فيما لا يعرفا شيئا عن الثقافة العربية والإسلامية، ومع تقدمنا في العمر بدأنا نشعر بمسؤوليتنا تجاه هذا الأمر، وكان لابد أن نصحح هذا المسار، وبعد تشاور مع والدهما واستطلاع رأي بعض المتخصصين من زملائنا في الجامعة، وجدنا ضرورة أن نوفر لهما معلمين لكي يدرسوا لهما المناهج التعليمية العربية والإسلامية، بما تحمل من قيم وأفكار ومبادئ ترتبط إلى حد كبير بهويتنا وثقافتنا.
وتضيف: بالطبع إذا لم نستدرك الأمر ونحاول بالتعاون مع المعلمين أن نصحح لولدينا بعض المفاهيم المكتسبة من الثقافة الغربية، لكان الحال مختلفا، لاسيما فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية مستقبلا، فثقافتنا العربية والإسلامية تقيم نوعا من القداسة للعلاقات الزوجية، بينما الثقافة الغربية لا تعتد كثيرا بهذا القيم ، فهي قائمة على الحرية الشخصية المفرطة.
وتشير الأستاذ الجامعية أن ولديهما بدأ يتغيرا في نظرتهما لكثير من الأمور وخاصة تجاه المرأة ونظرة الإسلام اليها، ورغم أن هذا التغيير يبدو بطيئا الا انها تشعر بالتفاؤل من استدراك ما وقعا فيه من خطأ، مؤكدة أنهما لن ينشغلا بعد اليوم بإعداد الأبحاث وإلقاء المحاضرات والأسفار دون أن يقفا على كل جديد في حياة ولديهما، فهما الاستثمار الأفضل.
التواصل الإنساني!
ويعلق أحد المعلمين الذين اضطلعوا بمسؤولية تعليم الولدين مبادئ الثقافة العربية والإسلامية، أنهما لم يكونا على علم بأبسط هذه المبادئ، فقد كان لديهما انبهار غير طبيعي بالحياة الغربية والثقافة الغربية، لكن الله وفقني أن أصحح لهما الكثير من المفاهيم، ومن أمثلة ذلك أن أحدهما كان يقول: ما العيب في أن أقوم بتوصيل زميلتي في الجامعة الى بيتها!!، وما العيب في أن أقبلها كلما التقيتها!!، أليس ذلك من قبيل التواصل الإنساني!!، والصداقة الصادقة !!، وغير ذلك من المفاهيم التي احتاجت وقتا طويلا لتغييرها.
ثقافة البداوة
أبو جراح: ثقافة القبيلة هي السائدة في العلاقات الزوجية
والمتعلمون بدأوا في التمرد عليها
ويروي أبو جراح تجربته قائلا: لقد وقعنا أسرى لثقافة وأعراف القبيلة وعاداتها، حتى باتت هذه التقاليد - للأسف - مقدمة على قيم ومبادئ الدين، فقلما يتزوج أحد الشباب، كما انه نادرا ما تتزوج احدى بناتنا من خارج القبيلة، وإذا حدث ذلك فانه يعتبر خروجا على المألوف من وجهة نظر القبيلة وقد يبدو الشاب الذي يتزوج من خارج القبيلة كالمتمرد أو المارق، يضاف إلى ذلك أن كثيرا من الفتيات لا يستشرن في الشخص المتقدم إليهن، وبالتالي تكثر حالات الطلاق.
وأرجع سبب ذلك إلى عدم حصول كبار القبيلة على حظهم من التعليم، كما أن عملية التوعية التي تتم الآن قد لا تغير كثيرا من مفاهيمهم التي أصبحت بمثابة دستور للقبيلة، غير أن الأجيال الصاعدة التي حصلت على قسط وافر من التعليم وكذلك الفتيات بدأوا يحاربوا هذا التقاليد، وهذا يؤكد أن التعليم له فضل كبير في تصويب كثير من المفاهيم الخاطئة والممارسات غير السليمة.
فنون الترابط الأسري
خولة العتيقي: يجب أن يكون للمعلم دور توجيهي للطلاب نحو أخلاقيات
الحياة الزوجية والأسرية وتنميتهم على أساس من احترام الآخر
أما المستشارة التربوية خولة العتيقي فتقول إن المناهج التعليمية لا تهتم بالتأهيل الزوجي، وما تتضمنه مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية حول هذه المسألة هو مجرد معلومات غير موظفة، وهنا يبرز دور المعلم في تقديم المادة العلمية، وتوجيه الطالب والطالبة نحو أخلاقيات الحياة الزوجية والأسرية وتنميتهم على أساس من تقدير واحترام الآخر، وتبصير الفتى والفتاة بقدسية الحياة الزوجية وطبيعتها، والتأكيد على أن العلاقة الزوجية أبدية، وليست مؤقتة، ووجود بعض المشكلات فيها لا يعني قطع شريان حياتها، ومن هنا تأتي مسؤولية الأسرة في تقديم النموذج والقدوة لأبنائها في فنون الصبر وقوة التحمل والترابط الأسري وحسن الإصغاء واحترام الرأي الآخر.
