مواقف ميدانية طارئة في استخدام الوسائط التعليمية
لعل من الملائم أن يُشار إلى بعض المواقف الطارئة والمحرجة التي حدثت ؛ نتيجة للإهمال في مرحلة الإعداد أو في مرحلة التنفيذ ، من أجل أن تتكون لدى المعلم الاقتناع بأهمية الأخذ بقوة مراحل توظيف الوسائط .
الموقف الأول
هيَّأ المعلم طلابه تهيئة مناسبة للاستماع إلى آيات من الذكر الحكيم ، ونجح في إشاعة جو الخشوع والوقار ، ثم أخرج الشريط من حقيبته ، ووضعه في آلة التسجيل ، وضغط على زر التشغيل ووقف بعيدا في مؤخرة الصف يستمع ... فماذا سمع الطلاب ؟
سمعوا أغنية !
أسرع المعلم وأغلق الجهاز ، وسيطرت الفوضى والاضطراب على الموقف الصفي كله حتى نهايته .
ناقشت المعلم بعد الحصة ففسر الموقف بأن للشريط وجهين الأول سجل عليه الآيات القرآنية ، والثاني عليه الأغنية ، فلما وضع الشريط في المسجل في أثناء الموقف الصفي لم يتنبه ، فحدث ما حدث !
الموقف الثاني
درس الاستماع من الدروس التي ينبغي أن يبذل لها المعلم عناية خاصة ؛ من أجل تدريب المتعلم على الاستماع النشط ، حتى لا يشعر بالملل والتبرم
وتوظيف المسجل أمر ضروري ؛ ليقدم النص مسموعا بصوت نقي واضح النبرات مراعيا علامات الترقيم وأصول القراءة الجهرية الصحيحة .
أحضر طالب المسجل ، وضع المعلم الشريط ، أوصل الطالب الجهاز بمصدر الكهرباء ، ولكن المسجل لا ينطق ولا يتحرك !
ظن المعلم أن العيب في مصدر التيار الكهربائي ، فأرسل الطالب على عَجَل إلى المختبر ليحضر البطاريات ، وأخذ يشغل الفراغ في الحصة بكلام لا قيمة له ؛ لأنه لم يخطط لمثل هذا الموقف الطارئ
وضعت البطاريات في مكانها من الجهاز ، ولكنه لم يعمل أيضا !
فاضطر المعلم إلى إكمال الحصة بدون الجهاز بعد أن فُقد منها جزء ثمين
ماذا تبين بعد انتهاء الحصة ؟
في غرفة اللغة العربية جهازا تسجيل ، واحد منهما لا يعمل ، والآخر صالح للعمل ، فلما أرسل المعلم الطالب ليأتي بالجهاز ، أتى بالجهاز الذي لا يعمل !
الموقف الثالث
توظيف العرض الرأسي أمر له قيمة تربوية وتعليمية حين يوظف التوظيف الصحيح ، فتكون الشفافيات معدة إعدادا جذابا واضحا ، وحين تترك مساحة يمارس فيها المتعلم نشاطاته التحريرية .
عرض المعلم شفافية تتضمن نشاطا تقويميا عبارة عن مجموعة من الأبيات مصحوبة بأسئلة نحوية خاصة بموضوع الحصة ، وأخذ المتعلمون يستجيبون لهذا النشاط ، وفجأة حدث مالم يكن في الحسبان !
احترق المصباح ، فأظلمت الشفافية ، واختفى النشاط التقويمي !
ولم يكن لدى المعلم البديل فماذا فعل ؟
أخذ يقرأ من الشفافية ، ويطرح السؤال ، ويجيب هو ؛ لأن الأبيات موضوع الأسئلة ليست بين يدي المتعلم !
الموقف الرابع
أتى الطالب باللوحة معه من منزله ، لم يفتحها المعلم ، ولم ير ما فيها ؛ لأنه يثق بطالبه الذي كلفه أن يعدها ، طلب المعلم أن يعلق الطالب اللوحة ،فعلقها على مسمار واحد وجده على الحائط ، فظلت اللوحة شبه مغلقة وأخذ المعلم يناقش طلابه ويحاورهم في مجريات الدرس حتى جاء دور اللوحة ، فحاول فتح اللوحة فلم يفلح ، فأخرج طالبا يساعده في إبقاء اللوحة مفتوحة ، ونظر إلى اللوحة فإذا بها لدرس آخر غير درس هذه الحصة !
ولعل السبب في ذلك يعود إلى المعلم نفسه ، الذي لم يكن تكليفه للطالب واضحا وضوحا يجنبه هذا الخطأ ، ولم يستوثق المعلم من أن طالبه قد أدرك الأمر المكلف به إدراكا صحيحا .
كل هذه المواقف إنما تقول شيئا واحدا ، لابد من الإعداد الجيد للوسائط ، ولا بد من وجود خطط بديلة ، تنفذ في الحالات الطارئة .
ساحة النقاش