الإرشاد النفسى فى مصر
<!--مقدمة :
في الوطن العربي , تعد مصر أول دولة عربية قامت بإعداد المرشدين النفسيين, ثم لبنان ,وتليهما العراق والأردن والكويت والسعودية، وقد جاء الاهتمام بالإرشاد النفسي في اليمن متأخراً (الأميري، 2005: 1). حيث أصبحت مهنة الإرشاد النفسي مهنة تخصصية متكاملة, أو مجموعة من المهن المتكاملة ذات تخصصات متعددة يقوم عليها أشخاص معدون إعداداً خاصاً, يشمل الأسس النفسية والإطار النظري، وتدريب خاص يؤهل المرشد النفسي للقيام بمهمته بكفاءة واقتدار (سليمان، 1998: 138).
الأمر الذي يدعو إلى إعداد برنامج متكامل والمراجعة الدائمة للبرنامج حتى يلبي حاجات المرشد النفسي والنهوض بمستواه العلمي التوافقي, ويتواكب مع التطورات العالمية الحديثة التي يشهدها مجال إعداد المرشدين النفسيين, وخاصة وأننا نعيش في عالم متغير يفرض علينا ضرورة إعداد جيل قادر على التعامل مع متطلبات المجتمع (الأميري، 2005: 2).
ولقد تزايدت الحاجة خلال العقود السابقة إلى ضرورة اعتماد نظم فعالة للإرشاد والتوجيه الطلابي على جميع مستويات الأنظمة التربوية في غالبية دول العالم في كثير من البلدان، فأصبح نظام الإرشاد والتوجيه الطلابي يشكل ركيزة من الركائز الأساسية التي تستند عليها عملية رفع الكفاءة الداخلية والخارجية للنظم التعليمية, باعتبار أن وظيفة هذا النظام ضرورية لإحداث المواءمة بين متطلبات الفرد وقدراته، وبين برامج النظام التعليمي ومتطلبات واحتياجات المجتمع (الجنابي، 1992: 1).
فعملية الإرشاد يتم من خلالها مساعدة الفرد على أن يعرف نفسه وبيئته, ويتعلم أساليب لمعالجة العلاقة بين الذات والبيئة, ومن هنا تبرز الحاجة إلى أفراد مؤهلين في مهنة الإرشاد ليكونوا أقدر على مساعدة مستر شديهم. وعملية التوجيه والإرشاد عملية فنية لها أصولها وقواعدها وأدواتها وأساليبها ولهذا لا يمكن إسنادها إلا لمن تلقى تدريباً علمياً وعملياً. بحيث يتقن أصول هذه المهنة ويتمكن من أداء عمله على نحو جيد، ويوجه الأفراد على أسس علمية وموضوعية بعيدة عن الانطباعات الشخصية والذاتية.
فالاختصاصي النفسي في المدرسة هو الشخص المؤهل لمهنة الإرشاد, وخاصة في مرحلة الدراسة المتوسطة؛ حيث ينتظم فيها من هم في سن المراهقة، وإن وظيفة الاختصاصي النفسي هي مساعدة الفرد في التغلب على المشكلات التي تقف عقبة في سبيل تكيفه, أو تحول دون تحقيق حاجاته بأسلوب مقبول، لذلك ينبغي للاختصاصي أن يلم بالأساليب والمهارات التي تمكنه من أداء وظيفته, وأن يكون لديه إلمام كاف بأوجه النشاط الإنساني وبالنواحي الإنسانية وتكيفه وانحرافه.
كذلك يتطلب من الاختصاصي عند أداء وظيفته أن يمتلك نظاماً يسير عليه في تقديم المساعدة للآخرين؛ لأن نجاحه يتوقف على الدقة والتنظيم, فالإرشاد المنظم والمخطط له بعناية يستند على مبادئ وأهداف معينة توجه إجراءاته، وللدلالة على الترتيب والتنظيم في أداء المرشد يعرف سيتورات دوارنت ( 1965 Warnath, stewart) بأن المرشد هو "مهندس اجتماعي", ويشار إلى أن المرشد أشبه بمهندس بشري في دراسته لسلوك الإنسان؛ إذ يستند في عملية جمع المعلومات على ما يسمى بالخريطة المعرفية Cognitive map التي تكون مرسومة في مخه كتخطيط مسبق لعمله.
