تامر بركة - محام - مستشار قانونى

محام - مستشار قانونى - محكم دولى - وكيل براءات اختراع -كاتب

authentication required

 

 

مهاتير محمد .. والثورة المصرية

 بقلم : المحامى تامر بركة – مصر2011

[email protected]

 منذ أيام وخلال شهر يونيو زار الاقتصادى الكبير مهاتير محمد مصر .. وزار الرجل ميدان التحرير رمز الثورة المصرية .. وأعطى الروشتة الاقتصادية للمسئولين المصريين .. وبالرغم أننى أؤمن بأن لكل بلد طبيعتة الخاصة والتى لا يمكن بأى حال من الأحوال .. اقتباس تجربة معينة وتطبيقها بحذافيرها دون النظر الى طبيعة البلد وشعبها ومواردها .. ولكنى مع دراسة كافة التجارب والأخذ منهم جميعا ما يناسب الكيان المصرى .. وبرغم انبهار معظم الناس بالتجربة الماليزية .. الا أننى شخصيا اكثر انبهارا بشخص القائم بهذه التجربة .. لأننى مقتنع تماما بأنة لا نجاح دون العنصر البشرى المتعلم والمتطور بما يواكب متطلبات المجتمع الذى يحيط به .. ولا تقدم ولا تطور دون الاهتمام بالتعليم  ..مع الأخذ فى الاعتبار أن المواطن هو العمود الفقرى لتقدم أى أمة  .. وبالتمعن فى سيرة مهاتير محمد .. نجد أنه ولد  محمد في ديسمبر عام 1925م بولاية كيداه بماليزيا، وتلقي دراسته بكلية السلطان عبدالحميد، ثم درس الطب بكلية «المالاي» بسنغافورة والتي كانت تعرف بكلية الملك إدوارد السابع الطبية، وقام بدراسة الشؤون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1967م.

قام مهاتير بعد تخرجه بالعمل بالطب في عيادته الخاصة والتي كان يقوم بعلاج الفقراء بها مجاناً، كما عمل كضابط طبيب بسلاح الخدمات الطبية، وعرف باتجاهاته السياسية، وبانتمائه لتنظيم اتحاد «الملايو»، حيث تدرج فيه من عضو المجلس الأعلي لتنظيم اتحاد الملايو الوطني، ثم نائب رئيس له، ثم بعد ذلك رئيس له عام 1981، شغل عدداً من المناصب منها مندوب ماليزيا بالأمم المتحدة 1963، عضو برلمان منتخب عن منطقة كوتا سيتار، عضو مجلس الشيوخ، عضو برلمان منتخب عن منطقة كوبانج باسو، رئيس مجلس التعليم العالي الأول ورئيس مجلس الجامعة الوطنية في السبعينات، ثم وزير للتربية والتعليم من عام 1974 حتي 1981، نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة والصناعة، رئيس الوزراء ووزير الشؤون الداخلية 1981.

 تولي رئاسة الوزراء عام 1981م، حيث وصلت ماليزيا في عهده إلي ذروة مجدها وارتفع نصيب دخل الفرد فيها ارتفاعاً كبيراً، كما تم تقليص حجم البطالة فيها بشكل ملحوظ حيث انخفض الي 3%، استطاع من خلال منصبه التقدم بالبلاد علي ركائز أساسية ويعد أولها بل في مقدمتها الوحدة بين فئات الشعب حيث إن سكان ماليزيا ينقسمون إلي السكان الأصليين وهم المالايا ويمثلون أكثر من نصف سكان ماليزيا، وقسم آخر من الصينيين والهنود وأقليات أخري، وأيضاً توجد الديانة الأساسية وهي الإسلام بالإضافة للديانات الأخري مثل البوذية والهندوسية» لذلك لزم التوحد بين جميع الأطراف لتسير البلاد كلها من أجل الاتجاه نحو هدف واحد والعمل وفق منظومة تتكاتف فيها جميع الفئات، والركيزة الثانية في خطة التنمية تمثلت في البحث عن دولة مناسبة تقوم بعملية الدعم لماليزيا في تجربتها نحو التقدم والتنمية وكانت هذه الدولة هي اليابان التي أصبحت من أكبر حلفاء ماليزيا في مشروعها نحو التنمية والتقدم، وثالثاً العمل علي جذب الاستثمار نحو ماليزيا وتوجيه الأنظار إليها، كما قام مهاتير بإدخال التكنولوجيا الحديثة والتدريب عليها حتي يتم الانتقال بالبلاد سريعاً إلي مرحلة أخري أكثر تقدماً وأيضاً لتحقيق إمكانيات التواصل مع العالم الخارجي.

