تعتمد الشعوب فى التنميه على النظام وهذا النظام نراه فى الامم المتحضره بتكوين طابور فى اى مكان ليعتمد على التنظيم الذاتى للفرد وسط الناس حيث يصطفون دون رقيب احتراما للدور وهم راضيين مهما كان هذا الدور سيكلفهم وقتا وجهدا .
لا انسى اننى فى بداية خدمتى كمصرفى كنت فى مأموريه للبنك فى مدينه الغردقه لأحل محل زميل قام باجازة سنويه وكان ذلك عام 1997 وكان البنك له مقر فى احد الفنادق فى المدينه وكنت فى مكتبى الساعه 9 صباحا فى مقر الفندق حيث كان وقت الصباح وجاء احد الاصدقاء والمكتب خاليا وجلس معى نتحدث ولم يدخل المكتب احد من الساعه 9 حتى 9 ونصف ثم بدأت اسمع اصواتا تتحدث فى الخارج اعتقدت انهم جروب من السائحين ينتظرون مرشد المجموعه لرحله سياحيه ونظرا لان صديقى كان ظهره الى الباب و كان منهمكا فى حكايه قصه طويله لم يلاحظ ذلك الا انه مع توقفه عن الحديث لحظات سمع السائحين يضحكون ويتكلمون دون حتى ان يظهروا ضيقهم بما يرونه من تأخر الخدمه و ظاهر للعيان ان الضيف ليس عميلا وانما كان صديقا .
عندما انتبهنا للأمر خرجنا لنجد طابورا طويلا قوامه 40 فردا فى صف بجانب الجدار حتى لا يسببون للمارة ضيقا واتذكر كم كنت فى غايه الاسف لتأخرى عن تقديم الخدمه فى وقتها و سعادتى انى وجدت هذه الصورة التى اتمنى ان اراها وقتا ما فى بلادنا .
الطابور عندنا يبدأ رائعا حتى يصل الى اكثر من ثلاثه ينتشر الناس حول الشبابيك عرضيا وليس طوليا كلهم يتحدثون الى الموظف ولا يعلم الموظف من يخدمه اولا اذ ان الاولويه لمن يرفع صوته او لمن يدخل يده الى مكانه و يدفع بالاوراق فى وجهه والمهم ان يستجيب للجميع وهم للاسف لا يراعون الترتيب .
اى مصلحه ارجو ان ننظر الى الموظف على المكتب او على الشباك ونحكم بكل حياديه هل من يلتزم الطابور سيخلص اوراقه ام انه سيبقى فى الطابور الى حين انتهاء ساعات العمل .
للاسف على المواطن ان يفعل مثلما يفعل الاخرون حتى يجد مكانا وسط الناس ليسمعه الموظف وللاسف الموظف لا يمكنه سماع احد لأن الكل ينادى وهو لا يمكنه التركيز ابدا وسط الضوضاء التى تخنق العمل .
اتمنى ان يصطف الناس امام الموظفين طوليا وراء بعض وليس عرضيا ويحترمون ثقافه الطابور التى لو تعلمناها فاننا على اول طريق النظام