وقد أخذت برامج المرشدين تزداد تركيزاً على العمليات المعرفية خلال العقد الماضي وهذه السرعة ما هي إلا انعكاس لحركة عالمية متجهة نحو الأساليب المعرفية السلوكية والعديد من الدراسات التي تأخذ هذا المنحى الحديث تدعم الفكرة المتضمنة بأن الناحية المعرفية للمرشد ترتبط بأدائه (الأسدي، وإبراهيم، 2003: 18-23) ومن هذه الدراسات دراسة (Benjamin 1983) ودراسة (Carey 1990), ويضيف نيكلسون وجولسان أن عقد الثمانينيات يمثل مرحلة الإبداع في تاريخ مهنة الإرشاد، فالإرشاد في هذه المرحلة يكون مسعى إبداعياً للمرشد من خلال إسهاماته في تسهيل عملية حل المشكلة لمن يطلب مساعدته, وأن حل المشكلة أحدى مهارات التفكير الموجه، وهنا يستخدم المرشد عدة مهارات معرفية وأساليب إرشادية لهذا الغرض
<!--مشكلات تواجه الارشاد النفسى فى مصر:
<!--محاكم وقضايا :
من يزور المحاكم ويلاحظ عدد القضايا المرفوعة ضد بعض المرشدين النفسيين والاجتماعيين يدرك حجم المشكلة. والتي في أغلبها حسب ما صرح لنا عدد من المرشدين النفسيين والاجتماعيين ناتجة عن عدم إدراك وفهم وتقبل الأهالي لمهام المرشد النفسي والاجتماعي واتهامه بمحاولة الإساءة إلى سمعة الطلبة في حال تشخيصه الحالة النفسية التي تمر بها الفتاة بما يتنافى مع أهوائهم وعاداتهم. ومثال ذلك قصة طالبة في الصف السادس التي كانت دائمة الشرود في الصف وتتأخر في القدوم إلى المدرسة صباحاً وقد تبين للمرشدة النفسية المتابعة للطالبة في المدرسة أن الفتاة واقعة في الحب عند مصارحة الأهل بحالة الفتاة ثارت ثائرة الأب ووجه اتهام إلى القضاء بحق المرشدة بمحاولة تشويه سمعة الفتاة كما قام أهل الفتاة بالتعرض للمرشدة بالضرب والإيذاء. ومن جهة أخرى قد يسئ المرشد للمهمة التي وجد من أجلها ويحاول استغلال وظيفته لتحقيق غايات شخصية كأن يقع المرشد بحب إحدى الطالبات ويقرر الفرار معها والزواج منها دون علم الأهل وهذا ما حدث بإحدى المدارس قبل عام.
<!--عدم وضوح وظيفة المرشد :
وترى المرشدة س ـ ح أن المشكلة تكمن في عدم وعي الأهل لدور المرشد وعدم الوضوح في وظيفته، إذ يساعد وضوح العمل، المرشد على الاهتمام والتركيز في النشاطات التي تصب في مجال عمله، وعدم انشغاله بأعمال بعيدة عن مجال تخصصه وقد تكون أقرب إلى عمل الموجه التربوي وأحياناً تتصل مهامه بعمل إدارة المدرسة. وقد يسعى المرشد إلى معالجة موضوع ليس من مهامه أو اختصاصه. المرشدة الاجتماعية نور ـ ص قالت: إنّ هناك تدخلاً بين عمل المرشد وعمل الإدارة وهناك بعض مديري المدارس يعتقد أن التجربة بظروفها الراهنة تعيق العملية التربوية وتعيق العمل الإداري وتربك أرباب الأسر أكثر مما تقدم الحلول للمشكلات التي تعاني منها الطلبة وتضيف المرشد نور أن المشكلة الحقيقية تكمن في نظرة بعض المديرين إلى الإرشاد على أنه شكل من أشكال سعي الدولة لمكافحة بطالة الخريجين، وأن المرشدين لا يتلقون الدعم الكافي من المديرين في المدارس بسبب عدم اقتناعهم أصلاً بالعملية الإرشادية إضافة إلى المهام الإضافية غير الإرشادية التي يضعها المديرون أمام المرشدين وبلغت الأمور في بعض المدارس إلى الاعتقاد أن المرشد هو في حقيقة الأمر مراقب جديد لعمل مدير المدرسة ومطلوب منه أن يقدم تقريراً عن كل ما يجري في المدرسة لاطلاع المعنيين عليه.
