البورصه اسم لا يكاد يسمعه البعض ممن خسروا فيها اموالهم الا ويكون الاثر سلبيا عليهم و على النقيض فلمن حققوا منها مكاسب يعكس اسم البورصه مكانا للمغامرة و اكتساب الاموال بصورة غير متوقعه .

فى احد المؤتمرات التى تم تنظيمها فى معهد التمويل الدولى قال لى احد المتخصصين ان البورصه لدينا مكانا للمقامرة و حينها لم امنع نفسى عن الغضب فما وجه اختلاف البورصه المصريه عن البورصات العالميه .

قلت ما الاختلاف ؟

اجاب بكل وضوح ان الشراء والبيع فى البورصات العالميه يخضع لحساب معادلات عما سيدره السهم فى المستقبل من ارباح ليتم تحديد قيمة سوقيه  له و هذا ما يفعله المستثمرون فى البورصه و لهذا لا يتم جنى اى ارباح غير حقيقية او خسارة ناتجه عن زيادة الطلب او العرض انما كل شىء له حساباته فى جو عام من  الشفافيه .

اما فى البورصه المصريه فالبيع والشراء على اساس المقامرة بدون حساب اى عوائد مستقبليه و انما الشراء كما يقولون من اجل البيع وقت ارتفاع الاسعار و هو ما جعل المضاربون يقومون بالشراء املا فى الصدف ان يحالفهم الحظ وهو للاسف ما يستنزف اموال الناس بالباطل و يخرج المستثمر وهو نادم على الدخول فى سوق لم تحقق له الا الخسارة.

الغالبية هى من تدخل البورصه بدون حساب و تخرج منها وهى نادمه على الدخول فيها الا ان الرغبه فى تحقيق ما تم خسارته يدفع الفرد الى الدخول فيها مرة اخرى ولكن فى النهايه اصبح رهينه للعامه الذين يقومون بشراء سهم خاسر فيدفعون لسعره بالزياده و قد يبيعون  سهما رابحا فيدفعون بسعره للانهيار و تبقى الكارثه حين يقوم الكثير بالبيع فيقوم الاخرون ايضا بالبيع و هنا يحدث الانهيار الذى يأتى على ما تبقى من سمعة البورصة المصريه .

البورصه هى مرآه للاستثمار و هى سوق يخضع كأى سوق لنظريه العرض والطلب وعليه فان اى هجوم للبيع من الناس دون دراسه او اى هجوم للشراء دون دراسه يظهر البورصه للعالم على انها مكان للمقامرة وعليه فلا ننتظر ان يدخل البورصه الكثير من المستثمرين لانها قد حصرت نفسها فى المضاربين بعدما خرج منها من تعلموا اسس الاستثمار و حساب العوائد وتركوها لمن قبلوا ان يغامروا دون توقع للنتائج اما حقق منها الربح او خسر و الامر متروك للصدفه فقط .
ارجوان نعرف كيف نستثمر فى البورصه قبل ان نضارب فهى مكان للاستثمار و ليست مكانا للمقامرة ..وهذا ما سبب الخسارة للكثير من الناس المظلومه و اضاع شقى عمرهم هباءا منثورا