لماذا الترشح لرئاسة الجمهورية
بقلم : المحامى تامر بركة – مصر2011
من المفترض أن تكون الثورة المصرية قد بدأت فى تغيير بعض المفاهيم لدى الشعب المصرى .. ولكن أعتقد أننا نحتاج الى مزيد من الوقت لكى نتعلم ونعى الدرس جيدا لكى تتغير لدينا بعض المفاهيم المغلوطة .. فبرغم عدم صدور القانون المنظم للترشيح لرئاسة الجمهورية وأيضا قانون مباشرة الحقوق السياسية .. وبعض القوانين المكلمة .. الا أننى وجدت عددا كبيرا من المواطنين يعلنون ترشحهم لمنصب رئاسة الجمهورية دون وضع برامج انتخابية واضحة المعالم .
والغريب فى الأمر عدم وضوح الرؤى للمرشحين .. فكيف لهم اعلان الترشح قبل اصدار قانون لتنظيم انتخاب رئيس الجمهورية وقبل اصدار قانون ينظم الانتخابات البرلمانية .. والأغرب أننى وجدت كافة المرشحين المحتملين أو من أعلنوا ترشحهم حتى تاريخ كتابة هذه السطور .. ليس لديهم الرؤية الكاملة للكثير من الأمور مثل السياسة الخارجية أو السياسة الاقتصادية أو الرؤية الواضحة للأمن القومى والرؤية الكاملة للشئون الداخلية والعلاقات الدولية .. الخ .. ونجد الكثير من المرشحين يتكلمون فى مبادئ عامة دون الخوض فى تفصيلات وفنيات .. أى دون خارطة طريق تسير عليها الدولة المصرية .
وبالرغم أننى أؤمن تماما بحق اى مواطن بممارسة كافة حقوقة السياسية و الترشح لأى منصب أيا كان .. طالما توافرت فية الشرائط التى كفلها الدستور والقانون .. ولكن بنفس التوقيت أجد أن مجرد الترشح لبعض المناصب الرفيعة كرئاسة الدولة تتطلب بعض الأمور غير الحق القانونى فى الترشح .. فأعتقد أن منصب رئيس الدولة تتطلب توافر صفات وقدرات معينة فيمن يترشح لهذا الموقع .. فقد درسنا أن هناك فرق بين .. المدير .. والرئيس .. والقائد .. والزعيم .. بالاضافة الى برنامج واضح المعالم .
وأعتقد أن الرئيس القادم فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد .. ينبغى أن تتوافر فية صفات المدير والرئيس والقائد والزعيم .. حتى يستطيع أن يمر بالبلاد من هذه المرحلة الراهنة .. ويستطيع وضع أسس للدولة الحديثة .. وعلاج الخلل فى مؤسسات الدولة المختلفة .. فالثورة المصرية .. قد أزالت مجرد القشور .. ولكن جسد الدولة المصرية وأحشائها تحتاج الى الكثير من العلاج فى كافة قطاعات البلاد .. وهذا لن يكون الا بانتخاب رئيس تتوافر فية بعض الصفات الخاصة .. وليس شخص يود أن يكون رئيسا لفترة واحدة .. ويصبح رئيسا سابقا للبلاد .. وتمر فترة رئاسية لمدة أربع سنوات دون جدوى .
وينبغى من كافة من يرغب فى خوض تجربة الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية .. أن نرى له برنامج انتخابى واضح المعالم فى كافة القطاعات .. وتوضيح السياسات التى سوف ينتهجها فى السياسة الخارجية والداخلية وقضايا العلاقات الدولية وقضايا الأمن القومى .. وأيضا بيان للموارد ومن اين سوف يوفر تلك الموارد للقطاعات المختلفة .. لكى ننتخب رئيسا ببرنامج واضح يكون بمثابة عقد بينة وبين المواطن المصرى .. والعقد شريعة المتعاقدين ... فهل لنا أن نعى ونتعلم ذلك .
بقلم : المحامى تامر بركة – مصر2011
ساحة النقاش