<!--ضعف الخبرة :
المرشد النفسي ع ب يعتقد أن أهم مشكلة تجابه المرشد النفسي أو الاجتماعي هو ضعف الخبرة المهنية المكتسبة وهذا ناتج عن تقدير إدارة المدرسة لتجربة الإرشاد التي تتراوح بين التقدير والاحترام تارة وبين الإهمال واللامبالاة تارة أخرى إضافة إلى مظاهر التنافس والصراع بين الإدارة والمرشد حول بعض المهام، يضاف إلى ذلك أن هناك الكثير من العاملين في القطاع التربوي لا يميزون بدقة بين الإرشاد النفسي والإرشاد الاجتماعي وهذا الأمر قد يفقد الإرشاد مضمونه وتبدو المشكلة جلية عندما لا يستطيع معلم الصف أو مدير المدرسة توصيف مشكلة الطالب وتحديد مجالها واختصاصها، فقد يطلب من المرشد النفسي تحليل مشكلة اجتماعية معقدة ويطلب من المرشد الاجتماعي معالجة قضية نفسية أكثر تعقيداً وفي الحالتين يتصدى كل من المرشدين إلى قضايا لا علاقة لهما بها بشكل مباشر وإن كانا قريبين منها، وتصبح المشكلة أكثر تعقيداً عندما يكون التمييز بين الإرشاديين غير واضح حتى في أذهان المرشدين أنفسهم، فيتصور المرشد أنه قادر على تناول القضايا التي هي من اختصاص الآخر، فيأخذ المرشد النفسي بمعالجة القضايا الاجتماعية، والتي قد تتصف بأنها بالغة التعقيد في الوقت الذي يأخذ المرشد الاجتماعي بتحليل المشكلات النفسية التي يعاني منها التلاميذ مع أنها أكثر تعقيداً وتخرج عن دائرة تخصصه المهني، من الطبيعي أن تترتب على ذلك مجموعة من المشكلات التي تعيق العملية الإرشادية، فالفشل الذي يترتب على تصدي المرشد لمشكلة ليست من اختصاصه المهني لا تمس المرشد بذاته إنما تتصل بالعملية الإرشادية بكليتها وبخاصة أن البيئة الاجتماعية من مديري مدارس ومعلمي صفوف وأولياء أمور التلاميذ يجعلون من فشل مرشد ما وكأنه فشل للعملية الإرشادية كلها.
وتشير دراسات وزارة التربية إلى أن أغلب المشكلات التي يعاني منها التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي حسب درجة انتشارها مشكلة رفاق السوء ومشكلات تتعلق بالأسرة مثل انفصال الأبوين أو وجود خلافات دائمة بينهما أو تتعلق بعلاقة الأبوين بالأبناء.
وتأتي في الدرجة الثالثة مشكلات السلوك العدواني مثل الاعتداء بالضرب على زملائه أو شتمهم ووصفهم بنعوت سيئة وغير أخلاقية أو السخرية منهم والتقليل من أهمية الصفات الإيجابية التي يتمتعوا بها أو التقليل من أهمية النجاح والتفوق الدراسي وهناك مشكلات نفسية تتعلق بضعف الثقة بالنفس والشعور بالملل والتشاؤم والاكتئاب إضافة إلى المشكلات السلوكية مثل الكذب في القول أو السرقات الخفيفة أو التدخين ومشكلات التكيف المدرسي سواء التكيف مع المناهج أو مع المعلمين أو مع الزملاء أو مع إدارة المدرسة.
<!--حلول مقترحة :
ولتجاوز الصعوبات وتداركها قبل تفاقمها لا بد من وضع برامج لتأهيل المرشدين النفسيين والاجتماعيين والتي تشكل حاجة أساسية من حاجات نجاح تجربة الإرشاد وخاصة أن الظروف التي تجابه العملية التربوية ذاتها وخاصة أن المرشدين لم يتلقوا خلال دراستهم الجامعية مهارات عملية تطبيقية كافية تجعلهم قادرين على القيام بمهماتهم الإرشادية بالشكل المطلوب.
<!--واقع الخدمات النفسية فى مصر الأن :
مستشفيات ومراكز الصحه النفسية فى مصر :
أ – مستشفيات رئيسية :
<!--مستشفى العباسية : وسعتها (1924 ) سريرا .
<!--مستشفى الخانكة : وسعتها ( 2106) سريرا .
<!--مستشفى المعمورة : وسعتها ( 850 ) سريرا .
<!--مستشفى حلوان : وسعتها ( 353) سريرا .
<!--مستشفى مصر الجديدة : وسعتها ( 110 ) سريرا .
ب – مستشفيات المحافظات :
<!--مستشفى العزازى بالشرقية . 2- مستشفى طنطا بالغربية .
3- مستشفى أسوان . 4- مستشفى أسيوط .
5- مستشفى بنها . 6- مستشفى بنى سويف .
7- مستشفى قنا .
جـ - مستشفيات لعلاج الأدمان :
1- مستشفى العباسية . 2- مستشفى الخانكة .