الأب قدوة والأم مدرسة
د. سمير صلاح: الأب يستطيع أن يكون قدوة لأبنائه
والأم تستطيع أن تكون مدرسة
ويؤكد الدكتور سمير صلاح أستاذ التربية والمناهج في كلية التربية الأساسية أهمية دور الأسرة في استكمال دور المؤسسة التعليمية (المدرسة والجامعة) على صعيد تأهيل الشاب والفتاة للحياة الزوجية، فالأب يستطيع أن يكون قدوة لابنه من خلال معاملته لزوجته بالحسنى، وتقدير ظروفها إذا مرضت، وإعانتها على أعباء الأسرة، وكذلك الأم تستطيع أن تكون نموذجا للزوجة الناجحة أمام ابنتها.
كما أن الأب يجب أن يجلس مع أبنائه، ويناقشهم في احتياجاتهم ويتعرف على تفكيرهم، وإذا اتصل الأمر ببعض الشؤون التي تتصل بالحياة الزوجية فعليه أن ينفرد بابنه المقبل على الزواج مثلا ويستمع إليه ويناقشه، ويرسخ لديه المفاهيم الصحيحة عن الزواج، بل عليه أن يتخذ من ابنه صاحبا وخليلا، حتى يجد الجرأة التي تجعله يفضى إليه.
وللأم - كما يوضح أستاذ المناهج - دور مهم في توجيه ابنتها، ورعايتها ومعرفة أسرارها، والاقتراب منها، والأم كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي مدرسة إذا أعددتها خاصة أن الفتاة تمر بمراحل من النمو، ولكل مرحلة خصوصياتها، ومن ثم فالفتاة قد يطرأ في ذهنها كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، فإذا لم تجب عنها أمها، فسوف تبحث عن مصادر أخرى قد تكون غير مأمونة للإجابة عليها، ومن ثم قد يترتب على ذلك ما لم يحمد عقباه، وقد يكون ذلك هو بداية الطريق الخطأ.
وأضاف إذا كان دور المدرسة والجامعة أساسي في التربية المعرفية والسلوكية والوجدانية وأيضا الزوجية، فان دور الأسرة لا يقل أهمية بل قد يكون أهم، لأنه في ظل القصور الذي يشوب المناهج لابد أن تضطلع الأسرة بدورها في رعاية الأبناء، ليس فقط على مستوى توفير ما يحتاجونه من مصروفات ويومية وسبل حياة كريمة، وإنما أيضا على مستوى تنشئتهم وتأهيلهم لكل مرحلة يمرون بها، فمرحلة المراهقة على مستوى الجنسين مثلا تحتاج إلى معاملة خاصة تتناسب مع هذه المرحلة وكذلك مختلف المراحل، ومنها مرحلة الاستعداد للزواج، ولا أقصد بالاستعداد هو مجرد تجهيز سكن وتدبير المهر وغير ذلك من الاحتياجات المادية، وإنما أعنى بذلك ضرورة صياغة عقل الشاب أو الفتاة وفق أفكار زوجية ومفاهيم صحيحة، والتأكيد على أن التمايز بين الزوجين هو تكاملي وليس متعارضا أو متنازعا.
الفوارق البيئية
د. مصطفى عرجاوي : الإسلام اعتنى بالإنسان طفلا وأسس له حقوقا
و رعاه شابا و تبناه زوجا وشرع له منهجا يضبط حياته
وفى السياق نفسه يقول د. مصطفى عرجاوي أستاذ الفقه والشريعة إن الإسلام يشتمل على مجموعة راقية وسامية من الأحكام والضوابط و الفقهيات التي تكفل حياة زوجية ناجحة بكل المقاييس، ونظرا لكون الفتى والفتاة قد جاءا من بيئتين مختلفتين ولكل منهما عادات وتقاليد وموروثات ثقافية، ثم يجتمعا في بيت واحد وتحت سقف واحد، فإن الأجدر بأن يذيب هذه الفوارق ويضبطها هو الإسلام.
وقال د. عرجاوي إن الخلل يكمن في عدم الإحسان في عرض وتقديم هذه الأدبيات في إطار منهجي مدروس بما يناسب كل مرحلة تعليمية، ويجيب عن المشكلات المعاصرة التي تعيشها الأسرة المسلمة، ولذلك فمن الملاحظ أن الأسر المتدينة تقل فيها الخلافات عن غيرها، كما تقل فيها حالات الطلاق.
ودعا أولياء الأمور إلى تربية أبنائهم على الثقافة الإسلامية التي تبين بجلاء دور الزوج و واجباته وحقوقه، ودور الزوجة و واجباتها وحقوقها، والإسلام هو الدين الوحيد الذي تناول هذه المسائل بشكل مفصل، وهناك تراث اسلامي عظيم في هذا الشأن، عالج هذه القضايا بطريقة تفتقد إليها جميع المناهج والفلسفات المادية.
وأضاف د. عرجاوي أن الإسلام اعتنى بالإنسان طفلا وأسس له حقوقا، كما رعاه شابا وشابة وسن لهذه المرحلة حقوقا وواجبات، كما تبناه زوجا وزوجة، وشرع لهما منهجا وطريقا يضبط حياتهما، ويجب على الوالدين أن يعدان ابنهما أو ابنتهما لكي يكونا زوجين ناجحين في المستقبل.
ساحة النقاش