بكل أمانه اقدر ما يفعله متخذ القرار بالبنك المركزي لحفظ الاستقرار المالي في مصر وأقدر جهودكم المستمرة للإصلاح مع ما تواجهون من ضغوط هائلة لتخفيف معاناة المواطن المصري و بكل ما اتاكم الله من علم وخبره نعترف بها ونقدرها وأرجو ان يتسع صدركم الى قراءة رسالتي :
اقترب موظفو البنوك الى الوصول الى حاله الموظف الحكومي المحبط والروتيني والمرتجف ذو الأيادي المرتعشة.
القرارات التي تصدر لا يتم فيها استشاره القائمين بالتنفيذ ( الموظف ) وحتى الرسالة ( القرار) صعب فهمها اذ يقوم بكتابتها خبير قانوني بمصطلحات مهنيه ومطلوب من البنوك جهدا إضافيا لإعادة صياغه العبارات بمنشورات اضافيه مرفقه ليفهم الموظف المقصود منه ويتوقف العمل مؤقتا بعد كل قرار فتره نتيجة للجدال بين الموظفين كل منهم برأي مختلف .
الرد على العملاء "هذه تعليمات البنك المركزي " ومع شعور العميل ان الموظف ينفذ تعليمات وليس هناك امل ان يتغير القرار تنتهى بتعدي العميل على الموظف لفظا وقد تصل الى التهديد وليس للموظف ذنب الا ان قدره انه القائم بالتنفيذ .
مع اتفاقي ان الاحداث التي مرت بها مصر اضرت بالاقتصاد وبمناخ الاستثمار الا ان الضرر الأكبر على الاقتصاد المصري من جراء تعارض وسرعة اتخاذ القرارات الغير مفهومه وتعددها من نفس المصدر للقائمين بالتنفيذ ولا تنسيق معهم .
يصل الموظف في النهاية الى محاوله التهرب من اتخاذ القرار او ابعاده عنه للغير من كثره الإجراءات التي يتحملها لتنفيذ " تحويل للخارج " مع مراعاة الرقابة و الالتزام بتعليمات غير مفهومه تتعدى طاقته الإنتاجية وتزداد يوما بعد يوم وصلت به لحد العجز وفشله عن أداء عمله المكلف به أساسا وليس له ذنب في ذلك الا انه منفذ قرار .
الأيادي المرتعشة لا تأتى من فراغ بل تأتى من تعدد القرارات وعدم دراية الموظف بما يدور في فكر متخذ القرار وفهم سلطاته ومسئولياته وان لم نراعى ذلك سيصبح موظفي الجهاز المصرفي مثل بعض الموظفين الحكوميين طاردين للاستثمار.
والمدهش ان تكون التعليمات الحاقا لتعليمات سابقه بأرقام المواد القانونية والتي يتحتم على الموظف البحث عن المادة التي تم الإشارة اليها وللأسف هو ليس ذو خلفيه قانونيه .
وصل الامر الى ان يطابق الموظف أسماء المواد الخام المذكورة في العقود بين التجار والمصانع مع المواد المطلوب استيرادها لإجراء تحويل للخارج وليس للموظف خلفيه أيضا بمكونات ومصطلحات المواد الكيميائية واسمائها الصناعية.
ان كان هذا المناخ الوظيفي ترضون به فأرجو اهمال رسالتي كأن لم تكن وان لم يكن هذا يرضيكم فأرجو ان قبل ان نصدر قرارا ان نعيد قراءة المقال مرة أخرى