3- مستشفى المعمورة . 4- مستشفى اسوان .
5- مستشفى مصر الجديدة . 6- مستشفى بشبراقاص الغربية
7- مستشفى ميت حلفا المنوفية .
واتضح أن المستشفيات النفسية تضم بعض العنابر الخاصة بعلاج الادمان و المفترض ان تكون مستشفيات (علاج وتأهيل الإدمان ) مستقلة فى حد ذاتها و إن كان ذالك لا يمنع من وجود تخصصات طبية و نفسية أخرى لأن الإدمان من الممكن أن يترتب علية العديد من الاضطرابات ، أما أن يكون المستشفى فى الأساس لعلاج (الجنون ) ثم يلحق به قسما لعلاج الإدمان فهذا لا يتفق مع الاستراتيجيات التى يجب أن تتوافر للتعامل مع الإدمان .
<!--الخدمات التى تقدمها مستشفيات الصحة النفسية فى مصر :
<!--عيادات رسم المخ العادى والالكترونى .
<!--عيادات العلاج السلوكى المعرفى .
<!--عيادات الباطنة المتخصصة .
<!--غرف الأشعة التخصصية .
<!--عيادات الإختبارات النفسية .
<!--عيادات العلاج النفسى الفردى / الجماعى .
<!--عيادات علاج الإسنان .
<!--معامل صحية للتحاليل الطبية بأنواعها .
<!--عيادات العلاج بالجلسات الكهربائية ةتحت إشراف أطباء تخدير .
10- صيدليات بالمستشفيات لتساهم فى توفير الأدوية للمرضى .
11- مكتبة متكاملة للمرضى والعاملين وخدمات الانترنت .
<!--العيادات الخارجية التخصصية فى مصر :
<!--الطب النفسى العام .
<!--عيادات إضطرابات الدم .
<!--عيادات علاج الصرع .
<!--عيادات خاصة بطب نفسى الأطفال .
<!--المستشفى النهارى :
والهدف منها تقليل احتياج المريض للتنويع ومحاولة الحفاظ على اندماجة بالاسرة و إذا أمكن بالعمل
<!--وحدات العلاج بالمجتمع : وتضم فريق متخصص للتدخل العلاجى المطلوب بمنزل المريض
<!--برامج العلاج التأهيلى فى مصر :
<!--قسم العلاج النفسى - قسم النشاطات الثقافية
<!--قسم العلاج الرياضى ( أحدث الأجهزة والملاعب )
<!--قسم تعليم الكمبيوتر والألة الكاتبة .
<!--قسم تعليم الحياكة و التطريز وأعمال التريكو .(وزارة الصحة والسكان،مصر، 2005)
( محمد حسن غانم ، 2009 ، 46 )
<!--المراجع :
<!--إشراف عبد الولى ، فارع العمودى ( 2007) . أثر برنامج التطوير الإكلينيكي في مهارات الإحصائيين . كلية الاداب . رسالة جامعية .
<!-- إيفا - ماريا بيرمان راتيان و يوخن إيكيرت و هانس - يوأخيم شفارتس (2002) العلاج النفسي بالمحادثة "التغيير من خلال الفهم". ترجمة سامر جميل رضوان. دار المسيرة. عمان
<!--بشرى سمير (2005) . المرشد النفسى فى مدارسنا . متاح على الرابط الأتى :
http://www.tahawolat.com/cms/article.php3?id_article=46
<!-- سيد عبد الحميد مرسي (1992). الإرشاد النفسي و التوجيه التربوي و المهني. مكتبة الخانجي. مصر.
<!--عبد الله محمود سليمان (1986). الإرشاد النفسي تطور مفهومه وتمييزه. حوليات كلية الآداب. جامعة الكويت.
<!--كلاوس غراوة وروث دونات و فريديريكه بيرناور (1999) مستقبل العلاج النفسي: معالم علاج نفسي عام. ترجمة سامر جميل رضوان. منشورات وزارة الثقافية السورية. دمشق.
<!--محمد حسن غانم (2009) . مقدمة فى علم النفس الاكلينيكى . المكتبة المصرية ، الإسكندرية .
<!--هايكو إيرنست (2002) الإيمان الشافي. ترجمة سامر جميل رضوان.
<!--محمد سامي بوراي (2004). تصور الطالبات للإرشاد في المؤسسات التعليمية بسلطنة عمان. ندوة الإرشاد النفسي في المؤسسات التعليمية: 15-16 فبراير 2004، كلية التربية بالرستاق. 43-69. وزارة التعليم العالي-سلطنة عمان.
ساحة النقاش