 تبني مهاتير محمد المنهج التنموي ودفع بالمالايا نحو النهضة التنموية من خلال توفير مستويات عالية من التعليم والتكنولوجيا لهم، كما دفع بهم لتعلم اللغة الإنجليزية، وقام بإرسال البعثات التعليمية للخارج 300 طالب كل اسبوع وتواصل مع الجامعات الأجنبية، حاول بكل جهده في إطار سياسته الاقتصادية بتجهيز المواطن الماليزي بكافة الوسائل العلمية والتكنولوجية لكي يستطيع الانفتاح والتواصل مع العالم الخارجي والتعرف علي الثقافات المختلفة،، حيث كان يهدف لتفعيل الجزء الأكبر من المجتمع الأمر الذي يعود علي ارتفاع مستوي التنمية الاقتصادية للبلاد في نهاية الأمر، واستطاع أن يحول ماليزيا من دولة زراعية يعتمد اقتصادها علي تصدير السلع الزراعية والمواد الأولية البسيطة مثل المطاط والقصدير وغيرها إلي دولة صناعية متقدمة، حيث شارك القطاع الصناعي والخدمي في اقتصادها بنسبة 90%، وأصبحت معظم السيارات التي توجد بها صناعة ماليزية خالصة، وزاد نصيب دخل الفرد زيادة ملحوظة فأصبحت واحدة من أنجح الدول الصناعية في جنوب آسيا، كما أدي هذا التحول إلي تقوية المركز المالي للدولة..وأصبحت تجربة ماليزيا في النهضة الصناعية التي قامت بها تحت رعاية مهاتير محمد مثلاً تحتذي به الدول، ومادة للدراسة من قبل الاقتصاديين.

وبذلك نجد أن أساس التجربة الماليزية هو العنصر البشرى .. فقط اهتم بالتعليم فى مجالات اللغات وارسال البعثات للخارج وأيضا ارسال البعثات التعليمية للخارج .. بالاضافة الى توحيد صفوف الشعب الماليزى بكافة انتماءاته وأطيافة ودياناته ... بالاضافة الى النظر الى الدول التى تتطورت فى النطاق الجغرافى لماليزيا .. وتبنوا النموذج اليابانى .. وهنا نرى أنهم قد اقتبسوا مما يناسبهم ويناسب المجتمع الماليزى .. ولم ينظروا الى اى نماذج أخرى كالنموذج الأمريكى أو الأوروبى أوغيرهم .

وأرى أن مصر الثورة تحتاج الى ذلك .. فينبغى تطوير العنصر البشرى وتعليمة وتطويرة .. وأيضا محاولة تغيير ثقافة النموذج الأمريكى والاوروبى .. والنظر الى النماذج الأخرى .. ودراسة ما يناسب البيئة المصرية .. والانفتاح على القارة الأفريقية  والاهتمام بها وزيادة التبادل التجارى معها .. وزيادة البعثات التعليمية الى دول اليابان والهند والصين وغيرهم من دول الكتلة الشرقية ... ولا يقتصر الأمر على الويالات المتحدة الأمريكية وأوروبا .

 بقلم : المحامى تامر بركة – مصر2011

[email protected]

 

 

 

 

tamerbaraka

المحامى تامر بركة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

13,773