تؤدي ثورة المعلومات وعصر المعرفة إلى لعبة اقتصادية عالمية جديدة متكونة من قواعد جديدة مع سياسات أو استراتيجيات جديدة.
ويتوقع أستاذ الاقتصاد والإدارة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا لستر ثرو أن تفرز سوق رأس المال العالمي، بالتضافر مع قوى التغير العالمي حقبة جديدة يتقلص فيها التضخم وتسرع دورات رأس المال والاعمال وتشهد اسواق العملات هزات قوية.
وحقيقة قطاع الاقتصاد في ظل المعلوماتية والمعرفة هو عالم سريع ومتغير، ويتركز النشاط الاقتصادي في خلق المعلومات وتوزيعها والطلب المتزايد على سلع جديدة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن.
العاملون في الاقتصاد المعرفي هم ببساطة الموظفون والذين يكونون في الوقت نفسه المستهلكين وأصحاب الاسهم وغيرها... اي توافر المهارات المتعددة في الشخص الواحد.
وقد كانت ميزة عصر الماكنة هي الانتاج الواسع لبضائع وانتاجات متطابقة ومتماثلة. أما اليوم، فنحن حيال عملية تقليل الانتاج الواسع. ويقوم اساس المصنع الحديث وخطوط إنتاجه على تصنيع انواع مختلفة من البضائع، وذلك لأن المعلومات والذكاء "الذهن" أصبحا جزءين لا يتجزآن من هذه المنتوجات ولهذا يتم تصنيع 100 قطعة من هذه و 600 جهاز من ذاك... وهكذا. وهذا الامر لا ينعكس على الانتاج فحسب وانما على المستويات والفعاليات الاخرى في التوزيع، والتسويق، والاتصال، والبنية الاجتماعية... وغيرها.
ثانيا: ان الصناعات التقليدية مثل الحديد والصلب والنسيج... وغيرها، هي في انحدار مستمر مقارنة بنمو النوع الجديد من الانتاجات الالكترونية والمعلوماتية والتي يقوم عملها على السرعة والتعقيد. وهذه نتيجة طبيعية للسبب الاول، فالذي نعيشه الآن هو تحول من تصنيع يعتمد على عمال غير ماهرين إلى صناعة تعتمد على المعلومات مع مهارات عالية في الاقتصاد.
إن العقود الدائمة للمستخدمين أو الموظفين أصبحت تعد شيئا من الماضي. وان الوظيفة أو عقد العمل هي بحد ذاتها جزء من ابتكارات الثورة الصناعية بسبب الحاجة إلى العمل الجماعي في خطوط الانتاج "Assembly Line" أو في المكتب لعدد من الساعات، وتقاضي الأجر مقابل ذلك، والتطور السريع في التكنولوجيا الحديثة يجعل من الصعب التكهن بعمر الوظائف الحالية، كما أنها انتجت تغيرا في متطلبات نوعية المهارات وخبرات الاجيال الجديدة الشابة. وضعفت الحاجة إلى مكاتب العمل وبقاء الضرورة للهاتف والكمبيوتر. وتعطي هذه التغيرات انطباعا ظاهريا بأن طبيعة العمل هي ابسط من السابق. لكن الحقيقة ان المستخدمين يتسلمون الادوات فقط وليس الامور التي تربط الاشياء والتي تبقى في ايدي اللاعبين الحقيقيين القلة. وما نشاهده اليوم هو العمل في وحدات صغيرة واحيانا العمل الفردي. والنتيجة التي تفرزها مثل هذه التغيرات هي الضغط المستمر على الشركات والافراد في استعمال التكنولوجيا الجديدة لانتاج الجديد والبقاء منافسا في السوق، وإعادة تأهيل العاملين بمهارات جديدة وخلق الحافز والحماس لمستقبل متغير بسرعة وذي اشكال متعددة وليس شكلا واحدا.